وجّهت السعودية وحلفاؤها، معدّات كبيرة للأسلحة الثقيلة، من الدبابات والدروع والمدفعيات وكاسحات الألغام، للمقاتلين اليمنيين، في محافظتي مأربوالجوف، شمال شرق اليمن، بغرض استعمالها، من طرف المقاتلين الذين تمّ تدريبهم خلال الفترة الأخيرة، في إطار مخطّط استعادة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وحسب مصادر من داخل الأراضي اليمنية، فإن التعزيزات العسكرية لا تزال تتدفّق من الحدود السعودية، إلى جانب دفعة من الخبراء العسكريين والجنود. توجّهت السعودية وحلفاؤها في حرب اليمن، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى هذا البلد، عبر منافذ حدودية سعودية ثلاثة هي، العبر، شرورة، والوديعة، وتؤكد مصادر عسكرية يمنية أن هذه القوات، التي كانت دول التحالف قد أرسلت قوات مماثلة لها إلى محافظاتجنوب البلاد لتحريرها من سيطرة الحوثيين، معزّزة بعشرات الضباط والخبراء والجنود السعوديين والإماراتيين المؤهلين للعمل بأجهزة وتقنيات عسكرية متطوّرة. وشرعت القوات القادمة إلى شمال شرقي اليمن في إقامة معسكرات ومهابط لطائرات الأباتشي، ومدرج احتياطي للمقاتلات، تمهيداً للبدء في العمل على تحقيق هدفين أساسيين؛ أولهما، حماية آبار ومصفاة النفط في منطقة صافر القريبة من مدينة مأرب، مركز المحافظة، وثانيهما، الإعداد لهجوم برّيّ واسع من عدة محاور رئيسية في محافظتي مأربوالجوف على العاصمة صنعاء، لاستردادها من قبضة المسلحين الحوثيين المدعومين ببقايا من وحدات الحرس الجمهوري وقوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويقول ناشطون سياسيون في جماعة أنصار الله الحوثية، إنّ قيادتهم، على علم بتلك التحضيرات، لكن محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للجماعة يقول إن استعدادات مسلحي جماعته وقوات صالح المتحالفة معهم "تتجاوز مجرّد حفر الخنادق وإقامة التحصينات في المحيط الجغرافي لصنعاء"، وأن "خطوط الدفاع عن العاصمة تقع في مأرب نفسها وعلى حدود محافظتي الجوف وصعدة مع مملكة آل سعود". وبينما يكثّف التحالف بقيادة السعودية ضرباته الجوية لمعاقل الحوثيين وقوات صالح، يشتدّ القتال على الأرض في مناطق عدة في بعض محافظاتجنوب ووسط البلاد كشبوة، بين الأطراف اليمنية المتحاربة، دون أن يحسم أحد هذا الصراع لصالحه بصورة نهائية. وحتى عدن، المحافظة التي يصرّ مسؤولوها على أنها باتت محرّرة بالكامل، فإن الاشتباكات ما زالت تندلع من يومٍ لآخر بين القوات شبه الحكومية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، وبعض فصائل ما يسمى بالمقاومة الشعبية، وهي خليط من مسلحي القاعدة وعناصر سلفية وثالثة تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وأخرى محلية تطالب بانفصال الجنوب عن شماله. كسر الوجود الإيراني قبل وقف العمل العسكري يبدو أن مساعي الوسيط الدولي في اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ستذهب أدراج الرياح، حيث لم تحظ المقترحات السياسية التي حملها إلى الطرفين بالموافقة، لوقف إطلاق النار، وترك المجال للحلول السياسية، بينما يتأسّف مسؤولون في صنعاء ل"الصمت الدولي إزاء الضحايا والأضرار والخسائر التي تخلفها هذه الحرب، وعدم ممارسة ضغط على طرفي النزاع لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام". وحسب أحد القياديين في حزب الرئيس السابق عبد الله صالح، فإن وقف العمل العسكري، في يد السعودية، وفقا لما نقله إليه مسؤولون في الإدارة الأمريكية، ويعتقد خبراء ومراقبون في واشنطن ولندن والرياض، أن السعودية وحلفاءها لن يقبلوا بإنهاء العمل العسكري، ما لم تتحقّق أهداف أربعة لهم، تتجاوز مطالب أطراف الصراع اليمني في الداخل وهي، سحق القدرات العسكرية للحوثيين وقوات صالح، لضمان أمن دائم للحدود الجنوبية للسعودية، وتبديد أحلام إيران بجعل اليمن منطقة نفوذ لها، وتأمين خطوط الملاحة الدولية في باب المندب، ومنع وصول الإسلاميين ذوي التصوّر المتشدّد إلى السلطة في اليمن. الحرب خيار الطرفين ينظر الحوثيون إلى القرار الدولي 2216 الذي يطالبهم بتسليم السلطة والانسحاب من المدن التي يسيطرون عليها، ومنها العاصمة صنعاء وصعدة، على أنه يعني الاستسلام الكامل والمهين من قبلهم، ويؤكد عبده الجندي، المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح والأحزاب المتحالفة معه أنهم يرفضون أيّ تسوية تقوم على هذه الشروط، وفي الوقت ذاته، يعتقد ناشطون مقرّبون من زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أن السعودية لا ترغب في وضع نهاية لهذه الحرب، طالما ظلت تعتقد أن لديها اليد الطويلة فيما يجري، ولهذا، فإنه لا خيار أمام الحوثيين، كما يقول هؤلاء الناشطون سوى الاستمرار في حرب شاملة، مفتوحة، وطويلة الأمد بالإضافة إلى إلغاء الحدود المشتركة بين اليمن السعودية واعتبار كل المعاهدات والاتفاقات الموقعة بين البلدين ملغاة. ولجأ الرئيس السابق إلى تهديد السعوديين بالقول "إن الشعب اليمني لن يسكت ولن يتنازل عن حقوقه، وستكون له أساليبه في الردّ وفي صدّ العدوان، لا تعرفونها ولا يدركها ولن يدركها خبراؤكم ولا مراكز دراساتكم ولا طائراتكم بدون طيار أو طائرات الأواكس، فجبال اليمن وسهولها ورمالها وكل أراضيها ستثور وتنتفض في الوقت المناسب لتلقينكم أقسى الدروس، وهذا ما حذرناكم منه منذ الأيام الأولى للعدوان بأن الطاولة ستنقلب عليكم وستشهد المنطقة تغيرات غير محسوبة". ويرفض، معسكر دول التحالف هذه التهديدات، ويعتبر أن الحوثيين وصالح لا يمثلون سوى أنفسهم، وأن تدخله في اليمن سيستمرّ على كل المستويات لدعم حكومته الشرعية الممثلة في الرئيس هادي وحفاظاً على مصالح دول الجوار وتنفيذاً للقرارات الدولية ذات الصِّلة. ويرى الخبير الاستراتيجي السعودي، إبراهيم آل مرعي، أن بلاده التي "تصنّف الحوثيين وميليشيات صالح مجموعتين إرهابيتين لا تختلفان عن القاعدة وداعش، تأخذ تهديدات الحوثيين وصالح على محمل الجدّ"، وأنها "تعمل على تأمين حدودها الجنوبية مع اليمن"، ويؤكد أن الخطر الذي يمثله هذان الطرفان "في طريقه إلى الزّوال بعد أن وصلت القوات الحكومية اليمنية المدعومة من قبل دول التحالف إلى مشارف صنعاء". اتساع الشرخ وزيادة التحديات يرى المراقبون للوضع الأمني والسياسي في اليمن، بأنّ التعزيزات العسكرية والاستعداد للزحف على صنعاء، يجعل التكهّن صعبا، حول ما يمكن أن تسفر عنه الأيام القادمة، أو حول توقيت بدأ الزحف وسيناريوهات التنفيذ، لكن مسؤولا في حكومة هادي، استبعد أن تؤدي معركة تحرير صنعاء، بل ومجمل الحملة العسكرية لقوات التحالف إلى تصفية القوة العسكرية للحوثيين وأنصار صالح ووضع نهاية للصراع في بلاده، وتوقّع أن تشهد مرحلة ما بعد الحرب، حروباً أخرى مع جيوبٍ وفلولٍ الحليفين؛ الجهويين والمذهبيين، من ناحية، ومن ناحية أخرى تؤدي إلى مواجهات مع فصائل مسلحة، اشتدّ عودها أكثر بعد مشاركتها في صفوف طرفي النزاع المسلح، وعلى رأس تلك الفصائل تنظيم القاعدة والانفصاليين الجنوبيين ورجال القبائل الشمالية التي سيطالب كل منها، بثمنٍ مقابل مشاركته في القتال، الأمر الذي قد لا تقوى أيّ حكومة قادمة في اليمن لا على تلبيته ولا على الاستمرار إلى ما لا نهاية في رفضه. ومع أن الحلّ العسكري للصراع الدائر في اليمن منذ 5 أشهر يبدو هو الأرجح حتى الآن، إلاّ أن مراكز أبحاث وهيئات دولية ترسم صورة قاتمة لمستقبل الوضع في هذا البلد، وتتحدث عن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، ليس فقط جرّاء استمرار القتال على الأرض، بل وإحكام قوات التحالف حصارها المفروض على اليمن جواً وبراً وبحراً، وتتوقّع تلك المؤسسات ظهور المزيد من التحديات الإضافية على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، إذ يرجّح أن تكون وحدة البلاد عرضة للتفكّك أكثر من أيّ وقت مضى بسبب هذه الحرب. معركة بالوكالة بين دول إقليمية يحضر البعد الإقليمي بقوة في كل الصراعات التي شهدها اليمن في الماضي، ويشهدها خلال هذه الأيام، كما أن المسؤولين اليمنيين لا يُخفون قلقهم إزاء التدخّلات من دول كإيران في شؤون بلادهم، وذلك منذ فترة بعيدة، ويقدّر البعض، بأنّ الموقع الاستراتيجي لليمن، الذي يطل على بحر ومحيط، ويسيطر على مضيق باب المندب الذي يمرّ منه 60% من نفط العالم، ويمتلك جغرافيا قريبة من شرايين النفط الممتدة على جسد الجزيرة العربية، يفتح شهية دول الإقليم لإيجاد موطئ قدم لها في هذه الجغرافيا الهامة، برأي بعض الملاحظين، وساعد الضعف الذي تعانيه الدولة اليمنية في إدارة صراعاتها مع القوى الداخلية والملفات الأمنية والاقتصادية في أن يكون اليمن عُرضة للأطماع الخارجية، وبيئة خصبة لانتشار أفكار الجماعات المسلحة كجماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة. يقول المحلل السياسي اليمني عمر مجلي، الذي كان عضواً في مؤتمر الحوار الوطني باليمن في بدايات الأزمة الأولى، إن الأزمات التي مرّ بها بلده وفّرت بيئة مناسبة لتوسّع جماعات العنف التي تتبنّى أفكاراً وإيديولوجيات مستوردة من الخارج، وساهم ضعف الدولة اليمنية في إتاحة الفرصة للدول التي تسعى إلى بسط نفوذها وتوسعها من خلال دعم النشاط المذهبي وعلى رأسها إيران، ويشير مجلي، إلى أن "لإيران يد في الأحداث التي تجري في اليمن، وخاصة مناطق الشمال، وتسعى، أي إيران، من خلال دعمها لجماعة الحوثيين إلى زعزعة أمن واستقرار دول الجوار اليمني، خاصة السعودية، ضمن مشروع ما يسمى بتصدير الثورة الإيرانية. وبالمقابل، كان موقف إيران، بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي صاغته كل من بريطانيا والأردن وحظي بإجماع 15 دولة، وطالب بانسحاب مسلحي جماعة الحوثي من المؤسسات الحكومية، كان الموقف هو الإعلان بأنها مستعدّة للمساعدة في حلّ الأزمة اليمنية، مؤكدة دعمها وحدة الأراضي والسيادة الوطنية والحلّ السياسي في هذا البلد، وأنه "على الجميع المساعدة في ملء الفراغ السياسي الحاصل في اليمن، ونحن على استعداد للمساهمة في هذا المجال، ونأمل من المحافل الدولية التحرّك في مسار الحلّ دون فرض ضغوط من أطراف معينة". ولا تخفي إيران دعمها لحركة الحوثيين، حيث صرّح علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، في وقت سابق بأن "جماعة الحوثي، أنصار الله، في اليمن هي نسخة مشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام"، وأكد شيرازي خلال حوار مع موقع "دفاع برس" التابع للقوات المسلحة الإيرانية، أن "الجمهورية الإسلامية تدعم بشكل مباشر الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان". ومن جانب آخر، أبدت طهران معارضتها الشديدة ل"عاصفة الحزم"، حيث أدانت الغارات التي نفذتها السعودية ليلا ضدّ مواقع للحوثيين، ودعت إلى الوقف الفوري للهجوم الذي رأت أنه يتناقض مع مبادئ القانون الدولي، وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن الضربات الجوية بقيادة السعودية "ستؤدي إلى إراقة الدماء وتنتهك سيادة اليمن"، وطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية، مشيرا إلى أن بلاده ستبذل كل الجهود الضرورية لاحتواء الأزمة في اليمن. الدعوة إلى تدخّل عربيّ وتأتي آخر مستجدّات الوضع، من دعوة وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، مؤخرا، إلى تدخل بري عربي في اليمن في أسرع وقت ممكن، حيث صرّح "نعم، نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن حتى يتم بالفعل إنقاذ البنية التحية وإنقاذ اليمنيين المحاصرين في الكثير من المدن"، بينما حذّرت إيران من أن عملية "عاصفة الحزم" السعودية، يمكن أن تعرض الشرق الأوسط بأكمله للخطر، وقال مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على هامش مؤتمر المانحين لسوريا، الذي يعقد في الكويت، إن نيران الحرب ستدفع كل المنطقة إلى اللعب بالنار، مضيفا أن العمليات العسكرية يجب أن تتوقف فورا، وعلى الأرض، تعرّضت العاصمة صنعاء نهاية الأسبوع المنصرم لأعنف غارات جوية منذ بدء عمليات القصف التي يشنها التحالف العربي ضدّ مواقع الحوثيين الذين تندّد الرياض بدعم إيران لهم، وقد ركّزت هذه الغارات العنيفة على مواقع الحرس الجمهوري، قوات النخبة في الجيش التي بقيت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. خطة السلام تحت رحمة الخلافات الداخلية يعلّق المناهضون لصالح والحوثيين في اليمن، نجاح أية خطّة سلام في اليمن بضمان أن يكون الحلّ مبنيا على أسس الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216، ويقول الكاتب عبد الرمان الحسني، في مقالة له حول موضوع السلام "لأننا دعاة سلام ولسنا من دعاة الحرب ونؤمن إيمانا مطلقا بحل النزاعات بالطرق السلمية، بعيدا عن استخدام القوة أ التلويح بها، انطلاقا من إيماننا المطلق بمبادئ الديمقراطية، وخاصة مبدأ التبادل السلمي للسلطة واحترام الرأي والرأي الآخر، فإننا في الوقت نفسه نرفض فرض أيا كان قناعاته على الآخرين بالقوة أو استخدامها كوسيلة للوصول للسلطة أو الانقلاب على العملية السياسية والهيمنة الكاملة على البلاد بقوة السلاح، ومع ذلك فنحن لسنا ضدّ أية خطة للسلام أو محادثات تنسجم مع روح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، كون هذا القرار يتضمن بنودا للسلام والعودة للعملية السياسية، وإذا كانت تلك الخطة أو الجهود تصبّ في اتجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، فإننا نضع عددًا من الاستفسارات، التي نعتقد أنها ستكون مساعدة للمبعوث الأممي في نجاح خطته وجهوده، وستساعده تلك الاستفسارات في إقناع الأطراف بالقبول بخطته، مما سيؤدي إلى التوصل للحل السلمي اللازم، ومن تلك الاستفسارات وأهمّها، والتي يجب على الأطراف الإجابة عنها، خاصة إذا توفّرت لديها الرغبة والقناعة في حلّ النزاع بالطرق السلمية. 1- ألم تنص اتفاقية السلم والشراكة الموقعة من قبل كافة القوى السياسية على تفاهمات لحل كافة القضايا بطرق سلمية، خاصة تلك التي نشبت بعد استكمال مؤتمر الحوار الوطني ؟ 2- ألم يخرج مؤتمر الحوار الوطني بقرارات جوهرية تعتبر الحدّ الممكن، الذي يجب أن يتفق عليه لتأسيس دولة اتحادية في اليمن؟ خاصة بعد صياغة تلك القرارات والمخرجات ووضعها كنصوص دستورية، لدستور اتحادي ينقل البلد من حكم الفرد، إلى حكم ديمقراطي، يؤسّس لمبادئ التبادل السلمي للسلطة بين الأحزاب والقوى السياسية. 3- ألم يتفق اليمنيون على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لحلّ المسألة اليمنية وما تبعها وأيّدها من قرارات أممية؟ 4- ألم يمنح رئيس النظام السابق ومن معه حصانات من المتابعة القضائية، التي قد تنجم أو نجمت خلال فترة حكمه والمتعلقة بممارستهم للنشاط السياسي، وأهم من ذلك كله، 5- ألم تكن كل تلك الخطوات خططا لحلول سلمية؟ وإذا كانت كذلك فلماذا تمرّد عليها رأس النظام السابق، مع أن البعض اعتبرها طوق نجاة له ولمن معه. ويضيف، لماذا يطلّ علينا المبعوث الأممي، ممثل الأمين العام ومبعوثه لليمن، معلنا عن خطّة سلام ارتضت بها كافة الأطراف اليمنية؟ لاهثا وراء التطوّرات والأحداث والإنجازات التي أصبحت أمرا محسوما على الأرض، ألم ترتض تلك الأطراف والقوى والمكونات السياسية بخطوات السّلام آنفة الذكر؟ لذلك فإننا نخشى أن تكون خطة السّلام، التي يروّج لها ويلمح بها ولد الشيخ، طوق نجاة جديد لرأس النظام السابق وحلفائه، طوق نجاة يؤدي إلى حصانة جديدة لجرائم الحرب والإبادة ضدّ الإنسانية، التي ارتكبت ضدّ المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، وتدمير وتهديم مدنهم وشوارعهم وأحيائهم السكنية على رؤوسهم، أم ماذا نسميها ؟ خاصة إذا لم تهدف إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي. الوضع الإنساني.. الصمت طلقة قاتلة بعيدا عن حديث وأحداث الحرب في اليمن، يجري السكوت ويطوي النسيان معاناة المواطن اليمني، الذي يجد نفسه عرضة للقتل والتشريد والتهجير، ويرى الإعلامي اليمني صلاح السقلدي، بأنّ الحرب في اليمن ستطول، و"ستطول تبعتاها، باعتبارها حربا كسائر الحروب التي تحمل معها تبعات ومتاعب على الجميع، وبالذات على المدنيين، لأن الجنوب في عين العاصفة وفي صميم المعركة وقلب الأحداث بكل الجبهات، من حضرموت شرقا حتى الضالع وطور الباحة غربا"، ففي عدن والمكلا وباقي مدن المحافظاتالجنوبية، الوضع الأمني والمعيشي والطبي والإنساني بحاجة إلى تشكيل هيئة طوارئ موسّعة ووقفة مسؤولة من الجميع، ثواراً ومجالس محلية أهلية ومنظمات إنسانية وطبية وموظفين ورجال أعمال ومتطوّعين، وذلك لتدارك ما يمكن تداركه من هذا الوضع المؤلم الذي يعصف بالجميع، ولتقديم المساعدة الضرورية ومدّ يد العون لعدنوللجنوب كافة، كمساعدة الجرحى وأسر الأموات والنازحين، وذلك من خلال تشكيل لجان متخصّصة في كل المجالات، الأمنية والمعيشية والطبية والإنسانية والإعلامية والتوعوية، وتشكيل غرف إغاثة في المناطق، ناهيك عن تيسير وتوفير الخدمات الضرورية والمساعدة على استئناف عمل المؤسسات الخدمية، وحثّ الموظفين على ذلك. وينبّه السقلدي إلى أنه منذ عام 2011، شكّلت في عدن والمكلا، وباقي المدن الجنوبية، عدّة مجالس أهلية وهيئات مختلفة لمثل هذه الظروف الاستثنائية، لكن، إلى الآن لم تفعّل هذه المجالس، وظلت مجرّد ظاهرة صوتية للتوظيف الحزبي والسياسي والشخصي، ويلحّ في مقال له بالقول "ولأن الوضع اليوم بحاجة لمثل هذه المجالس وهذه الجهود، فلا يوجد مبرّر لصمتها المريب، وبقائها تراوح مكان المبالاة والسلبية القاتلة بهذا الشكل والبلاد في حالة ماسّة إليهم، وعلى ما تقدم، حسبه، "نسجّل هنا وبأعلى صوت دعوتنا لهذه المجالس وللجميع أفرادًا وجماعات للانخراط في هذا الجهد الإنساني والوطني المُلحّ، فإن لم يتكاتف الجميع في مثل هكذا ظروف، وبمثل هكذا وضع قاس، فمتى عساه أن يكون؟ فهذا الصمت أيضا طلقة تقتلنا. سامية.ب Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0