تحاول الفنانة التشكيلية فاطمة الشافع استغلال موهبتها في التصوير الفوتوغرافي لتعكس مشاهد مرت بها ذات يوم يستحق الجمهور ان يتأملها ويقرأها في تأن. تعرض الفنانة الشافع برواق ''الفنون'' بديدوش مراد الى غاية 8 أوت الجاري، 27 لوحة فوتوغرافية متعددة التقنيات والتركيب. بالمناسبة استعرضت ''المساء'' مع الفنانة بداياتها مع هذا الفن الجميل لتؤكد حرصها على دعم موهبتها في الفن التشكيلي والنحت من خلال دراستها بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة. كانت معارضها تنظم في إطار ضيق منذ سنة 2003 مع، وحلول 2006 خرجت فاطمة الى العلن لتعرض في أكبر المساحات وفي أهم المحافل الفنية الوطنية والدولية مما سمح لها بافتكاك جوائز معتبرة كجائزة مؤسسة عسلة سنة ,2003 جائزة »علي معاشي« للمبدعين الشباب عام .2008 من بين التقنيات التي عرفت بها هذه الفنانة استعمالها المفرط ل''الدمية'' إلى درجة انها لقبت ب»فنانة الدمية« حيث تعمد فاطمة إلى استغلال الدمى بإعادة تشكيلها أو تركيبها أو وضعها في مواقع ومواقف ذات دلالات معينة كثيرا ما تعكس واقع المرأة، وعبرت فاطمة ل»المساء« عن مدى ارتباطها بالدمية منذ صغرها لذلك تجعلها وسيلتها الأساسية في التعبير. ما يميز هذا المعرض -حسب الفنانة- هو كون غالية لوحاته من الصور الفوتوغرافية، التي تعد جزءا من ذاكرتها في محاولة منها لاشراك الجمهور في هذه الذكريات والمواقف التي عاشتها، لتطلق العنان لمخيلته بتصورها كيفما شاء لذلك حرصت على تجنب اعطاء عناوين للوحاتها كي لا تتدخل في توجيه هذا الجمهور. من بين اللوحات المصورة التي يقف عندها الزوار صورة لعجوز قبائلية تصارع الحياة القاسية بابتسامة عريضة وجميلة منبعثة من أعماق القلب وعنها تقول فاطمة »أحب جدا هذه الصورة التي تؤكد أن الجزائر ما تزال بخير، والتقطتها في مسقط رأس والدي بقرية تكامرة بأدكار ببجاية، حينها كنت قد فقدت طريقي الى القرية ولم أدر ما أفعله الى ان قابلتني هذه العجوز الفقيرة التي أتعبت كاهلها رزمة من الحطب فهدأت من روعي ومازجتني ثم أخذتني نحو الوجهة التي أريدها ولم تنهرني رغم شقائها وانشغالها«. صورة أخرى تتصدر المعرض عن الراحل موريس أودان رسمها أحد الفنانين الفرنسيين على الورق ثم عرضها في بهو المدرسة العليا للفنون الجميلة ولكي تحتفظ بها فاطمة صورتها وعرضتها للجمهور. لوحات أخرى تعكس مواقف الفنانة خاصة التي تتعلق بقضايا المرأة منها صورة لمدينة كبيرة فوقها رجلي امرأة ملطخة بالدم دليل على العنف المسلط ضد المرأة، أو خيال امرأة داخل قارورة وغيرها، فيما عكست صور أخرى أشياء جميلة كبراءة الاطفال وسعادتهم المنبعثة عبر قهقهاتهم. تؤكد فاطمة ان اشتغالها منقسم الى شقين أحدهما للفن التشكيلي والآخر لفن التصوير وكلاهما أداتها للتعبير الفني والإنساني، لذلك فهي تستعمل أحدهما حسب ظروفها النفسية والفنية (التقنية) وقد تستعملهما معا في آن واحد وقد تتوقف عن ممارسة أحدهما لمدة تصل الى حد العام. عن الفنانين الذين أثروا في فاطمة تقول »تأثرت كثيرا باسياخم ومحمد راسم ومارتيناز وباية وعائشة حداد، وأنا على دراية كبيرة بمسيرتهم الفنية وأعمالهم الرائدة«. أما اساتذتها في المعهد فتؤكد »كان لهم فضل تأطيري وتوجيهي خاصة الأستاذين عيدود وسرقوة«. الفنانة فاطمة الشافع ذات السنوات السبع بعد الثلاثين ستكون حاضرة بلوحاتها خلال هذا الشهر بمدينة كرواتيا، وسيقام لها معرض بالدار البيضاء المغربية في ديسمبر القادم إضافة الى مشاركتها في معرض الخريف الذي سيقام بقصر الثقافة »مفدي زكريا« كما شاركت بإحدى لوحاتها في معرض جماعي أقيم في فلسطين شهر جوان الفارط.