كرمت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام و كذا جريدة الديار كوكبة من الوجوه الإعلامية اللامعة في الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون، احتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير حيث عجّت قاعة الأطلس بباب الود بالإعلاميين والمثقفين وكذا طلبة الإعلام. حيث كان من بين المكرمين الإعلامي المعروف بأعمدته الشّهيرة سعد بوعقبة الذي أكد أنّ بلادنا تعيش حالة من الفوضى الإعلامية التي أضحت السمة البارزة في مجال السمعي البصري، كما انتقد الإعلامي هابت حناشي بشدة إطلاق الأحكام العشوائية و الصفات القبيحة على القنوات الجديدة كتسميتها قنوات لقيطة مثلا، حيث يرى أنّ الانفتاح على السمعي البصري من شأنه امتصاص البطالة وفتح آفاق شغل للطلبة المتخرجين من معاهد الإعلام، فنحن متأخرون جدا يضيف ذات المتحدث في مجال السمعي البصري مقارنة بالدول العربية كتونس والمغرب ومصر ودول الخليج...إلخ من جهتها الإعلامية المتألقة ليلى بوزيدي التي كرمتها جمعية الكلمة لم تنكر بدورها وجود بعض السلبيات و النقائص في هذا القنوات الجديدة، و أنّ المواطن الجزائري لم يجد بعد ضالته فيها إلاّ أنّ الشيء الإيجابي هو وجود كاميرات قناتي النهار و الشروق في كل الشوارع حيث استطاعت أن تكون قريبة من المواطن و تنقل همومه.. كما ترى ليلى بوزيدي أنّه من السابق لأوانه أن نحكم على هذه القنوات الآن، إذ لابدّ أن نمنحها الوقت الكافي لتستدرك نفسها و تصحّح هفواتها. ومن الأسماء المكرمة أيضا جمال سعدي مدير جريدة الديار الذي اعتبر أنّ الإعلام هو السلطة الأولى و ليست الرابعة لأنّه سلاح جد ضروري ومن أولويات كل دولة أن تستثمر فيه وتطوّره باستمرار .. كما تضمّنت القائمة الاسمية للإعلاميين التي أعدتها جمعية الكلمة لتكرمها في عيدها العالمي و هي كلّها أسماء من الوزن الثقيل أمثال فاطمة ولد خصال، فاطمة الزّهراء زرواطي، رياض بوخدشة، ناهد زرواطي، ياسين بن ربيع، سليمان بخليلي ونجم نشرة الثامنة لسنوات طويلة خلت كريم بوسالم الذي خصّ جريدة الأيام بكلمته وهذا على هامش فعاليات التكريم الذي حظي به: “سعدت كثيرا بهذا التكريم و سعادتي كانت أكبر بتواجدي مع أساتذتي الذين تلقّنت على أيديهم أبجديات الإعلام كعبد العالي رزاقي وسعد بوعقبة، و بخصوص الفضائيات الجديدة التي شرعت في بث برامجها مؤخرا فرغم أنّها قنوات تعد نسخا مصورة لجرائدها و يرجع هذا لعدم استشارتها للكفاءات و كذا المختصين في مجال السمعي البصري إلاّ أنه يجب أن نعترف أنّنا كنّا بأمس الحاجة ليتأسس هذا الفضاء و يتنوع، و فيما يخصّ غياب القوانين التي ترخّص بهذا الإنفتاح استغرب هذا التماطل غير المبرر في إصدار القانون الذي يسمح بإطلاق فضائيات جزائرية مستقلة، فالسماء مفتوحة لإنشاء آلاف القنوات، و عن التلفزيون الجزائري الذي يعتبر أحد أبنائه فقال أنّ مشكلة التلفزيون لا تكمن في عدم وجود كفاءات أو فيما يقدمه التلفزيون من برامج، فالكفاءات الجزائرية برهنت على تألقها و استطاعت أن تصنع نجاح القنوات في العالم، لكن المشكل يكمن في المحسوبية التي تحرك التلفزيون الجزائري و تصنع رداءته، و تساءل عمن يتحمل مسؤولية ما وصل إليه التلفزيون الجزائري اليوم، بلا شك أنّ التاريخ سيحاسب من ساهم في أن يلقب التلفزيون باليتيمة، و أكدّ مجددا أنّه يبقى ابن التلفزيون الجزائري متمنيا من الدولة أن تساهم في تقويته و تعجّل في سن قانون ينظم و يضبط مجال السمعي البصري حتى تتمكن القنوات الجديدة من العمل بصيغة قانونية، و في الأخير أكد مباركته لكل قناة جديدة نشأت أو ستنشأ فالبداية بعيوبها أحسن من الفراغ”، و أبدى تفاؤله بالانفتاح على السمعي البصري الذي سيكون صورة الجزائر في التنوع و التميز والإبداع في إطار احترام الرأي و الرأي الآخر.