مازال إقصاء منتخب تونس من تصفيات كأس العالم على يد منتخب الرأس الأخضر المغمور، يسبب غليانا في الشارع التونسي. ووصل الأمر إلى حد تراشق بين أعلى المسؤولين على الهواء في القنوات التلفزيونية، فيما يشبه تصفية الحسابات بين أطراف ترى أوساط واسعة من الشارع أنه لا بديل عنها سوى الرحيل. وفي برنامج رياضي هو الأشهر على شاشة التلفزيون الرسمي التونسي، دافع رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء عن حصيلة اتحاده، رغم إقصاء المنتخب وخسارته كأس أفريقيا للمحليين، وأكد أنه لا دخله في النتيجة وأنه ماض في الاستمرار بمنصبه لأنّه "شرعي" حسب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تمنع السلطات الحاكمة من التدخل في أعمال الاتحادات المنتخبة. وشهد البرنامج اتصالا بوزير الرياضة طارق ذياب، الذي شنّ هجوما حادا على جميع أعضاء الاتحاد والمدرب، متهما إياهم بالفشل، قائلا "أكره الفشل ومن فشل عليه أن يترك مكانه لغيره." وأضاف "الاتحاد يطلب أموالا لينفقها على أصدقائه ومعارفه وأنا محاسب أمام الشعب على كل مليم يتم إنفاقه. وما حصل هو إهدار للمال العام لن أسكت عنه." وتوجه لرئيس الاتحاد وديع الجريء بالقول "أنت لست وديعا ولست جريئا ولا حل لك سوى الاستقالة. انسحب واعترف بفشلك فأنت لا تفهم في الرياضة. وعملت مع العهد السابق." غير أن الجريء ردّ بالقول "أنت أيضا عملت مع العهد السابق" مضيفا أنّ أعضاء الاتحاد من فئة ذات مستوى تعليمي عال ل يقل عن الثانوية العامة زائد سنتين ناجحتين بالتعليم العالي، في إشارة إلى الانتقادات التي توجه للوزير ذياب، أفضل لاعب كرة قدم في أفريقيا عام 1977، والتي تشير إلى مستواه التعليمي المتدني. لكن الضيف الآخر الذي كان حاضرا في الاستوديو، لاعب مانشستر سيتي وأياكس السابق حاتم الطرابلسي، انتقد الجريء، قائلا له "حتى لو كنت من أصحاب الثانوية العامة زائد تسعة عشر سنة ناجحة في التعليم العالي، ما ذا فعلتم... لقد دمرتم البلاد" منضما إلى دعوات الوزير "المحامين والأطباء(والجريء طبيب) إلى الاهتمام بأعمالهم وترك الرياضة أهل الاختصاص." وسبق لطارق ذياب أن عارض تعيين نبيل معلول، زميله السابق، في منصب مدرب المنتخب مفضلا زميلهما الآخر خالد بن يحيى لكن الجريء أصر على تعيين "صديقه" نبيل معلول. وقال طارق ذياب "هناك سبعة مدربين يشرفون على المنتخب. لماذا؟ لقد حولتم المنتخب وكرة القدم التونسية إلى مزرعة خاصة. وأنتم أخطر على كرة القدم التونسية وتونس عامة. تونس التي مرغتم تاريخها العريق في الوحل.. لا حل لكم إلا الرحيل وعلى الأندية التي انتخبتم أن تتحمل مسؤوليتها." وفي برنامج إذاعي آخر، قال طارق، الذي غادر الملعب وهو شديد التأثر تحت هول إقصاء المنتخب، ساخرا من مستوى نبيل معلول ومساعديه "لو عصرتم المدربين السبعة المشرفين على المنتخب لما حصلتم واحدا فقط."