الأيام الجزائرية ( وكالات): يبدو أن مواجهة غير معلنة بين إسرائيل وإيران تدور رحاها في أمريكا اللاتينية حيث أكدت التايمز" أن أمريكا اللاتينية أصبحت ساحة للاستقطاب من أطراف شرق أوسطية. ويقوم رئيس الكيان الصهيوني "شيمون بيريز" بزيارة المنطقة حاليا، حيث عرض في البرازيل معلومات استخبارية تدعم اتهاماته لإيران وحزب الله بالنشاط في المنطقة. وسيتوجه "بيريز" إلى الأرجنتين، حيث سيكرر اتهاماته لحزب الله اللبناني بالعمل في المناطق الحدودية بين البرازيل والارجنتين وباراجواي. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد كشفت أن إيران وحزب الله اللبناني يعملان معا في أمريكا الجنوبية على جمع أموال وتخصيصها لتمويل عمليات إرهابية حيث تعمل خلايا إرهابية تابعة لحزب الله ومن بين نشاطاتها الاتجار بالأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال وتهريب الألماس، وذلك بهدف تمويل عمليات إرهابية. وحذرت الصحيفة البرازيل ودول أخرى في أمريكا اللاتينية من نية خلايا حزب الله في المنطقة ارتكاب عمليات إرهابية ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أمريكا الجنوبية، أسوة بالعمليات الإرهابية الدامية الكبيرة في التسعينات ضد السفارة الإسرائيلية في "بوينس إيرس" ومركز الجالية اليهودية في البرازيل. ويرى مراقبون أن توقيت إعادة التواصل الإسرائيلي مع دول أمريكا اللاتينية متعلق بشكل اكبر بسياسات طرف ثالث، وهو إيران. وتتخوف إسرائيل مما وصفته ب "الاختراقات الإيرانية الناجحة" في أمريكا اللاتينية حيث بدأت إيران بتنفيذ برنامج منذ سنوات لإقامة علاقات مع مناطق في العالم بشكل بدأ يثير القلق الإسرائيلي. وتبدو طهران هي الأخرى جادة في تأسيس تحالف مناوئ للولايات المتحدة ولإسرائيل يضم فنزويلا وبوليفيا ونيكارجوا. وسيقوم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بزيارة البرازيل والمنطقة الشهر الجاري، وكانت طهران عززت علاقاتها مع دول راديكالية في المنطقة تكن عداء لواشنطن. يقول الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي "إيلي كرمون"، الباحث في "المعهد الدولي لمواجهة الإرهاب" في هرتسليا، أن "التمدد" الإيراني في الحديقة الخلفية للولايات المتحدةالأمريكية واستغلال حزب الله للسجادة الإيرانية في تلك المنطقة هو لتعميق نفوذه السياسي والاقتصادي والأيديولوجي بين العرب والمسلمين المتواجدين في العديد من الدول اللاتينية". ويركز منتقدو إيران على حليفتها فنزويلا، التي يتهمونها بأنها فتحت أبواب أمريكا اللاتينية أمام الإيرانيين. تقول مراسلة التايمز" أن بعض ادعاءات المنتقدين يصعب تصديقها مثل إقامة معسكرات تدريب لإرهابيين في جزيرة سياحية بفنزويلا أو تهريب اليورانيوم الفنزويلي إلى إيران أو حتى استخدام مصانع الدراجات والجرارات الإيرانية واجهة للنشاطات النووية. ويسخر الرئيس الفنزويلي "هوغو شافيز" من تلك الادعاءات وفي برنامجه التلفزيوني الأسبوعي قال مؤخرا انه قد وصلته "دراجته النووية" الجديدة. ومع أن لدى فنزويلا موارد كبيرة من اليورانيوم إلا أنها لم تطور تكنولوجيا استخراجها، كما أن لدى إيران كميات كبيرة من اليورانيوم في أراضيها. وفيما يعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الآن حليفا مقربا لنظيره الفنزويلي "هوغو تشافيز"، تحاول طهران أيضا تعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية الأخرى، وخاصة ذات الحكومات الاشتراكية القوية. ويقول محللون إن أهم ما يشجع إيران إلى إقامة علاقات واسعة لها مع دول أمريكا اللاتينية هي ما يمكن تسميته بالحوافز الإيديولوجية، فإيران تسعى للخروج من عزلتها السياسية والدبلوماسية بمحاولتها الانتصار بشكل ما على هذه العزلة المفروضة عليها من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية.