تعهد المناضل في الحركة الجمعوية متصدر قائمة حزب التجديد الجزائري لشمال فرنسا، «محند براش»، بالتكفّل بمشاكل الجالية الجزائرية، كما أعلن أن من ضمن أولوياته فتح بنك خاص بالجالية، مثلما تحدّث في هذا الحديث الذي خصّ به «الأيام» عن حلم الشباب «الحراڤ» بالعودة إلى أرض الوطن في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها وهو الأمر الذي لمسه خلال الاتصال المباشر معم باعتبار جمعيته تقوم بحلّ بعض مشاكلهم. * تفاجأ الكثيرون بتصدّركم قائمة حزب التجديد الجزائري بعد أن عرفوك ناشطا فاعلا في أوساط الحركة الجمعوية. لماذا اخترت اليوم دخول المعترك الانتخابي؟ ** لقد عملت منذ أكثر من 20 سنة مع الجالية الجزائرية في فرنسا وكذا مع أكثر من 37 جنسية حيث سمحت لي تجربتي كناشط في الحركة الجمعوية وكذا الاتصال الدائم مع السلطات في كل من فرنساوالجزائر في حلّ الكثير من المشاكل التي تعاني منها الجالية بعد الاطلاع على مشاكلها، وهو الأمر الذي جعلني أتأكد أن ممثلي الجالية الجزائرية من النواب لا يؤدون أدوارهم وفشلوا في التكفل بانشغالات من انتخبهم لتمثيلهم وكل ما تعّهدوا قبل سنوات بقي مجرد وعود انتخابية مما غيب الثقة اليوم بالمنتخبين. وأنا على قناعة أن مثل هذه التصرّفات والانحرافات هي السبب الرئيس في العزوف عن المواعيد الانتخابية سواء في الجزائر أو خارجها من أفراد الجالية خصوصا وأن غياب الدولة الجزائرية في أوساط الجالية زاد من حجم معاناتها، فالجزائري عندما يموت لا يجد من يدفنه ونضطر لجمع التبرعات من أجل ذلك، بالإضافة إلى عدم وجود بنك جزائري في فرنسا حيث يودع فيه الجزائريون أموالهم لتبقى الوجهة هي المصارف الأجنبية التي حقّقت أرباحا خيالية على حساب بلادنا. * هناك أطراف تحاول إفساد «العرس الانتخابي» بمحاولة التشكيك في نوايا السلطة بضمان اقتراع شفاف. هل تعتقدون أن الضمانات المقدّمة كفيلة بتحقيق هذا الهدف؟ ** أعتقد أن التشكيك في شفافية الانتخابات التشريعية وغيرها من المواعيد من هذا النوع يعود بالأساس إلى مصطلح روّج له أعداء الجزائر الذين يترصدونها في كل موعد هام تمرّ به بلادنا، وأريد التأكيد في هذا الشأن بأن كل المؤشرات تعطي الانطباع بأن اقتراع 10 ماي المقبل سيُجرى في أجواء جدّ جيدة وسوف يكون مناسبة يقدّم فيه الجزائريون درسا في العمل الديمقراطي لكل المتربصين من الداخل والخارج وكذا دعاة الفوضى في الجزائر. ونحن في حزب التجديد الجزائري لنا ثقة كبيرة في حياد الإدارة كما أننا على يقين بأنه ليس لها أي مصلحة في أن تساند حزب دون الآخر باعتبار أن المترشحين كلهم جزائريون، ويبقى الخيار الأخير للشعب الذي نطالب منه بالتصويت على البرامج والكفاءات. ومن هذا المنطلق فإن التنافس الحقيقي سيكون على البرامج ومن يُقدّم بديلا يساعد الجالية الجزائرية على حلّ مشاكلهم. أما الحديث عن التغيير فهناك إرادة دولة من أجل التجديد وتحضير تسليم المشعل للشباب وإلى جيل بعد الاستقلال، فنحن في حزب التجديد نؤمن بالتغيير السلمي والديمقراطي ولا نقبل أن تقدم لنا أي جهة دروسا في الديمقراطية رغم عن كل ما يقال هنا وهناك. وقد أكدنا على هذه النقطة خلال اللقاءات التي جمعتنا مع أفراد الجالية وإبلاغهم بأن الاستحقاقات القادمة ستكون شفافة وستعبر عن طموحهم. * على هذا الأساس ما هو البديل الذي تطرحونه في برنامجكم لإقناع الناخبين بالتصويت لصالح قائمتكم؟ ** أقول لجاليتنا وألتزم أمامها اليوم أنه في حال وضعوا فيّ الثقة ووصلتُ إلى غرفة البرلمان بأنني أعمل من أجل إسماع صوتهم على كل المستويات، أولا سأطرح مشروع قانون للسكن خاص بالجالية من أجل تسهيل التدابير أمامهم لشراء سكنات كونهم مواطنون جزائريون من حقهم الاستفادة منه. أما الأمر الثاني يكمن في السعي إلى إنشاء بنك جزائري بفرنسا من أجل تسهيل نقل أموالهم إلى الجزائر وذاك بهدف وضع حد للسوق السوداء وبما يسمح للدولة من الاستفادة من العملة الصعبة. كما أتعهدبالعمل على حل مشكلة «نقل الموتى» التي أصبحت هاجسا للأسف، لأنني أعتقد أنها المشكلة الكبرى لكافة الجزائريين في فرنسا خاصة وأن العديد من قدماء المهاجرين يعيشون طيلة سنوات تواجدهم في فرنساحياة الشقاء من أجل إرسال المال لعائلاتهم في الجزائر ولكن عندما يموتون يبقون في مصلحة حفظ الجثث شهرا أو شهرين لينقلوا إلى بلدانهم، أين يتم دفنهم خاصة بعد استحداث المربع الإسلامي لدفن المسلمين في فرنسا، وهو الأمر الذي سيحول دون زيارة الجزائري لبلده، ويقضي على تواصل أبناء الجالية مع بعضها البعض، خاصة في ظل مشاكل التسعيرة التي صارت تتحكم في زيارة الجزائريين لبلدهم. كما وضعنا ضمن أولوياتنا العمل على حلّ مشاكل الشباب الذي لم نحسن استغلال قدراته وصار مغتربا في بلده وكذلك في فرنسا خاصة إذا علمنا أن عددا كبيرا من رؤساء الجامعات والإذاعات ومختلف المؤسسات الهامة هم جزائريون فلماذا لا نستثمر فيهم بما يخدم البلد للأسف الجزائري صار لا يساوي شيئا في فرنسا ولم نتمكن رغم أن عددنا يفوق خمسة ملايين من تكوين «لوبي جزائري» لأننا لسنا مهيكلين ومنظمين لتغيير الأمر. ولا أغفل الحديث عن غياب مدارس لتعليم العربية للجزائريين باستثناء واحدة على مستوى باريس، رغم طموحهم في تعليم أبنائهم لغة وثقافة بلدهم، وسأعمل على تجسيد مشروع إنشاء مجلس الاستشاري خاص للجالية والذي سيتكون من أعضاء جمعيات ناشطة في الميدان على أن يُعيّن من رئيسه من طرف رئيس الجمهورية. * الأكيد أن للمرأة قسطا من الاهتمام في برنامجكم. أليس كذلك؟ ** نحن في حزب التجديد الجزائري حزب طموح يملك قوة الاقتراح والأفكار بعد إعدادنا البرنامج تطرقنا إلى كل الجوانب والمشاكل التي تعاني منها الجالية، فالمرأة جزء منها لا يمكن الإجحاف في حقها، ومن هذا المنطلق فإننا سطرنا برنامجا طموحا يضع ضمن اهتماماته الحفاظ على كرامة المرأة الجزائرية في كل مكان، حيث سنعمل على إنشاء مركز استقبال وإيواء خاص للنساء اللواتي لديهن مشاكل خاصة بعد الطلاق، ونحن في حزب التجديد لن نرضى المساس بكرامة المرأة الجزائرية وتركها مرمية في الشوارعخاصة وأن الجزائر تملك مباني غير مستغلة سنعمل على فتحها وإعطائها دورا في خدمة الجالية الجزائرية. * ما هي الرسالة التي تودّون إبلاغها إلى الجزائريين مع اقتراب موعد العاشر ماي؟ ** أوّلا أدعو الجالية إلى الانتخاب على القائمة التي تحمل الرقم 17 وهي قائمة حزب التجديد الجزائري الذي سيعمل جاهدا من أجل خدمة الجالية والجزائر، كما أدعو الجزائريين بكل شرائحهم إلى المشاركة بقوة في هذا الموعد الهام للرد على أعداء الجزائر وتفويت الفرصة على كل المتربصين بها لأن المقاطعة لن تحلّ مشاكلهم بل على العكس ستمنح صكّا على بياض للأطراف التي استفادت من هذا الوضع لسنوات طويلة ما جعل بلادنا غير قادرة على تلبية حاجيات أبنائها رغم الإمكانيات المتوفرة.