لا يغادر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المسجد الحرام خلال شهر رمضان، بل يواصل العمل والعبادة ليل نهار.. لا يتوقف عن مواصلة الركض، يحمل هم المسؤولية، ويراقب الخالق في المهام الإدارية الجسام التي أوكلت إليه. قناعته الراسخة أن يبقى الحرمان الشريفان بعيدين عن قصور الخدمات، تأكيدا لدور السعودية وقيادتها في الاهتمام بالحرم المكي والمسجد النبوي. وتتعاظم مسؤولياته في أنه أحد أبرز الأئمة وأكثرهم تأثيرا في المصلين، ويقضي ساعات محددة كل يوم في مراجعة القرآن الكريم وتعهده تلاوة وتجويدا. وفقا لصحيفة "مكة" التي رافقت الشيخ السديس خلال إدائه لمهامه في الرئاسة والمسجد الحرام ، إذ إنه اعتاد في جدوله اليومي خلال شهر رمضان أن يبدأ عمله صباح كل يوم من مكتبه في مقر رئاسة شؤون الحرمين في أجياد بجوار المسجد الحرام حتى انتهاء الدوام الرسمي، يستقبل المراجعين ويمارس المهام المكتبية، عقب ذلك ينتقل إلى مكتبه في المسجد الحرام، ويكمل عمله في متابعة الأعمال الميدانية، في الطواف وطوابق وبدرومات وساحات المسجد الحرام. وبعد صلاة العصر يتحول إلى مباشرة العمل ميدانيا بالوقوف على الخدمات في جولات يستهدف فيها مواقع متغيرة من يوم لآخر لضمان تنفيذ المهام وفق خطة الرئاسة خلال شهر رمضان، يلتقي خلالها العاملين الميدانيين، ويستمع لأبرز العقبات التي تواجههم ويسارع فورا في تذليلها. وتضمنت الجولة ، المطاف وكان برفقته وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام للخدمات وقائد قوة أمن الحرم اللواء يحيى الزهراني، حيث ظل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام يناقش مع مرافقيه الخدمات المقدمة للطائفين ويستشرف العمل المستقبلي للأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك حول الاستفادة من الطابقين في المطاف المعلق وتهيئة الصحن للطائفين. وتوقفت الجولة في الحجر حرصا منه على عدم مضايقة الطائفين، واستمر شرح الخطط التي سيتم تطبيقها في الثلثين الأخيرين من رمضان ومسارات الدخول والخروج من وإلى الحرم والمسعى. قبيل الإفطار ب 10 دقائق اتجه السديس إلى الموقع المهيأ لإمامة المصلين في صلاة المغرب حيث سفرة الإفطار مقابل باب الكعبة المشرفة. هنا مكان التجرد من المهام الإدارية والانخراط في العبادة اقتداء بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث وقف السديس على الملتزم متجها صوب الكعبة المشرفة، رافعا يديه إلى السماء مبته ال بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل. بعد ذلك تناول وجبة الإفطار الموضب في علب بلاستيكية، كل علبة بداخلها ثالث تمرات وماء زمزم وقهوة. هذا هو الإفطار فقط على سفرة السديس ومسؤولي الرئاسة وقيادة قوة الحرم. وظل الشيخ السديس يوزع علب التمر على زملائه والجالسين في الصفوف الأولى حوله خلف موقع الإمام. ويقول حول برنامجه الغذائي خلال رمضان: برنامجي الغذائي بسيط جدا، ليس لدي وجبة مفضلة أحرص على تناولها، أتناول ما توفر من طعام، لكنني عقب أذان المغرب أكتفي بتناول بضع تمرات ثم ماء زمزم، وبعد الصلاة أتم فطوري بما تيسر مع زملائي في الرئاسة، لكنني لا أغادر الحرم، حيث أستمر في مهام عملي على مدار اليوم. السديس الذي استطاع خلال العامين الماضيين تطوير وتحديث جميع نواحي العمل في الرئاسة، شرح تفاصيل الزي الجديد للفنيين المعنيين بتجهيز ومتابعة مبكرات الصوت للأئمة والمؤذنين في المسجد الحرام والمسجد النبوي تسهيلا لمهامهم وتعريفا لقيادة أمن الحرم، لتمكينهم من الوصول إلى المواقع المخصصة للأئمة والمؤذنين قبل وبعد كل صلاة. واستعرض السديس عبوات زمزم الجديدة، مؤكدا أن الرئاسة وفرت مليوني عبوة زمزم جديدة تم توزيعها في المسجد الحرام في رمضان هذا العام، توفير عدد من الخدمات المتعلقة بسقيا زمزم، بحيث بلغ عدد المشربيات الرخامية داخل المسجد الحرام أكثر من 60 مشربية تضم ألف صنبور، مخصصة لماء زمزم، و 120 مشربية مصنوعة من الاستيل، وتأمين 13 ألف حافظة، واستحداث الحافظات المتنقلة وهي عبارة عن حافظة على هيئة شنطة محمولة على الظهر بداخلها حافظة أسطوانية الشكل وحاملة كاسات تسع 250 كأسا، وتتميز بسهولة التحكم بها وتعبئتها، وبأنها مضادة للبكتيريا والفيروسات. ثم أقيمت صلاة المغرب وأم الشيخ السديس المصلين، وحوله فرقة من قوة أمن المسجد الحرام متخصصة في حماية أئمة الحرم من أي اعتداء، وما إن انتهت الصلاة حتى اندفع المصلون صوب الملتزم والحجر الأسود، في حين مضى موكب الشيخ السديس مرورا بالحجر للموقع المخصص للصلاة على الجنائز، وفي تلك اللحظات كانت أعمال نظافة الحرم قد بدأت بمجرد سماع التسليمة الثانية للإمام، وخلال 10 دقائق أنجزت المهمة، وارتفع صوت مكبرية الحرم؛ أن الصلاة على الأموات أثابكم الله، وصلى السديس صلاة الميت ثم انتقل إلى مقر مخصص للراحة داخل الحرم، حتى قبيل صلاة العشاء بنصف ساعة ثم عاد إلى المكان المخصص للأئمة ليطمئن على الجاهزية الكاملة استعدادا لصلاتي العشاء والتراويح. وناقش الفنيين والعاملين في الرئاسة واطلع على المكان المخصص للمصلين في الصف الأول خلف الإمام من الأئمة ومسؤولي الرئاسة،والفرق التطوعية في صحن المطاف، مشيرا إلى أن الفرق التطوعية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن لها دور فاعل في مساندة العاملين الرسميين في مختلف القطاعات ودورهم بارز، وحرص السديس على التقاط صور للذكرى معهم، معتبرا أن ما يقدمونه من جهود في خدمة ضيوف بيت الله تعكس حبهم لفعل الخير واكتساب الأجر والمثوبة.