تقول الحكمة الأمريكية : " ما هو مفيد لجنرال موتورز مفيد لأمريكا " .. يتساءل كثير من المراقبين عن سر تغيير الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لسياسته تجاه كوبا، وعن سر مصافحة شافيز مصافحة " حارة " رغم ما عرف عن شافيز موقفه المعارض للسياسة الأمريكية في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. إن اتخاذ مثل تلك السلوكات بعد فتور وتوتر في علاقات أمريكا الشمالية مع عدة دول في أمريكا الجنوبية بحاجة لشجاعة كبيرة، ويبدو واضحا أن سياسة " تعنتر " أمريكا الشمالية خاصة في عهد الرئيس السابق جورج بوش، قد هدد مبدأ مونرو القائم على مقولة " أمريكا للأمريكيين " ، خاصة بعد أن اتجهت نحو 12 دولة في أمريكا اللاتينية نحو اليسار، وإبرام دولها العديد من اتفاقات الشراكة مع الصين ومع روسيا بما في ذلك اتفاقيات التسلح العسكري. وأمريكا الشمالية في الحقيقة بحاجة إلى أمريكا اللاتينية ، فهي بحاجة إلى الميكسيك وفنزويلا والبرازيل والأرجنتين والبيرو وغيرهم .. سواء في تصدير البضائع والخدمات، أو لجلب الثروات الضرورية للإقتصاد الأمريكي، خاصة النفط، القريب منها بدلا من شن الحروب من أجله في الشرق الأوسط. وإذا وصلت سياسة " العداوة " بين الأمريكيتين ، إلى وضع سهّل " نزوح أمريكا اللاتينية نحو الصين وروسيا ، ووصلت سياسة حصار كوبا إلى الفشل، وأدى التدخل الأمريكي الشمالي في دول أمريكا الجنوبية إلى نتائج عكسية صعدت العداوة ، مثل محاولة الإنقلاب على شافيز ، وغيرها، فلماذا تستمر " أمريكا - أوباما " في انتهاج سياسة خاطئة، وليس لها مردود إيجابي لواشنطن، أليست الحكمة الأمريكية تقول : " ما هو مفيد لجنرال موتورز مفيد لأمريكا " .. وبالتالي إذا كانت مصافحة شافيز، وزيارة كوبا، ورفع الحصار الفاشل تدريجيا ، تعود بالفائدة على واشنطن، فلماذا لا يفعلها أوباما ، إن العبرة بالنتائج وليس بغيرها.