كشف مدير الديوان الوطني لمهنيي الحليب، «فتحي مساغ»، أن 114 ملبنة من أصل 120 الموجودة في القطاع اندمجت بشكل رسمي ضمن الإجراءات التحفيزية الأخيرة التي أقرّتها الحكومة عن طريق مصالح وزارة الفلاحة من خلال تقديم الدعم للملابن التي تعتمد أكثر في الإنتاج على الحليب الطازج، مؤكدا أنه سيتم الاستغناء نهائيا عن استيراد غبرة الحليب خلال سنوات قليلة بفضل هذه السياسة. لم يُخف مدير الديوان الوطني لمهنيي الحليب وجود ما أسماه «لوبيهات» تسعى إلى عرقلة تدابير الحكومة بالاستغناء تدريجيا عن استيراد غبرة الحليب على المدى المتوسط والاعتماد على كميات الحليب الطازج التي يتمّ تجميعها من المربّين، كما أنه لم ينف بالمطلق أن تكون الأزمة التي عرفتها الجزائر بداية السنة الحالية بسبب ندرة أكياس الحليب بعيدة هي الأخرى عن وجود مضاربين في السوق كانوا وراء عرقلة عملية التوزيع. وقال «فتحي مساغ» الذي كان يتحدث أمس في حصة «ضيف التحرير» للقناة الثالثة للإذاعية الوطنية إنه متفائل بأن تظهر نتائج الإجراءات الأخيرة التي شرعت مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في تنفيذها لصالح تشجيع أصحاب الملابن من خلال تقديم دعم يصل إلى 6 دنانير عن الكيس الواحد نظير الاعتماد الكلي على الحليب الطازج، مشيرا إلى أنه تمّ حتى الآن تسجيل اندماج 99 ملبنة تابعة للقطاع الخاص و15 ملبنة عمومية ضمن هذا المسعى الهادف إلى التخلّي عن استيراد غبرة الحليب، أي إجمالي 114 ملبنة من أصل 120 المنتشرة وطنيا. وتفيد بعض المؤشرات التي تحدّث عنها ذات المسؤول بأن هذه الإجراءات بدأت تظهر ميدانيا من خلال ارتفاع عدد المربّين الذين وصلوا إلى 26 ألف العام الحالي بعدما كانوا في حدود 14 ألف و300 في 2009 وحوالي 17 ألف و500 مربي السنة الفارطة، وهو الأمر الذي نتج عنه ارتفاع في عدد كميات الحليب الطازج التي تمّ تجميعها خلال الفترة ذاتها بحيث وصلت خلال مع نهاية شهر جويلية من العام الحالي إلى 340 مليون لتر، في حين توقفت في 2009 عند 300 مليون لتر، وقدّرت بحوالي 395 مليون لتر في 2010. إلى ذلك رفض المتحدث بشكل قطعي تقديم أرقام عن فاتورة وكميات غبرة الحليب التي تمّ استيرادها في الفترة الأخيرة، مكتفيا بالتأكيد أن المخزون الحالي يكفي لتأمين الإنتاج الوطني لمدة تصل إلى عام كامل دون تسجيل أي اضطراب سواء من حيث التوزيع أو من حيث الأسعار التي قال إنها ستستقر عند 25 دينار للكيس الواحد. وقدّم «مساغ» بالمناسبة ضمانات بأن السلطات العمومية قامت بكل الإجراءات الكفيلة، حسبه، بضبط سوق الحليب. وتكشف الأرقام التي أوردها مدير الديوان الوطني لمهنيي الحليب في تصريحاته الإذاعية بأن هذه الهيئة قد وقّعت بداية العام الحالي على اتفاقيات مع 50 ملبنة من أجل تزويدها بغبرة الحليب لكن بقيت 15 منها لم تصل إل تطبيق بنود العقد، موضحا أنه سيتم دراسة هذا الإشكال مع نهاية الشهر الحالي للوقوف على الأسباب.