رفضت عروض أحزاب و خباط كراعو و جحا أقنعاني بدخول سباق التشريعيات قال الممثل الفكاهي حكيم دكار بأنه رفض عروض أحزاب سياسية للترشح في قوائمها وفضل قائمة حرة لان الاحزاب السياسية فقدن برأيه مصداقيتها، مشيرا إلى أن الجزائر تمر بمرحلة دقيقة تستدعي إسهام كل الذين يملكون القدرة على خدمتها ، وشدّد على انه ليس دخيلا على عالم السياسة التي اكتشفها بالتفاعل مع الجمهور لدى تقمصه شخصيتي جحا و"خباط كراعو" على الركح. ويعد الكوميدي القسنطيني بالعمل على إعادة الوهج المفقود لمدينته إن هو نال ثقة مواطنيها في الاستحقاق. حاورته : إلهام.ط * تصوير: ع.عمور بصراحة لماذا ترشح حكيم دكار للانتخابات التشريعية؟ الانتخاب أو الترشح بالنسبة لي كمواطن سلوك مدني حضاري و السعي للمشاركة في صنع القرارات المهمة المتعلقة بمدينتي قسنطينة على وجه الخصوص أو ببلدي بشكل عام، أعتبره واجبا كبيرا . و فوق ذلك أحمل على كاهلي دينا لقسنطينة و قد أتيحت لي الفرصة لتسديد و لو قسطا منه، فهي مسقط رأسي و مهد طفولتي و شبابي تعلمت فيها مباديء الفن و المسرح و صقلت موهبتي،لأصبح أصغر ممثل محترف قبل أكثر من عقدين من الزمن . بين أحضانها قدمت أدواري الأولى و كونت علاقاتي الفنية و الاجتماعية ثم نحت اسم حكيم دكار في الساحة الفنية الوطنية و العربية. و كم من الأسماء المبدعة ولدت أو عاشت أو مرت بها، تاركة بصماتها عليها بعد أن غمرتها بالحب و الحنان، إن الدين الذي برقبتي لهذه المدينة يدفعني لأكون أحد المواطنين الراغبين في المشاركة في إعادة بنائها و تطويرها لتعيش الألفية الثالثة بكل خصائصها،على غرار المدن المتوسطية و العربية العصرية الكبرى . فهي تملك كل الامكانيات و الطاقات التي لم تستغل كما يجب و قد آن الأوان لتغيير هذا الواقع و إسماع أصوات أبنائها المخلصين في أعلى الهيئات و المؤسسات الرسمية التنفيذية. كل ذلك يتوقف على مدى وثوقهم بنا لمنحنا أصواتهم عن اقتناع يوم الاقتراع . لماذا اخترت الترشح في قائمة "الأمل" الحرة التي يتصدرها الدكتور محساس؟ أولا كلمة "أمل" لها دلالات ومعاني كبيرة و كثيرة في قلوب الناس الذين لديهم أمل في النجاح و الفوز بمناصب شغل و العيش في وسط نظيف و جميل به كافة المرافق المناسبة تنفيذ الكثير من المشاريع الجديدة التي تؤهل مدينتهم لاسترجاع قيمتها و مكانتها كعاصمة للشرق الجزائري . ثانيا قائمة "الأمل" يتصدرها مناضل قديم و أكاديمي ناشط و طبيب معروف هو الدكتور محساس و هي قائمة حرة ، مما يعني أن لها مصداقية أكثر. الجزائر تمر بمرحلة دقيقة وذلك ما حرضني على الترشح و لا بد أن أشير هنا بأنني تلقيت عروضا للترشح في الكثير من الأحزاب السياسية القديمة و الجديدة، لكنني رفضت لأنها فقدت في نظري مصداقيتها بعد أن وزعت الوعود و الأماني على المواطنين دون أن تتمكن من تجسيدها بدليل الظروف الاجتماعية و الاقتصادية المزرية و المشاريع المعطلة و البطيئة و البيئة المتدهورة و تفاقم البطالة و غياب مرافق التسلية و الترفيه و السياحة ..واقع أوصل المواطنين إلى مرحلة متقدمة من النضج و الوعي ليميزوا بين الأشخاص الذين لا يعملون و يجاملون و يكتفون بنشر الأمنيات . و الأشخاص الصادقين الذين لا يعدون بل ينفذون و يثابرون من أجل تغيير حياتهم إلى الأفضل في كل المجالات و إنهاء معاناتهم الطويلة . و أقول للأحزاب القديمة و الجديدة مع خالص احتراماتي: "شكرا لأن المناضلين في صفوفكم اقترحوا علي الترشح في قوائمهم. و أصارحكم بأنني رفضت عن اقتناع ،لأنني أؤمن بأن ا لحزب يقيد ...و أنا أريد أن أكون حرا و مستقلا، لكي أعبر عن كل الأشياء التي أطمح إليها كفرد في المجتمع و تعكس طموحات و أماني كل المواطنين البسطاء مثلي، بكل حرية و صدق و شفافية". من الواضح أن هذه الأحزاب لم تتمكن من إيصال قسنطينة إلى بر الأمان و التطور و الازدهار و لم تنه معاناة أبنائها من شتى المشاكل و العراقيل لهذا قررت أن أشارك في إعادة بنائها و تطويرها إذا شاء الله و منحني المواطنين المؤمنين بالتغيير أصواتهم و ثقتهم ، و ذلك ضمن قائمة "الأمل" الحرة التي يتصدرها طبيب . و تضم فريقا متجانسا و متكاملا من الإطارات من مختلف التخصصات، سنستغل كل كنوز قسنطينة الجلية و الكامنة و سنعالج المشاكل و الآفات و الصعوبات التي تعرقل مسارها التنموي و سنجند معنا كل المواطنين .فنحن متفائلون بمجتمعها المدني القوي الذي يتيح الفرص للجميع للمشاركة في الارتقاء بها . أين تصنفون قائمتكم في الساحة السياسية و إلى أي تيار تنتمي؟ عهد التصنيفات اليمينية و اليسارية و غيرها ولى و راح ، ففي هذه الألفية و في ظل العولمة و العصرنة ، جاء عهد الواقعية التي تحتم علينا العثور على الحلول الفعالة للمشاكل المطروحة و تحديد ما نستطيع أن نقدمه لولايتنا ووطننا مسبقا . كل ذلك يتم بعيدا عن الاعتبارات العرقية و القبلية و استعمال الدين لأغراض سياسوية . إنني أعتبر ترشحي لتشريعيات 10 ماي خطوة عملاقة و مسؤولية كبيرة أتحملها عن إيمان و اقتناع لأشارك في صناعة القرار و تنمية البلاد . الترشح للانتخابات التشريعية قرار حاسم يمكن أن يقودك إلى المجلس الشعبي الوطني و المشاركة في الإصلاحات السياسية القادمة و تعديل الدستور، هل الممثل الفكاهي حكيم دكار الذي أحبه الجمهور و رسخ في القلوب و الأذهان وهو يتقمص بشكل رائع شخصية جحا الأسطورية الساخرة و قبلها شخصية لاتقل سخرية و هي "خباط كراعو"يمكن أن يقنع الناس بأنه سيصبح جادا في السياسة و قادرا على تحمل مسؤوليات وطنية كبرى و هل يعتقد بأنه يملك الثقافة القانونية والسياسية و الاقتصادية التي تؤهله لذلك؟ الكثيرون ممن تولوا هذه المسؤوليات في العهدات السابقة لا علاقة لهم بالقانون أو السياسة و بالتالي لم يقدموا شيئا للوطن. أما الآن فنحن في سنة 2012، وقد تغيرت معطيات كثيرة حولنا ، وفي عصر العولمة كل شيء متاح، يكفي أن نبحث و نعمل و نجتهد. أنا فنان ملتزم مشبع بقضايا وطني و أحمل رسالة للفرد و المجتمع و أؤمن برسالتي النبيلة. و كل أعمالي السابقة و اللاحقة تؤكد أنني أدعو للتآخي و التطور و محاربة قوى الشر و العنف و ترسيخ الروح الوطنية و الإنسانية و لا يمكن أن أقدم دورا مهما كان حجمه أو نوعه سواء وزير أو طبيب أو دركي أو سجين إلا إذا درسته من كل الجوانب لأحقق معادلة المصداقية و الصدق و إقناع المشاهد. و ما بالك إذا تعلق الأمر بالترشح للتشريعيات، إنني أعرف مجتمعي و أعيش فيه و أحتك بكل فئاته. و الفنان الملتزم الواعي هو الذي ينتقل بعد أن يعد العدة، من مرحلة الفرجة إلى مرحلة المشاركة في التغيير و تحسين وضعية وطنه من الحسن إلى الأحسن . و الجدير بالذكر و أشير هنا بأن الفنانين درجات و أنواع ، فهناك فنانون تعود الجمهور على مشاهدتهم في التليفزيون أو المسرح أو السينما و هناك فنانون يتبناهم الجمهور و يعتبرهم لسانهم الناطق لأنهم يطرحون انشغالاته وهمومه و يعكسون آهاته و بسماته. كم أشعر بالفخر عندما ألتقي بمواطنين يطرحون علي بدل التوجه إلى نائب في البرلمان لا يحتكون به مشاكلهم العائلية و البيروقراطية و المهنية و يطلبون مني معالجتها في أعمالي الفنية لأنهم يشعرون بأنني قريب منهم . لقد تقمصت شخصيات فكاهية كثيرة زادتني قربا من جمهوري و أحبوني فيها و أفتخر لأنها خرجت من الحدود الإقليمية إلى الوطن العربي . أنا لست غريبا أو دخيلا على السياسة و السياسة ليست غريبة عني ، فأنا أتنفسها و لم أدخلها صدفة. تعلمت أبجدياتها منذ طفولتي ففي كنف عائلة فنية مشبعة بالروح الوطنية و في صفوف الكشافة و المنظمات الشبانية و الجمعيات وصقلت معارفي في أكاديمية المجتمع المدني . كما أعتقد بأن خباط كراعو و جحا أوصلاني في غفلة مني إلى قلب عالم السياسة بعد أن قاداني إلى الشهرة و التألق الفني ، لأنني من خلالهما عبرت عن آمال و آلام البسطاء و الكادحين . و اقتنعت بعدم حزم حقائبي إلى ما وراء البحر في أوج أزمة الجزائر رغم فقداني للكثير من الأعزاء، و بقيت هنا أناضل بفني و إيماني بالجزائر و . و سأواصل النضال لتبقى الجزائر واقفة و شامخة و تستعيد مدينتي عنفوانها و عافيتها و تلتحق بركب التطور بعد طول ركود و جمود و تهميش . إن قائمة "الأمل" تطمح للفوز بأكبر عدد من المقاعد لتكون أكثر تمثيلا للقسنطينيين في البرلمان و أكثر فعالية في حل مشاكلهم . و قبل ذلك علينا بجمع أربعة آلاف و 800 صوت للمصادقة على ترشحنا . وماذا عن برنامجكم؟ لأن قسنطينة في القلب لا أحد غير أبنائها يمكن أن يعيد إليها بريقها و يكافح من أجل نهضتها و تطورها ، لتصبح قطبا ثقافيا و سياحيا و علميا هاما .وهذا أهم هدف في برنامجنا ، لا نريد أن تبقى مدينتنا ورشة كبيرة لمشاريع معطلة و طرقات مهترئة. لا وجود للمرافق السياحية و أماكن التسلية و الترفيه المناسبة للعائلات فيها من يعيش فيها يتحسر ومن يزورها يحزن . نريد مدينة قوية و حديثة بكل المقاييس العالمية و المواطنين شركاء في هذا المشروع مع البلدية و الولاية و لجان الأحياء. سنسعى معا لمحاربة البيروقراطية و امتصاص البطالة بأفكار جديدة و ترسيخ السلوكات الحضارية و المواطنة و الاهتمام بفئات الشباب الذين يمثلون حوالى 70 بالمائة من سكان الجزائر، وسنناضل لكي تسترجع مدينتنا مكانتها و تسميتها كعاصمة للفن بدءا بإنشاء معهد وطني للمالوف بها إلى جانب معهد للفنون الدرامية و استغلال جمالها الطبيعي في فتح استوديوهات للتصوير أو فلنقل مدينة سينمائية تستقطب كبار المخرجين والمنتجين العرب و الأجانب و يمكن أن أستغل علاقاتي في ذلك، كجزء من حملة إشهارية للتعريف بكنوز المنطقة التراثية و الطبيعية و الثقافية و الفنية و توفير مناصب شغل لأبنائها و سيولة مالية لتنفيذ باقي مشاريعها التنموية . كيف تقيم تجربة نجم "الفهامة" الشيخ عطا الله كنائب في المجلس الشعبي الوطني ؟ لا أريد أن أقيم أحد، إن انجازاتهم و آراء المواطنين هي التي تقيمهم هل ترشحك للتشريعيات يعطل مشاريعك الفنية ؟ قبل الترشح كانت الأمور الفنية معطلة لعدم وجود انفتاح في القطاع السمعي البصري ببلادنا عموما لدي ثلاثة مشاريع فنية ، سأنطلق في تجسيدها بعد الانتخابات بإذن الله . هل يمكن أن تعتزل التمثيل لتتفرغ للسياسة؟ (يضحك) بل يمكن أن أعتزل السياسة من أجل الفن رغم أنني أرى أنهما مرتبطان يبعضهما البعض، لقد ترشحت للتشريعيات لأن بلادنا تمر بمرحلة حرجة و تتربص بها المخاطر ، و الوطن يأتي قبل كل اهتماماتي الأخرى الفنية منها و حتى العائلية وما ذا عن المرصد الجزائري للفنان ؟ المرصد هيئة تابعة لأكاديمية المجتمع المدني ،لا تنتمي لأي تيار سياسي أو حزبي تهدف للدفاع عن حقوق الفنانين و تنظيف و تنظيم مهنة الفنان و الارتقاء بالفن و تنقيته من الدخلاء و المتطفلين .و قد راودتنا فكرة إنشاء هذه الهيئة في سنة 2003 و تجسدت في 2011، لكن لن تدشن رسميا إلا بعد التشريعيات .و نحن الآن بصدد تحضير أشغال الجلسة التأسيسية . و الجدير بالذكر أن المرصد سيكون متواجدا ب48 ولاية لاحتضان انشغالات كافة فناني الجزائر.