تمكنت قوات الجيش من اكتشاف وتدمير أكثر من 25 مخبأ وكازمات تابعة لمعاقل الجماعات الإرهابية المسلحة، وذلك من خلال عمليات التمشيط الواسعة النطاق والمكثفة التي شهدها الشريط الغابي الرابط بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو على غرار غابة «ميزرانة» ومنطقة «بوظهر» ب «سي مصطفى»، ومنطقة «بوشاقور» ب«يسر»، وجبال «سيدي على بوناب» ببلدية «الناصرية» وذلك خلال شهرين، فقد شهدا شهرا أكتوبر والشهر الجاري تدمير 4 مخابئ واسترجاع ذخيرة وقارورات غاز ومواد غذائية بمنطقة «ميزرانة» على الحدود الساحلية بين بومرداس وتيزي وزو، وأكدت المصادر ذاتها أن قوات الجيش قد دعمت صفوفها بوحدات إضافية تمثلت في فرق المضلين المنشأة للتوغل أكثر في الأدغال والغابات الكثيفة التي تغلب على منطقة بومرداس والكتل الجبلية التي تربط ولاية بومرداس والولايات المجاورة لها والتي اتخذت منها الجماعة السلفية للدعوة والقتال قواعد خلفية لمتوقعها وكذا التخطيط لمختلف اعتداءاتها، كما أضافت المصادر أنها ستمدد عملياتها التمشيطية إلى المناطق الداخلية بعد أن اقتصرت على المرتفعات الحدودية لولايتي بومرداس وتيزي وزو، وذلك على إثر معلومات تلقتها مصالح الأمن وأكدتها العناصر الإرهابية التائبة التي سلمت نفسها مؤخرا لدى ذات المصالح التابعة للولاية، مفادها وجود مخطط جديد للجماعات الإرهابية وكذا لتحركات مشبوهة لهذه الأخيرة والمرجح أن تكون من طرف "كتيبة الفاروق" المكلفة بجمع الأموال عن طريق الاستيلاء على ممتلكات الأفراد والمساس بأمن المواطنين من خلال الحواجز المزيفة، وهو الأسلوب المعتمد كثيرا من قبل هذه الجماعة في منطقة بومرداس والذي يعرف منعرجا خطيرا أدخلها في دوامة من الرعب والخوف، كما تمثلت أيضا في الاختطافات التي تهدد العائلات الثرية والمطالبة بالفدية مقابل إطلاق سراحهم، وقد اتخذت منها الجماعات السلفية مصدرا جديدا للحصول على الأموال، خاصة بعد أن أغلقت في وجهها طرق التمويل.هذا ولا تزال عمليات التمشيط والتقصي متواصلة على خلفية القنبلة التي انفجرت مؤخرا ببلدية «سي مصطفى» والتي أسفرت عن جرح عونا أمن.