بجرعة رومانسية عالية يطل علينا المخرج الأميركي جورج تيلمان جونيور في أحدث أفلامه «ذا لونغيست رايد» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، لنعيش فيه تفاصيل قصتي حب تنتميان لجيلين مختلفين. الأولى تعود إلى الاربعينات فيما الثانية معاصرة، عنوانهما التضحية والإصرار على إنجاح العلاقة بتجاوز ما تواجهه من تحديات، ليثبت لنا هذا الفيلم التزام المخرج تيلمان بخط الرومانسية والدراما الذي سلكه منذ اللحظة الأولى لدخوله هذا المجال، فقد سبق له تقديم أفلام «مشاهد للروح» (1995)، و«رجال الشرف» (2000)، و«نوتوريوس» (2009) الذي يوثق فيه لأسطورة الهيب هوب كريستوفر والاس. ورغم ما يتضمنه «ذا لونغيست رايد» من مشاهد تتصل بالرياضة وأخرى بالفن، إلا أن الرومانسية غلفت أحداثه التي تدور حول علاقة حب تجمع بين «لوك» (الممثل سكوت ايستوود) البطل في رياضة ركوب الثيران، وبين «صوفيا» (الممثلة بريت روبرتسون) الطالبة الجامعية والتي تكون على وشك أن تحوز على وظيفة أحلامها في نيويورك، وعلى نحو غير متوقع، تتلاقى مسارات العاشقين مع مسار «ايرا» (الممثل الان الدا)، والذي يستلهمان منه ذكرياته التي تعود بدايتها الى الاربعينيات، لتدوم سنوات طويلة مع عشيقته «روث» (الممثلة أونا شابلن)، ليلتقوا جميعاً في قصة حب متشابهة تماماً، ليس في شكل العلاقة فقط وإنما في تفاصيلها أيضاً، فصوفيا وروث يشتركان في عشقهما للفن بكل أنماطه، فيما يتمتع «لوك» و«ايرا» ببساطتهما، وبسعيهما لتحقيق سعادة «روث» و«صوفيا». الفيلم تمكن خلال عرضه في أميركا، من اقتناص 7 درجات في تقييم النقاد، الذين اجتهدوا في مقارنته مع نص رواية الأميركي نيكولاس سباركس التي اقتبس عنها، ليجد بعضهم أنه اقترب من الخط الرومانسي للرواية، فيما اعتبر البعض الاخر ان أحداثه لم تصل إلى مستوى قوة الرواية التي اقتبست مرات عدة، وبر غم ذلك جاء رضا المشاهد المحلي عنه عالياً، مانحاً إياه 8 درجات، حيث ترى سارة محمد أنه فيلم جميل لجرعة الرومانسية العالية، وقالت: «بالنسبة لي أحببت الفيلم، فعدا عن ما يتضمنه من رومانسية، فقد وجدت فيه دعوة للتضحية في سبيل انجاح أي علاقة انسانية، وهي الكلمة التي دأب »ايرا« على ترديدها في الفيلم عندما قال: »الحياة تتطلب التضحية دائما«، وبتقديري أن هذه الجملة كانت رائعة ومؤثرة جداً بالفيلم». وتابعت: «اعتقد أن المخرج وصل بنا في بعض المشاهد إلى لحظات عميقة، تحمل نوعاً من التراجيديا، فيها دعوة للتفكير في طبيعة العلاقة التي يزرعها الانسان، فإذا كانت جميلة سيحصد الجمال مستقبلاً، كما حدث مع علاقة »روث« بالطفل دانيال الذي عاد بعد سنوات ليقدم لزوجها لوحة تبين مدى حبه لروث التي كانت معلمته وملهمته لأن يكون عالم فلك». على النسق ذاته، جاء رأي سلمى متولي، والتي قالت: «الفيلم متعدد المستويات، فمرة تجده يتصل بالرياضة، ومرة أخرى تشعر بأنه من أفلام الأبيض والأسود، ومرة أخرى تجده رومانسياً مغلفاً بالكثير من الحب، ولكن في عمومه يبدو فيلماً جميلاً، لما تتضمنه الأحداث تقوم أساسا على قصة حب جميلة فيها الكثير من التحديات التي تثير في النفس أسئلة كثيرة حول مدى قدرتها على الصمود». وواصلت: «أعجبني أداء صوفيا كثيراً، فقد بينت مدى شغفها بالفن، رغم أنني شعرت بأن أداءها في بعض المشاهد كان بارداً، والأمر ذاته كان مع شخصية لوك، ففي بعض المشاهد لا تستطيع أن تحدد طبيعة ردة فعله التي تخفيها بروده ملامح وجهه، واعتقد أن هذا الأمر ساهم نوعاً ما في شد المشاهد نحو الفيلم». أما أحمد عاروري فقال: «في الفيلم لحظات جميلة ورومانسية، قد لا تتناسب كثيراً مع مشاهد رياضة ركوب الثيران التي تتميز بخطورتها، والتي عبرت عنها ام لوك بجملة مختصرة في لحظة عتاب لأبنها، عندما قالت: »في هذه الرياضة قد تخسر حياتك في 8 ثوان، بينما مع هذه الفتاة فأنت تضمن حياتك للأبد«، وبتقديري أن هذه الجملة كانت مؤثرة جداً، وفيها دعوة إلى التضحية من أجل الاخر». لأجل هذا الفيلم عكفت الممثلة بريت روبرتسون لفترة طويلة على دراسة الفن وتاريخه، واطلعت على كافة الأنماط الفنية، كما عملت مع مدرسة الفن في كلية محلية في ويلمنغتون، وانغمست بحسب تعبيرها في احدى المقابلات كلياً في تجربة الكلية لتتكمن من تقمص شخصية صوفيا.