يقوم الإنسان بجملة أعمال يومية لا يلقي لها بالًا، مثل أن يأكل تفاحة أو أن يسخن الماء أو أن يبعث رسالة إلكترونية، لكنه لا يدري أن كلاً منها له تأثير على انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لارتفاع حرارة الأرض. وتقول الوكالة الفرنسية للطاقة إن التحركات والحملات البيئية لا تكفي وحدها للحفاظ على البيئة، «بل إن انخراط المواطنين لا غنى عنه لتغيير السلوكيات اليومية والاستهلاك على المدى الطويل»، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. 1- الرسالة الإلكترونية: الرسالة الإلكترونية الواحدة تتسبب بالمعدل بنحو أربعة غرامات من غاز ثاني أكسيد الكربون، أو ما يعادل تأثيرها من غازات أخرى، وذلك بسبب تشغيل الحواسيب والخواديم وما يتطلبه من طاقة، وأيضًا ما يسببه تصنيع هذه الأجهزة من انبعاثات للغاز. وعلى ذلك، فإن 65 رسالة إلكترونية تتسبب بشكل غير مباشر في انبعاثات توازي ما تصدره سيارة تعمل على الوقود في رحلة كيلو متر واحد. وترتفع مساهمة الرسالة الإلكترونية في التسبب بالاحترار إذا ما كانت مرفقة بملف محمل، لتصل إلى خمسين غرامًا. أما الرسائل التي تبعث بشكل جماعي على سبيل الإعلان ولا تقرأ، فمساهمتها في انبعاثات غازات الدفيئة توازي 0.3 كيلوغرام، وفقًا للباحث البريطاني مايك برنرز لي. لكن إجمالي هذه الرسائل المبعوثة على نطاق واسع عبر العالم يؤدي إلى انبعاثات توازي انبعاثات ثلاثة ملايين سيارة تستهلك سنويًا 7.5 مليار لتر من الوقود، بحسب تقرير أعدته شركة «ماكافي» المعلوماتية. 2- بحث على الإنترنت: ويؤدي إجراء بحث على الإنترنت إلى انبعاث 0.1 غرام إن كان جهاز الكومبيوتر جديدًا، أما إن كان قديمًا فترتفع المساهمة إلى 4.5 غرام. ويمكن الحد من هذه الأضرار من خلال الحد من عدد متلقي الرسائل، ومن الرسائل المرفقة بملفات، ومن خلال تبسيط البحث عبر الإنترنت والدخول مباشرة إلى المواقع المطلوبة من دون البحث عن اسم الموقع وعنوانه على محركات البحث، حسب الوكالة الفرنسية. ويقول مايك برنرز-لي إن الحواسيب المستخدمة على الصعيد العالمي تؤدي إلى انبعاث 407 ميغا طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهذا الرقم مرشح ليتضاعف في العام 2030. 3- التدفئة: يقول الخبراء إن حرارة 19 درجة في غرف الجلوس و16 درجة في غرف النوم جيدة للصحة والجيب والبيئة أيضًا، فرفع الحرارة درجة واحدة يعني زيادة الاستهلاك بنسبة 7%. وكذلك ينبغي الاقتصاد في تسخين المياه، فالحرارة الصحية لمياه الاستحمام تتراوح بين 55 و 60 درجة. أما أكثر من ذلك فقد يساهم في تنمية البكتيريا في المياه، عدا عن استهلاك المزيد من الطاقة، ولذا فإن الاقتصاد في تسخين مياه الاستحمام أفضل أيضًا للصحة والجيب والبيئة. وتوفر أجهزة التدفئة التي تكون في حال جيدة ما بين 8 إلى 2 % من الطاقة. 4- السيارات وأوراق كثيرة في العمل: يعد التنقل إلى موقع العمل أول نشاط يتسبب بانبعاث غازات الدفيئة بين الأنشطة المهنية، بحسب الوكالة الفرنسية للطاقة التي لفتت إلى أن استهلاك الطاقة ينخفض بنسبة 40% على الأقل في حال استخدمت الحافلة محل السيارة، حتى إنه يتراجع 104 مرات عند استخدام قطار الأنفاق. وللأسف لم يؤد تطوير تكنولوجيات جديدة إلى تخفيض استهلاك الورق المستخدم، ففي فرنسا مثلاً يستعمل 65 كيلوغرامًا من الورق كل سنة في المكتب من قبل شخص واحد. 5- المأكولات والمشروبات: تصدر التفاحة أو الموزة الواحدة ما يعادل 80 كيلوغرامًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، في مقابل 90 غرامًا للبرتقالة الواحدة، لكن هذا المعدل ينخفض إلى 10 في حال انتجت التفاحة محليًا واستهلكت في موسمها ويرتفع إلى 150 عندما تكون مثلجة ومخزنة ومستوردة من بعيد. أما على صعيد المشروبات، فتبلغ هذه النسبة 235 مع كوب كابوتشينو كبير، في مقابل 210 لفنجان قهوة سوداء.