يقول الله تعالى "الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون"، وهذه الآية فيها من أسرار الخلق ما يأسر القلوب ويجعلها خاضعة لعلام الغيوب، يقول الإمام «القرطبي» رحمه الله "نبه تعالى على وحدانيته ودلّ على كمال قدرته في إحياء الموتى بما يشاهدونه من إخراج المحرق اليابس من العود الندي الرطب «الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً»؛ أي أن الشجر الأخضر من الماء والماء بارد رطب ضد النار، وهما لا يجتمعان، فأخرج الله منه النار"، وذكر الإمام «ابن كثير» قولاً آخر في تفسير هذه الآية فقال "الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضراً نضراً ذا ثمر وينع، ثم أعاده إلى أن صار حطباً يابساً توقد به النار، كذلك هو فعال لما يشاء، قادر على ما يريد لايمنعه شيء"، وجاء العلم الحديث اليوم ليثبت للمعرضين عن منهج الله أن القرآن كتاب الله وأن محمداً رسول الله الذي ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وذلك من خلال المعجزات الباهرة والآيات البينة التي تظهر مع مرور الأيام وتقدم التكنولوجيا الحديثة، وفي هذا البحر الزاخر الذي لا ساحل له هذه الآية التي بين أيدينا، فقد ثبت أن في أوراق الشجر الأخضر المصنع الوحيد على وجه الأرض الذي يتم فيه صنع الطعام، ويتم ذلك بتحويل الطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون والماء إلى طعام للإنسان والحيوان، وهذا يطلق عليه "اليخضور".