ظهر 9 جنود لبنانيون أسرى لدى تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلاميا باسم "داعش"، في فيديو مسجل حصلت عليه "الأناضول"، وناشدوا أهاليهم والحكومة اللبنانية بالتحرك لإطلاق سراحهم خلال 3 أيام، قائلين إنه بدون ذلك "سيكون مصيرنا الذبح". المسؤول الأمني للتنظيم في القلمون (الحدودية السورية) أوضح في حديث مع "الأناضول" عبر الإنترنت أن الذين ظهروا في الفيديو "كلهم من جنود الجيش اللبناني"، مضيفا: "كل الأسرى لدينا من جنود الجيش"، وكانوا 11 قبل أن يقُتل الجندي "علي السيد"، أمس، بينما لم يكن جندي آخر من "آل الحج حسن" في مكان تصوير الفيديو وهو "حي وبصحة جيدة". الفيديو بلغت مدته 5 دقائق و4 ثوان، وظهر فيه الجنود التسعة داخل غرفة وخلفهم علم تنظيم "الدولة الإسلامية" الأسود، وقال كل منهم اسمه والقرية التي أتى منها مطالبا أهالي بلدته وشيوخها بالتحرك وقطع الطرقات من أجل الضغط على الحكومة ودفعها إلى التحرك تجاه إطلاق سراحهم. وتحدث أولا الجندي الذي عرف عن نفسه باسم "حسين محمود عمار" من بلدة فنيدق في عكار، شمالي لبنان، مطالبا أهل قريته بالإضافة إلى أنصار النائب اللبناني عن تيار المستقبل، خالد زهرمان، بالنزول إلى الطرقات وقطعها؛ "لأنه بعد 3 أيام سيكون مصيرنا الذبح فورا". وخاطب أهله بأنه إذا لم تتظاهروا في الشوارع للضغط على الحكومة "فلن يرحمنا أحد". وناشد الجندي محمد حسين يوسف من بلدة مليخا في البقاع الغربي (شرق) أهالي قريته قطع الطرقات "حتى مبادلتنا بالسجناء الإسلاميين في سجن رومية (أكبر السجون اللبنانية يقع شرق العاصمة بيروت)". وتحدث كذلك العريف مصطفى (باقي اسمه وتفاصيل مسكنه غير واضحة بسبب ردائه الصوت) والمعاون إبراهيم من بلدة قلمون في طرابلس (شمال) متهما الدولة اللبنانية بإهمال قضيتهم منذ شهر، مطالبا أهله والشيوخ بالتحرل لفك أسرهم. وطلب العريف علي المصري (تفاصيل مسكنه غير واضحة بسبب ردائه الصوت) من قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ورئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن يعملا "بأسرع ما يمكن" على مبادلتهم بالسجناء الإسلاميين في سجن رومية. وناشد أحد الجنود (اسمه غير واضح بسبب ردائه الصوت) من منطقة الشوف في جبل لبنان الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط التدخل لحل القضية. وعرف جندي آخر نفسه باسم "عباس مدلج" من بلدة مقنة البقاعية (شرق) وأنه من الطائفة الشيعية، وقال: "أطالب الشيعة والنواب والوزراء" التدخل و"إلا فإن مصيرنا سيكون الذبح". كما ناشد الجنديان خالد حسن من بلدة فنيدق في عكار وعبد الرحيم دياب من بلدة برالياس البقاعية (شرق) أهاليهما بالضغط في الشارع لإطلاق سراحهما. ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الجيش اللبناني أو السلطات اللبنانية على الفيديو حتى الساعة (20.30 ت.غ). وكان تنظيم الدولة الإسلامية هدد في بيان قبل ثلاثة أيام بالبدء في قتل الجنود الأسرى لديه إذا لم تتعامل الحكومة اللبنانية بجدية مع عملية التفاوض لإطلاق سراحهم، وتبعد حزب الله عن عرقلة العملية. قبل أن يعلن أمس بالفعل قتل أحد هؤلاء الجنود. وفي 2 أغسطس/ آب الجاري، اندلعت معارك في بلدة عرسال ومحيطها بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماها الجيش في بيان له ب"الإرهابيين والتكفيريين"، على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام" السوري، الذي كان بايع تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل فترة. وصدرت، أمس، مذكرة توقيف بحق جمعة من القضاء العسكري اللبناني بتهمة محاولة "انشاء إمارة إسلامية" وقتل وخطف جنود لبنانيين. واستمرت معارك عرسال 5 أيام، وأدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، وتمكن المسلحون من أسر عدد آخر. وكانت "هيئة العلماء المسلمين" أعلنت يوم الجمعة الماضي تعليق جهود الوساطة التي قادتها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، افساحا في المجال أمام "أطراف أخرى" قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في إشارة إلى دولة قطر.