حلت ولاية بومرداس بتراثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها الأصيلة في أجواء احتفالية ضيفة على ولاية خنشلة في إطار المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية بين الولايات و ذلك بدار الثقافة علي سوايعي لمدينة خنشلة. وقد أضفى جناح الفنون التشكيلية للنحت على الخشب وفن التصوير الفوتوغرافي من خلال اللوحات التي عرضها فنانو مدينة الصخرة السوداء (التسمية السابقة لبومرداس) ديكورا جميلا ببهو دار الثقافة وجلب زوارا و معجبين بهذا النوع من الفن الذي أوضح بشأنه الفنان جعوط عادل أنه يشكل اهتمامات الفنانين الشباب سواء الهواة أو المنتمين إلى مدارس الفنون الجميلة مشيرا أن التحفة الواحدة تستدعي وقتا لصقلها ونحتها لتعكس أشياء مادية مجسدة في الواقع. كما استطاعت الفنانة ويزة عمراني في معرضها حول فن التصوير الفوتوغرافي نقل الكثير من الصور على الطبيعة بمختلف ميزاتها ومناظرها المستوحاة من زرقة شواطئ البحر والواحات والرمال و أزقة المدن وغيرها من الصور التي جلبت اهتمام و فضول الزوار و الزائرات. وتضمن الموروث الثقافي لبومرداس في أبعاده التاريخية والثقافية عرض صور عديد المواقع الأثرية على غرار القصبة العتيقة لمنطقة دلس وأخرى حول الزوايا منها تلك التي أنشأها عبد الرحمن الثعالبي(1384 1470) إلى جانب التعريف به ودوره في الإرشاد والإصلاح و أهم مؤلفاته التي اشتهر بها ككتاب “الإرشاد في مصالح العباد ورياض الصالحين” وغيرها من الكتب التي ألفها هذا العلامة المنتسب لمنطقة وادي يسر و صور أخرى لزوايا سيد أحمد بلعباس والباي محمد بن علي. وتضمن المعرض فضلا عن جناح خاص بمسيرة وحياة الروائي رشيد ميموني وإسهاماته الأدبية منتجات السيراميك و أخرى مصنوعة من الفخار ونماذج من الألبسة والحلي التقليدية لهذه المنطقة الساحلية. وحملت ولاية ومرداس في حقيبة تراثها المادي مناظر عامة لمدينة الصخرة السوداء و أهم الشواطئ وما تزخر به من إمكانات سياحية ومواقع ومعالم عريقة تبرز البعد التاريخي والثقافي لمنطقة بومرداس التي تمثل صرحا علميا بمعاهدها العليا.