أنزل أوّل أمس الستار على الطبعة 45 للمهرجان الوطني لهواة المسرح بمستغانم بحضور السلطات المحلية للولاية من الأمين العام و رئيس الديوان و رئيس المجلس الشعبي البلدي و الولائي و مديرة الثقافة حنكور حليمة، بالإضافة إلى وجوه فنية معروفة كسيد أحمد أقومي و عبد القادر بن دعماش و الفنان القدير أحمد بن عيسى و الإعلان عن الفائزين في أجواء بهيجة. وقد نشط فعاليات حفل الاختتام كل من الثنائي حنان بوجمعة و المذيع مربوح من إذاعة مستغانم، حيث افتتحت السهرة بالاستماع لآيات من الذكر الحكيم بصوت المنشد بلعالية بن ذهبية و منها الاستماع إلى النشيد الوطني، ليسافر بعدها جموع الحاضرين بالقاعة في رحلة ممتعة عبر تاريخ المسرح الجزائري من خلال الوقوف عند أبرز محطاته و ألمع الأسماء التي تألقت في سمائه، و هذا من خلال التركيب المسرحي الذي صمّمه حميدة بن عالم من ورشة مسرح البحر، حيث ذكّر الجمهور الذي غصّت به القاعة الزرقاء بدار الثقافة عبد الرحمان كاكي بمستعانم بأمجاد المسرح عبر فترات تاريخية متعاقبة ككسلالي علي، رشيد قسنطيني، محي الدين باشطارزي، محمد بودية، كاكي، عصمان فتحي، كاتب ياسين، رويشد…إلخ و القائمة تبقى طويلة لأسماء خالدة عرفت بمواقفها الثابتة و النظيفة فهم من تجنّدوا بالمسرح ضد الأنانية و تجار الأحلام و الإنتهازيين، و من خلال هذا العرض المسرحي دعوة لعدم نسيان شهداء الخشبة و على دربهم لبدّ أن يواصل عشاق الخشبة من هواة و محترفين الدرب و يكملوا المسيرة في حركة متواصلة في عشق الفن الرابع، ليعرض بعدها ملخص حول أهمّ النشاطات و العروض التي قدمت خلال الطبعة 45، و قبل أن يتم الإعلان عن الجوائز أبدت لجنة التحكيم المكونة من بوزيان بن عاشور، العربي زيدان، توعريت بلحاج، خالد بن هليل و الدكتورة سنوسية عبد الحفيظ بعض الملاحظات من خلال متابعتها لمختلف العروض حيث لمست حسن إختيار الفرق للعروض المسرحية لكن لبدّ لها من التقيد بالفكرة الأساسية و بلورتها و معالجتها ركحيا لتفادي الوقوع في المتاهات، كما لاحظت اللجنة بروز قدرات تمثيلية واعدة خاصة بالنسبة للعنصر النسوي لكنها تبقى بحاجة إلى مزيد من التكوين بمختلف مناهجه، و بناءا على سبق ذكره خرجت اللجنة بجملة من التوصيات، حيث دعت منظمي المهرجان إلى إعادة النظر في عدد الفرق المشاركة في المسابقة الرسمية بتقليص عددها للذهاب بها إلى نوعية أفضل، مع توسيع دائرة التنظيم لتصبح لجنة وطنية و ذلك لاستغلال كل الطاقات و الأفكار، كما اقترحت لجنة التحكيم استضافة فرق عربية و أجنبية على هامش المهرجان قصد الإكتكاك و تبادل الخبرات، و من أهمّ التوصيات التي خرجت بها اللجنة ضرورة تعزيز و إثراء الورشات التكوينية التي تنظمها محافظة المهرجان للهواة مع إشراك الجامعة في ذلك، بالإضافة إلى ضرورة مناقشة أي عرض مسرحي يعرض أمام الجمهور مع إعادة النظر في توقيت العروض و إحترامه. و بعد عرض لجنة التحكيم للتوصيات جاءت لحظة الحسم و هي الإعلان عن الجوائز و الأسماء الفائزة ، حيث فازت بجائزة لجنة التحكيم تعاونية مسرح سطيف عن مسرحية “فرعون”، أمّا جائزة أحسن ممثلة واعدة فكانت مناصفة بين منال بن هلال من مسرح بودواو عن دورها في مسرحية “حرب الغرائز” و كميلا خلفون من فرقة منايل تيزي وزو، فيما عادت جائزة أحسن سينوغرافيا لمزاجة بلقاسم من مسرح الغد لبراقي الجزائر العاصمة، و فيما يخص جائزة أحسن دور رجالي فعادت مناصفة لكلّ من رفيق فطموش من فرقة السنجاب عن دوره في مسرحية “الحملة”، و قويدر زهير من فرقة الظهرة غليزان عن دوره في مسرحية “غدر إمرأة”، و قد ظفرت بجائزة أحسن دور نسائي كلّ من المتألقة أمينة لقرون من فرقة الرسالة الفنية سيدي بلعباس و هدى بن أحمد بوكراسي من فرقة الأفراح المدية، في الوقت الذي عادت فيه جائزة أحسن نص مسرحي لصلاح الدين خليفي من فرقة التوري من عين الدفلى، كما تحصل مناصفة الثنائي دراوي سيد أحمد من جمعية أغبالو من تيزي وزو و قادة شلبي من تعاونية العثمانية لوهران على أحسن إخراج، لتكون الجائزة الكبرى جائزة “سي الجيلالي بن عبد الحليم” في طبعتها 45 من نصيب مسرح يسر لبومرداس عن مسرحية “حب البقاء” التي تطرقت لموضوع الحرقة، و قد تسلّم مخرج المسرحية عبد الغني شنتوف الجائزة وسط تصفيقات و هتافات و فرحة كبيرة عمّت القاعة هذا الأخير الذي صرّح للأيام عقب هذا التتويج المستحق: “هي المشاركة الثالثة لنا في هذا المهرجان حيث كانت أوّل مشاركة لنا في سنة 2007 التي لم نتحصل على أي جائزة، ثمّ شاركنا سنة 2010 بمسرحية “حراسة مشددة” التي تحصلنا من خلالها على جائزة أحسن إخراج، و يشاء القدر في المشاركة الثالثة لنا أن نتحصل على الجائزة الكبرى فأنا جد مسرور و كذا كل أعضاء الفرقة و نحمد الله على هذا التتويج الذي نهديه لكل شهداء الخشبة الذين سقوها بدمائهم و عرقهم، و نصيحتي التي أوجهها للشباب الهاوي الذي يطمح للوصول يوما ما ألا يبقى حبيس الموهبة و يعتمد فقط على السمع و النظر، بل عليه بالتوجه للدراسة و التكوين و البحث و هذا لتحسين مستوى المشاركة في المهرجان حيث كلما ارتقى مستوى الفرق المشاركة يرتقي مستوى المهرجان، و الشأن نفسه أوجهه للمشرفين علن تنظيم فعاليات هذا المهرجان إذ عليهم التكثيف من الورشات التكوينية و المحاضرات طيلة أيام المهرجان، و المهرجان عموما في هذه الطبعة كان جيدا من حيث التنظيم و حسن التسيير و أتوجه بالشكر إلى محافظ المهرجان “جرورو رشيد” على المجهودات التي بذلها لإنجاح هذه الطبعة و كل من ساهم في تذليل الصعاب من أجل أن نؤدي عروضنا في أجواء مريحة، أتمنى للمهرجان المزيد من التألق و النجاح ليصبح مغاربيا و عربيا و لما لا عالميا، لقد كانت لنا تتويجات عديدة في عدة ولايات من الوطن و كذا في المغرب لكن يبقى التتويج في مستغانم مدينة الفنانين و خاصة في المهرجان الوطني لهواة المسرح له نكهته لأنّه من أقدم المهرجانات في الجزائر و له تاريخ عريق، لذا يبقى المهرجان حلم كل شاب هاوي يمارس المسرح”. نسيمة.ش شارك: * Email * Print * Facebook * * Twitter