يقال، أن أوّل الدّروس يأتي مع تفتح الزهر، ولكل فعل زهره ولكل قول ريحه وكان أن أعجبك العطر ولم يكن منك غير حرف ينساب حرا بلا إضافة. فقط، دقة لون.. رقّة بهاء. . .أناقة وصف ووصل. وسألتك، وكيف تولد الأناقة؟ أليست هي فعلٌ لاتفاق بين أكون. قلتِ: أراها أكثر، - هل تتصور معي الإله وهو يشكل فيها؟ وقلتُ، هل تذكرين كيف تخفت الآلهة بها كي تصنع كمائن الجمال، وكانها وجدت لتكون حكاية صغيرة عن إله كبير. -وهل للجمال كمائن؟ - نعم، وللحقيقة حروف، وقد قال قائل أن أول الزهر لم يكن إلا حواء يوم عرفت الحياة، وكيف تفتحت على صدرها العجائب وكيف علقت في ذهن الرجل البدء أن هذا الزهر مقرٌ لمقلتيه إذا جاع. وعرفت بعد ذاك القول. كيف تكبر مواضع الطفولة، وكيف تنضج للرائحة مغازي. فكانت. وكان، وعرفت الخفايا من تعدد الهفوات وسيقت العجائب من غلو المطالب وكتبت في ذاكرة الغياب حضور وابعدت عن ذاكرة الغياب حضور. وعرف الرجل البدء أن للصحراء بهاء يعاند به صحراء اخرى، أقل قسوة وأكثر قسوة ، بها تجتمع الاضداد، إذا أريد لكل فعل غاية وتمام. ولم يكُ أفضل من البوح، وكثير من البوح أعواد مشانق وثورات. وسهمٌ يساقُ لقوسِ ليصيب به كبد الجهل، وعرف أن للجهل سلطان، وعرف أن له مناوئون يبحثون في أسس ملكوته. ولم يَعلم أحد منبع الخفقات الأولى. ولكن علمت أن لهذه الحكايا أسوار سوداء الطبع، تُكسى بها ممالك، وتُقتل بها حقائق. وكان أن ترجلت ذات الحقائق في يوم، وتمنطقت بسيف وأعلن السبق على ظهر نجم يسابق البيارق. وكان، أن اجتمع الجمع على يوم يعترف به الخلائق بكل آثامهم، يوم تعلن به الخطايا الآفلة الذكر بحجة التطهر وسيقت النساء وتبعها الرجال. وكان أن باحت أولى النساء بسرها، تبعه سيف جلاد كقصاص ليخالف ناموس العيد ولم يكُ من الأخريات إلا الاستعصام بالطهر، والرجال التمنع بالرذائل. ومن يومها ظل للأدعياء عيد وقتل الأصل الذي أقيم من أجله وصار التخفي طبع حواء بعد أن حرمت من حق. وكان للتملق ذكر بعد أن كاد له الاندثار.