تشهد عدة ولايات من الوطن سواء في مدن الوسط والشرق أو الغرب ندرة حادة في أكياس الحليب، بسبب الثلوج التي قطعت طريق الموزعين لهذه المادة الأساسية مما جعل العرض محدود والطلب في تزايد مستمر على هذه المادة الواسعة الاستهلاك. طوابير طويلة وازدحام أمام محلات بيع الحليب في كل المدن، تبدأ من الساعة الخامسة والنصف مساءا وتستمر إلى غاية نفاد أكياس الحليب التي تمكن الموزعون من إيصالها، فيما يبقى العرض محدودا جدا وقد تنتهي الكمية قبل انتهاء الطالبين لها، مما أجبر العديد من البائعين إلى تحديد عدد أكياس الحليب المقدمة لكل زبون بحيث لا تفوق أربعة أكياس على الأكثر، وهو ما ضايق العديد من الزبائن الراغبين في الاحتفاظ ببضع الأكياس في الثلاجة للضرورة حتى لا يضطروا لانتظار دورهم في الطابور كل يوم. ولا يزال بذلك هاجس الندرة يؤرق العديد من المواطنين الذين حدثتهم «الأيام» خلال جولة استطلاعية عبر بعض محلات وسط العاصمة ليلة أول أمس عند الساعة السادسة مساءا، حيث لاحظنا حشدا كبيرا من المواطنين يتدافعون للحصول على كيس حليب. وأكدت لنا «سميرة» أنها تخروج من المنزل مساء لتحتل الأماكن الأولى في الطابور وتتمكن من الحصول على أكياس الحليب التي تسد حاجيات عائلتها، هذا فيما أوضحت لنا السيدة «فتيحة» أن «المعريفة» موجودة حتى في هذه الأمور، مؤكدة لنا انزعاجها من بعض الباعة الذين يؤكدون لها أن الحليب قد نفد لتتفاجأ بهم بعدها يمنحون الأكياس الباقية لمعارفهم وأحبابهم وزبائنهم الأوفياء وهذا ليس عدلا، تقول محدثتنا. ومن جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين «الحاج الطاهر بولنوار»، أن سبب هذه الندرة في مادة الحليب يرجع إلى قطع الثلوج للطرقات التي يستعملها عدد كبير من الموزعين مما يحول دون وصول السلعة إلى بائعي التجزئة، مؤكدا أن هذه الندرة التي فاقت 50 بالمائة، مؤقتة سببها رداءة الأحوال الجوية، و قد عمت وسط، شرق وغرب البلاد.