المقاتلات الإسرائيلية تستعد لجولة أخرى من الصراع في ظل تهديدات وردود مضادة من الأطراف المتصارعة، يشهد الشرق الأوسط هذه الأيام حالة من الاحتقان العسكري بين طهران وتل أبيب، ورغم جدية الاستعدادات العسكرية في كلا البلدين، إلا أن ساعة الصفر لم تحدد بعد. * وفي الوقت الذي تسربت فيه أنباء عن نية إسرائيلية في توجيه ضربة عسكرية لإيران، بعد أن أنهى الجيش الإسرائيلي استعداداته لشن هجوم جوي كبير على المنشآت النووية الإيرانية في غضون ساعات من حصوله على ضوء أخضر من حكومة نتانياهو، كشفت وكالة أنباء فارس الإيرانية معلومات استخبارية في غاية الحساسية تتحدث عن اقتناء إسرائيل لثلاث طائرات رادار جديدة من نوع أواكس المزودة بأجهزة إنذار ومراقبة، وذلك لمساعدة سلاح الجو الصهيوني في عمليات خطرة ضد العمق الإيراني، في الوقت الذي تتواصل فيه التدريبات على المستوى الداخلي في معظم المدن الإسرائيلية لإعداد السكان لعمليات انتقامية إيرانية محتملة، فيما تحدثت يديعوت أحرونوت الصهيونية في عددها الصادر أمس أن المسؤولون في تل أبيب رصدوا أكثر من 12 هدفا في إيران، بينها قوافل متحركة، وعدد من المواقع المستهدفة مثل مجمع "ناتنز شرق"، حيث تقوم الآلاف من أجهزة الطرد المركزي بتخصيب اليورانيوم، و"أصفهان وسط"، حيث تأوي أنفاق 250 طنا من الغاز، و"آراك شرق"، حيث تبني إيران مفاعلا يعمل بالمياه الثقيلة ويمكنه إنتاج البلوتونيوم. * وأضافت الصحيفة أن القيادة الإسرائيلية تضيق ذرعا بالرفض الأمريكي لهجوم إسرائيلي على إيران، وأن حكومة نتانياهو تدرس بجدية التحرك منفردة دون الرجوع إلى واشنطن مثلما حدث في حرب الأيام الستة عام 1967، غير انه من غير المرجح أن تنفذ إسرائيل هذه الضربات من دون الحصول على موافقة ضمنية على الأقل من قبل الإدارة الأمريكية التي خففت لهجتها في الآونة الأخيرة تجاه إيران، حسب الصحيفة التي أوردت في ختام مقالها تصريح الرئيس الصهيوني "شمعون بيريز" الذي أكد الأسبوع الماضي أن "الحل بالنسبة إلى إيران ليس عسكريا". * وعلى الجبهة الإيرانية، فقد أثار العرض العسكري الذي شهدته طهران أول أمس بمناسبة يوم الجيش الكثير من علامات الاستفهام أمام المحللين العسكريين، الذين تحدثوا عن استنفار عسكري إيراني وصل لأعلى مستوياته استعدادا لمجابهة هجوم صهيوني محتمل، وكان لغياب الصواريخ متوسطة المدى القادرة على بلوغ فلسطينالمحتلة عن ساحة العرض، وفي مقدمتها صاروخ "قدر 01" الذي أعلن عنه في المناسبة ذاتها العام الماضي، والذي يتجاوز مداه ال 1800 كلم، وجميع أنواع منظومة "شهاب" التي تغطي تقريبا معظم المدن الإسرائيلية سببا كافيا للمحللين الصهاينة ليقولوا أن إيران تضع منظومتها الصاروخية في حالة تأهب قصوى للرد الفوري على الهجوم الإسرائيلي، وذلك لأن العادة جرت على أن تعرض إيران خلاصة ما توصلت إليها ترسانتها العسكرية من إنجازات في استعراض للعضلات لإخافة خصومها، وأن تلك هي السابقة الأولى التي لم تقدم فيها إيران جديدا عسكريا بل وتختفي بعض أسلحتها الاستراتيجية القديمة، وقالت صحيفة هآرتس العبرية أن "طهران في حالة يقظة أكثر من أي وقت مضى لمجابهة أي هجوم عسكري"، وزاد من شكوك المراقبين غياب أكثر من 140 مقاتلة إيرانية عن العرض، كان مقررا لها أن تنطلق من مختلف القواعد الجوية في همدان وأصفهان لتلتحق بمقاتلات F4، F5، F7 والصاعقة وميغ 29، ليقتصر العرض الجوي على 150 مروحية، وفي حين أسندت القيادة العسكرية الإيرانية هذا الإجراء إلى سوء الأحوال الجوية، قالت الواشنطن تايمز: "سلاح الجو الإيراني في حالة استنفار من الدرجة الأولى منذ أيام، ولم يشارك في العرض العسكري تحسبا لقيام إسرائيل بتوجيه ضربتها وقت العرض".