التزمت أول أمس، وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، بنقل أعمال الراحلة آسيا جبار إلى العربية خلال كلمة لها بالملتقى التكريمي للفقيدة الذي نظمته الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بالمكتبة الوطنية. ونوهت الوزيرة بما قدمته الراحلة للثقافة الجزائرية، معتبرة أنه "يجب ترجمة أعمالها إلى جانب أدباء وكتاب آخرين قدموا الكثير للثقافة الجزائرية"، لتعلن التزامها بترجمة أعمال آسيا جبار. وعرف الملتقى التكريمي "آسيا جبار، الكتابة والحضور" مشاركة عدد من الكتاب والأكاديميين الذين قدموا شهادات في أدبها ونضالها في الثقافة والهوية، حيث افتتح أشغال الملتقى الروائي محمد ساري الذي قدم ورقة في المسار الكتابي للأديبة وعلاقته بنصوصها. واقترب الروائي أمين الزاوي من عوالم الفقيدة معتبرا أن "آسيا جبار كانت تبحث عن جزائر متعددة" لأجل هذا اعتبر المتدخل أنها "اقتربت من الثقافة الشعبية والأمازيغية والعربية والفرنسية". وتوقف الزاوي عند نقطة اعتبر أنها مجهولة وهي كون الكاتبة "مجاهدة شاركت في تحرير جريدة الجمهورية"، وهو الأمر الذي أكده تدخل الناقد السينمائي أحمد بجاوي الذي قدم مداخلة في علاقة الفقيدة بالسينما. واعتبر أحمد بجاوي أن الروائية "كانت مصدومة وتوقفت عن الكتابة لعشر سنوات لإنجاز مشروعها السينمائي قبل أن تعود إلى الكتابة"، وأضاف أن السينما بالنسبة للراحلة "كانت حلما حيث سعت لتقدم سينما بمستوى كتاباتها". وعاد بجاوي إلى التذكير بأن جبار السينمائية لم تجد الكثير من الترحيب فقد "هوجمت من السينمائيين الجزائريين الذين رفضوها"، معتبرا أننا "ضيعنا سينمائية كبيرة حولت سيناريوهاتها إلى روايات". وعددت الأكاديمية عفيفة برارحي غنى شخصية آسيا جبار والذي "انعكس على نصوصها التي كانت غنية ومتعددة"، معتبرة أن حضورها في نصوصها كان بارزا على الدوام. وتوقف كل من الروائي الحبيب السايح والناقد مخلوف عامر عند الإشكاليات التي تطرحها رواية "بعيدا عن المدينة" (Loin de Médine)، فقدم السايح اعتراضه على بعض الهفوات المتعلقة بأخطاء في أسماء الشخصيات التاريخية في الرواية التي ترجمها. وبالنسبة لمخلوف عامر فإن عمل جبار في روايتها "بعيدا عن المدينة" يعتبر دعوة لإعادة مراجعة التاريخ وقراءته مجددا بأدوات أكثر معرفية"، منبها إلى أن "جبار اجتهدت في عملها الذي يجب تثمينه". آسيا جبار التي خلفت ارثا أدبيا ثقيلا وفيلمين كانت قد توفيت في 6 فبراير الماضي بباريس عن عمر يناهز 79 سنة، ووريت الثرى بمقبرة شرشال بتيبازة بعد مسيرة أدبية حافلة بدأتها برواية "العطش" (La soif) سنة 1957 واختتمتها برواية "لا مكان في بيت أبي"(Nulle part dans la maison de mon père) في 2007.