تدعمت ولاية النعامة بمركز لترقية المهارات المحلية الذي دخل حيز الاستغلال ببلدية العين الصفراء، الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوب ولاية النعامة، كما أفاد به مسؤولو قطاع السياحة والصناعة التقليدية. ومن شأن هذا المركز الذي دخل حيز الخدمة مؤخرا، العمل من أجل النهوض بالصناعات التقليدية وتثمين ما هو مهدد منها بالزوال، علاوة على تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للحرفيين المتخصصين في الصناعات التقليدية التي تشتهر بها هذه المناطق السهبية، كما أوضح مدير القطاع. كما يضمن هذا المرفق تكوينا للراغبين من فئات الشباب في تعلم بعض أنواع الصناعات التقليدية، على غرار المنتوجات الحلفية وصناعة السروج والزرابي، فضلا عن البرنوس والأواني الفخارية والنقش على الخشب، حسب ذات المصدر. ويعود اختيار بلدية “العين الصفراء” لاحتضان هذا المركز إلى توفر هذه المنطقة التي يغلب عليها الطابع الرعوي على إمكانيات طبيعية تتيحها الثورة الحيوانية، وخاصة منها مواد الصوف والجلود والحلفاء، علاوة على مواد أولية أخرى كالجبس والطمي والغرانيت وغيرها، كما ذكر مدير السياحة والصناعة التقليدية. وإلى جانب ذلك تشتهر مناطق جنوب ولاية النعامة بتوفر مؤهلات بشرية من شأنها ضمان التكوين التطبيقي ونقل الخبرات المتعلقة بمزاولة أنواع متعددة من الصناعات التقليدية وإنتاج الحرف اليدوية والفنية إلى فئة الشباب، وبالتالي استحداث فرص شغل قارة جديدة عبر المناطق النائية وتحسين المستوى المعيشي لمربي الماشية وفلاحي بساتين النخيل الذين تأثر نشاطهم بعوامل الجفاف وغلاء أسعار الأعلاف. وفي سياق متصل استفادت واحة “تيوت” التي تشتهر بقصرها العتيق ومنتوجات سعف النخيل والفخار من مشروع آخر لتثمين ودعم الصناعة التقليدية، يتمثل في إنجاز أروقة للحرف لعرض وبيع مختلف منتوجات الحرفيين بتلك المنطقة، مما يتيح للسياح الوافدين إليها فرصة التعرف على جانب مهم من التراث المادي العريق للولاية، كما أضاف ذات المصدر.