مجموعة جديدة تابعة لتنظيم داعش ظهرت في مدينة الرقة السورية، و بحسب مصدر أهلي في المدينة فإن الظهور الأول لهذه المجموعة كان عقب استهدف مقر لداعش بالقرب من أحد مشافي التنظيم الميدانية في شارع المعز لذي يعد أحد فروع شارع المنصور وسط المدينة، مشيراً إلى أن زعيم تنظيم "داعش" موجود في الرقة للعلاج بعد إصابته في مدينة الموصل العراقية. وبيّن المصدر لموقع "عربي برس" أن الظهور الأول لمجموعة "داعش" الملثمة بالأسود والتي تضع شعار التنظيم على اليد اليمنى، تشير إلى أن المجموعة قامت بتأمين خروج البغدادي من المشفى الميداني الذي ترك لاحقاً شبه خاوٍ لمدة تزيد عن اليومين، إذ وضع حارسان بالقرب منه بعد مغادرة المجموعة للشارع، وكأن هذا المشفى لم يكن فيه سوى شخصية هامة يرجح إنها البغدادي، لكن التنظيم عاد ليستخدمه بعد أيام مستقدماً عدداً من مصابيه إلى المبنى، مما يؤكد أن الحرس الخاص للبغدادي قام بتأمين إخلاء زعيم التنظيم نتيجة للاعتقاد بأن الهدف الأساس كان استهداف المشفى. وما يدلل على إن الشخصية التي أخليت من المبنى هي البغدادي هو طبيعة انتشار المجموعة التي بلغ عدد أفرادها في عملية الإخلاء نحو 200 عنصرا، حيث لوحظ أن بعضهم يضع أحزمة ناسفة بشكل واضح، وبعد انتشارها قامت المجموعة بإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى شارع المنصور ومنعت المدنيين من العبور فيه لأي سبب، ثم انتشرت مضادات طيران في عدة نقاط من الشارع، ومع أول الليل تحركت المجموعة بشكل مفاجئ وسريع، دون أن يبقى منها أي عنصر، متوجهة إلى خارج المدينة. ومن المرجح إن تكون السيارات تحركت دون إشعال إنارتها نحو منطقة الكسرة والتي تبعد نحو 10 كم عن المدينة، لتعود لاحقاً وتنتشر عدداً من السيارات التابعة للتنظيم في شارع المنصور وتفرعاته بطريقة ملفتة للأنظار، وتبدأ عملية تفتيش في المنطقة بحثاً عن البيوت التي تمتلك وسائل للإتصال بشبكة الانترنيت فضائياً، وقامت كل من «الشرطة الإسلامية» و«الحسبة» باعتقال عدد من المدنيين القاطنيين في الشارع بحجة التحقيق معهم فيما يخص التواصل مع الجيش السوري وقوات التحالف، مهددين بقطع روؤس وصلب كل من تثبت إدانته، ومن المرجح أن يتم إعدام شخص أو أكثر خلال الأيام القليلة القادمة بهذا الخصوص، فعادة التنظيم تشير إلى قيامه بإعدامات متكررة في المدينة بحجج متعددة. بعد تلك الليلة الغريبة التي كانت خلال الأسبوع الماضي، عمد التنظيم إلى أخذ المحلات المدنية وبعض البيوت التي تقع في (الطوابق الأرضية) من الأبنية بشارع المنصور، وغيره من الشوارع الحساسة لتحويلها إلى مخابئ لسياراتهم، في خطوة يعمد التنظيم من خلالها إلى تجنب رصد آلياته في هذا الشارع من قبل الطيران الحربي، الذي يحلق فوق الرقة مستهدفاً مقرات تنظيم داعش. وتشير الإجراءات الأمنية المشددة التي يمارسها التنظيم في الشارع وخصوصاً في الطريق المؤدية إلى شارع المعز إلى أن التنظيم عاد إلى استخدام مشفاه الميداني القريب من أحد المساجد لعلاج شخصيات مهمة من التنظيم.