شبه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الشاعر الفلسطيني الراحل بالزعيم النازي أدولف هتلر، وذلك استمرارا لحالة الجدل التي سببها بث برنامج على إذاعة الجيش الإسرائيلي تناول أشعار درويش. وأصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بياناً الخميس يقول بأن ليبرمان أبدى استنكاره لقائد المحطة بسبب هذا البرنامج، وقال البيان "طبقاّ لهذا المنطق، ربما يكون من الممكن في البرنامج تمجيد روائع أدبية من كتاب كفاحي (السيرة الذاتية لهتلر)". يأتي ذلك بعد شهور من إثارة وزير الثقافة الإسرائيلي المحافظ لموجة من الغضب في محاولة لضبط القائمة التشغيلية لراديو الجيش، في حين عين ليبرمان مؤخراً أحد مسؤولي وزارة الدفاع لتقديم توصيات حول ما يجب أن تقوم الإذاعة بتشغيله. وأشارت وكالة هآرتس الإسرائيلية للأنباء، أن المدعي العام الإسرائيلي تواصل مع ليبرمان ليلة الأربعاء لتذكيره بأنه "لا يملك سلطة التدخل في برامج راديو الجيش". ويبدو أن ليبرمان قد عارض إدراج أعمال درويش ضمن سلسلة من النصوص التأسيسية الإسرائيلية، وأخبر المسؤول عن المحطة وفق بيان وزارة الدفاع، أن مهمة المحطة العسكرية تتلخص في تعزيز التضامن الاجتماعي وعدم توسيع الخلافات، وبالتأكيد "عدم إيذاء مشاعر العامة" على حد وصف البيان. ويحتل درويش مكانة مميزة بين الفلسطينيين، ودائماً ما يتناقل السياسيون، والأكاديميون، والشباب الثائر أشعاره. يقول يوسي كلاين هاليفي، وهو أكاديمي بارز بمعهد شالوم هارتمان بالقدس، إن الكثير من اليهود الإسرائيليين يركزون على قصيدة لدرويش يدعو فيها اليهود لمغادرة إسرائيل وأخذ موتاهم معهم، وأضاف "هذا هو مصدر مقارنة ليبرمان المؤسفة". وقال كلاين هاليفي إن الكثير من اليهود يشعرون بالغضب مما وصفه بتجاهل "النوايا السيئة" للفلسطينيين من جانب المجتمع الدولي، على الرغم من انتقاده لبيان ليبرمان. وقال "الانغماس في خطاب الهولوكوست يمثل حقبة سابقة من الخطاب السياسي الإسرائيلي ويظهر طريقة تفكير غير مناسبة لهذا الوقت، كما أنها لا تتناسب مع الخطاب الإسرائيلي المعاصر". وقاومت إسرائيل أعمال محمود درويش طويلاً ، إذ أشارت وكالة أسوشيتد برس في العام 2000 أن وزير التعليم الإسرائيلي اقترح تدريس قصائده ضمن مناهج المدارس الثانوية اليهودية، إلا أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت –إيهود باراك- ألغى قراره. ويعتبر محمود درويش بالنسبة للفلسطينيين بطلا ومصدر وحي وإلهام، إذ تظل كلماته تنقش على أكواب القهوة والملابس، كما تنقش ك"غرافيتي" على الكتل الخرسانية لميناء غزة ومخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، وخاصة كلمته الشهيرة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة". وبالنسبة للأجيال الأكبر سناً، كان درويش مصدر إلهام للكثير من الأغاني المحبوبة التي قدمها اللبناني مارسيل خليفة، مثل "جواز السفر"، و"ريتا"، و"أمي"، والتي مازالت تُسمع حتى الآن على الإذاعة الفلسطينية في أوقات التوتر والأزمات.