أمتع الفنان المصري المتألق والعازف على آلة القانون صابر عبد الستار وفرقته للموشّحات “دار الأوبرا المصرية” الجمهور الذي حضر المهرجان الدّولي للمالوف المقام بقسنطينة؛ صانعا أجواء من المتعة جعلت الجماهير الحاضرة تنصت بتمعّن واستحسان لكل ما جادت به أنامله. تجاوب الجمهور الذي أقبل على قاعة المسرح الجهوي للمدينة لحضور السهرة الثالثة لهذه التظاهرة السنوية مع مقطوعات آلة القانون مبديا إعجابه بجمال أداء هذا العرض الذي سيحفر دون شكك ضمن سجلات المهرجان. وتميزت هذه السهرة الفنية مساء أمس الأحد بتبادل الأحاسيس على وقع الموسيقى ما بين هذه الفرقة المصرية والجمهور الحاضر. واستقبلت الكلمات الترحيبية للمايسترو الذي يحظى بشعبية في مقام موهبة بارزة كان قد كشف عنها خلال مروره السابق في فرقة “عيون” لناصر شما بتصفيقات حارة في حفل بهيج تتبعه الحضور بكل آذان صاغية وأعين متيقظة عبرت عن تجاوبها واهتمامها بهذا الأداء الرائع الذي استحق التصفيق له مطولا. وافتتح العرض الموسيقي لهذه الفرقة بوصلات غنائية رائعة من أداء الفنان المتألق صابر عبد الستار الذي استطاع أن يحجز مكانا مرموقا في صف العازفين العرب على آلة القانون بالجزائر خلال مسابقة العزف على هذه الآلة التي نظمت في 2001 من طرف الجامعة العربية ليواصل إلى جانب الموشحات ضمن العرف التقليدي المشرقي القح من خلال أداءه على أربع آلات عازفا على كل منها لحنا ينافس به المواهب الصوتية. واختتم العرض بوصلة موسيقية آية في الروعة والجمال بعنوان “فرح” وهو اسم ابنة رئيس الفرقة الذي يوحي إلى الكون بحركات وألوان الطفولة وترجمة هذه الوصلة مثل سابقاتها موهبة وتحكم أكبر الفنانين في عصورمجد الموسيقى المصرية على غرار بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب وغيرهما ولكن بنغم أكثر طراوة وخفة يتماشى مع العصر الحالي ويستجيب للذوق الآني. ولا يفكر هؤلاء الشباب الملهمين بالأمل والطموح بخصوص مستقبل الموسيقى العربية فيما يبلى ويندمل. وهو ما يمكن استنتاجه من خلال تحاليلهم وآرائهم المتعلقة بالوضعية الراهنة للآلات الموسيقية المرتبطة بالتراث العربي. وأكد صابر عبد الستار على أنه من الضروري ” أن تحتل آلاتنا مكانة ضمن الموسيقى العالمية” مضيفا بأنه “من غير المعقول أن نأخذ من الآلات الغربية في الوقت الذي لم يدرج فيه أي آلة لنا ضمن موسيقاهم” و”من المنطقي أن يحدث العكس وتأخذ الموسيقى الغربية من آلاتنا”. وأشار هذا الفنان الذي كان له عطاء كبير في الموسيقى العربية إلى “اقتناعه بضرورة عمل النخبة العربية لتعميق معارفها وثقافتها لفرض نفسها والتعريف بقيمة موروثها الحضاري للآخرين. فهولا يدخر على غرار الفنان ناصر شمة من العراق أي جهد لنشر تعليم هذا الفن دعامة الموسيقية العربية المتمثلة في القانون والتعريف بها للعالم بأسره.