طالب رئيس نقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية الشيخ جلول حجيمي الوزارة الوصية بالتشاور معهم فيما يتعلق بفتح مناصب الأئمة المفتين في الجزائر و الذي أعلن عنه محمد عيسى وزير الشؤون الدينية و الأوقاف. وقال "حجيمي" أن الأئمة هو الأقدر على اقتراح أسماء كبيرة و معروفة بالعلم و الفقه، مشيرا إلى أن مثل هذه الكوادر لا تحتاج إلى مسابقات التوظيف من أجل إدماجها كإمام مفت و هذا تمهيدا لإنشاء مجلس وطني للفتوى يكون بمثابة مرجعية وطنية للفتاوى في انتظار إنشاء منصب مفتي الجمهورية مستقبلا. و قال حجيمي أن تنصيب إمام مفت في الجزائر، ليس بالجديد لأن هذا المنصب كان موجود في سلك الأئمة في السابق، كما واصل كلامه عن إمكانية الاستحداث عن طريق إجراء انتخابات على مستوى الدوائر و الولايات و الأخذ بعين الاعتبار الكفاءة المهنية للمرشحين . و استغرب رئيس نقابة الأئمة من اختيار وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى لمسجد الأزهر بمصر من أجل تعليم و تكوين الأئمة الجزائريين في مجال الفقه و الإفتاء، علما أن هذا البلد يتخبط في العديد من المشاكل سواء على المستوى الأمني و كذا ظهور تضارب و اختلاف في الفتاوى المقدمة من قبل هذا الجامع، الذي كان في وقت مضى محل و منبرا للفصل في العديد من القضايا العالقة سواء داخليا و حتى عربيا و دوليا . و في سياق مخالف اعترف نفس المتحدث أن الجزائر جد متأخرة في مجال الفتوى لا سيما تعلق الأمر بقضايا تخص الرأي العام مثل " البيع بالإيجار لمكتبي عدل " وكذا العديد من الأمور التي تهم الجزائريين، محملا المسؤولية للسلطات الوصية على رأسها وزارة الشؤون الدينية التي لم تعجل في الفصل في الموضوع، كما أضاف –حسب قوله -أنه ليس من المنطقي في سنة 2015 لا يوجد مصدر فتوى رسمي في الجزائر ما يجعل المواطنين يتخبطون بين الحلال و الحرام و يتعلقون بمصادر أجنبية أخرى يمكن أن تكون غير شرعية و لا صحيحة في نفس الوقت . في حين أرجع رئيس نقابة الأئمة استنجاد الجزائريين بالمفتيين الأجنبيين لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك الى وجود فراغ قاتل في هذا الجانب تحديدا و غياب فتاوى صارمة و واضحة تخص الحياة اليومية للمواطنين معبرا عن ذلك بقوله " الجزائريون يبحثون عن دينهم في كل مكان " كالذي يبحث عن إبرة في كومة قش.