خلال زيارة عمل بهذه الولاية لتباحث التحضيرات الخاصة بهذه التظاهرة الكبيرة مع مختلف الأطراف الفاعلة (فنانون- مثقفون- منتخبون و مسؤولون محليون) أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي بقسنطينة أن تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" ستطلق رسميا في 16 أفريل 2015. كما صرحت أيضا بأن البرنامج النهائي للحدث سيضبط بصفة رسمية في 30 نوفمبر المقبل. أوضحت الوزيرة خليدة تومي خلال زيارة العمل هاته؛ "أنه سيكون أمرا خاطئا إطلاق هذه التظاهرة في تاريخ آخر غير هذا التاريخ المرجعي (يوم العلم) الذي يحتفل به في 16 أفريل من كل عام". وذكرت أن عديد المدن الجزائرية و العربية قد تقدمت بطلب لتنظيم هذا الحدث وأن إنجاز المشاريع الهامة المدرجة في هذا الإطار لصالح هذه الولاية ستخضع إلى " المتابعة و المرافقة الصارمة" المسندة إلى اللجان الوطنية و المحلية و التنفيذية المنصبة. و دعت الوزيرة جميع الأشخاص المهتمين بالثقافة إلى تنظيم أنفسهم في إطار قانوني في جمعيات و تعاونيات و دواوين و مؤسسات للسماح "بتنفيذ عديد المشاريع الثقافية المزمعة دون عراقيل". و استفادت ولاية قسنطينة في إطار هذه التظاهرة من عديد المشاريع التنموية " بهدف تغيير وجه هذه المدينة التي يزيد عمرها عن ألفي سنة و التي لم تتوقف عن مقاومة متاعب الزمن و الأشخاص" حسب ما أكدته تومي داعية القسنطينيين أن "يكونوا في مستوى هذه الاستثمارات الضخمة". و أكد ذات المسؤول أنه في إطار ذات التظاهرة سيتم تجسيد مشروع لإنجاز بحي باردو سابقا قاعة كبرى للعروض و قصر للثقافة وجناح للعروض و متحف للفن و التاريخ بقسنطينة متحدثا عن مشروع ترقية 7 قاعات سينما و المسرح الجهوي بقسنطينة وقصر الثقافة مالك حداد بالإضافة إلى إنجاز ملحقات لقصر الثقافة عبر مجموع دوائر الولاية. وخلال تدخلها بعد قراءة توصيات الورشات التسع التي شكلت بهدف اقتراح مواضيع المشروع التمهيدي للبرنامج المرتقب ضبطه أوضحت تومي بأن برنامج الحدث الأكبر بعاصمة شرق البلاد التي تتأهب لاحتضانه سيتم التعرف عليه في سبتمبر المقبل وأن فترة الشهرين الفاصلين ستخصص للمراجعة. ولأجل ذلك تضيف الوزيرة فإن "لجنة انتقاء" الأعمال التي ستنشر والسيناريوهات التي سيتم إخراجها والتوصيات التي ستجسد "سيتم تنصيبها عما قريب بمدينة الجسور وستتكفل -حسبها- بدراسة وانتقاء الأعمال. وأوضحت تومي في هذا السياق بأن قرار اختيار الأعمال سيعود إلى "مهنيين ومحترفين وخبراء في المجال" وذلك وفق دفتر شروط الذي يعد بمثابة مؤشر "تطور" ومدى إرادة من دائرتها الوزارية من أجل "إشراك جميع الكفاءات بهذه المدينة وبالبلاد" في الحدث الثقافي الأبرز في العالم العربي خلال سنة 2015 . ولدى تطرقها لجانب الميزانية التي سيتم تخصيصها لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية للعام 2015″ أفادت الوزيرة بأن هذه الميزانية ستعرف من خلال قانون المالية التكميلي المقبل المرتقب في أكتوبر من السنة الجارية. كم أعلنت وزير الثقافة السيدة خليدة تومي بقسنطينة عن تنصيب لجنة "للانتقاء و وضع العلامة و اقتراحات و توصيات المجتمع المدني" و ذلك تحسبا لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015″. و ستتكفل هذه اللجنة المكونة من خبراء و كفاءات في المجالات التقنية والثقافية و كذا في شؤون التسيير بجدوى مجمل الاقتراحات التي سيعبر عنها من قبل المجتمع المدني باعتباره طرفا أساسيا في مختلف مراحل التحضير لهذه التظاهرة حسبما أوضحته الوزيرة خلال ندوة صحفية نشطتها على هامش أشغال لقاء تشاوري ضم فنانين ومسؤولين محليين و باحثين و شخصيات ثقافية. و بعد أن أشارت إلى أهمية الاستثمارات التي خصصتها الدولة في إطار هذا الحدث أوضحت السيدة تومي بأن مشاريع أخرى مرتقبة وذلك بناء على طلب المجتمع المدنى "المدعو أكثر من أي وقت مضى للانخراط في التحضير بجدية لهذه التظاهرة". و أضافت السيدة خليدة تومي بأن تمويل المشاريع التي استفادت بها قسنطينة "سيقتطع من صندوق خاص سيتم استحداثه في إطار قانون المالية التكميلي المقبل. و بشأن أهمية الغلاف المالي الذي سيمنح لإنجاز مشاريع مرتقبة ضمن تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015″ أفادت الوزيرة بأن "مفاوضات" متواصلة مع وزارة المالية قبل أن تؤكد بأن "الدولة تريد الأحسن و الأفضل بالنسبة لقسنطينة إحدى أقدم و اعرق مدن الإنسانية".و ذكرت السيدة تومي بأن الدولة ستكون "المنتج الوحيد" للأشغال التي ستنجز في إطار هذه التظاهرة . وزيرة الثقافة خليدة تومي أكدت أن هذه التظاهرة الثقافية تعد حدثا تاريخيا وتجسيدا حقيقيا لمشروع قسنطينة في عهد الجزائر المستقلة. وأوضحت تومي أن "هذه المدينة التي طبعت القرون وسجلت اسمها في التاريخ استفادت من تظاهرة ضخمة ستمكنها من الحصول على مشروع حقيقي لإعادة البناء مصمم ومنجز من طرف أبناء وبنات الجزائر المستقلة". واعتبرت الوزيرة أن القسنطينيين "ملزمون اليوم بإنجاح هذا الحدث و ترويج صورة جميلة عن هذه المدينة الثورية و المناضلة". و بعد أن تطرقت إلى أهمية هذه التظاهرة من أجل "إحباط أي محاولة تضليل و أي محاولة للترويج إلى ثورات خطط لها في الخفاء" أوضحت تومي أن قوة الريشة واللوحة و الكلمات و الإبداع الجزائري قادرة على التغلب على جميع التهديدات و على قلب جميع المخططات الهدامة".