أكد وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس الأربعاء أنه سيستمر في طرح موقفه مثلما فعل في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول أمس طالما لا يوجد تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما طالبت جهات من داخل التحالف الحكومي والمعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقالته. وقال ليبرمان للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه "طالما لم يتم تبشيرنا باختراق في المفاوضات مع الفلسطينيين فإنه لا مانع من أن أطرح الموقف الذي طرحته الثلاثاء". وكان اعتبر خلال خطابه أن المبدأ الموجه لاتفاق الوضع النهائي، يجب ألا يكون الأرض مقابل السلام بل تبادل الأراضي المأهولة، في إشارة إلى برنامج حزبه (إسرائيل بيتنا) السياسي القاضي بتبادل أراضي وسكان، لكنه اعتبر أنه لا أتحدث هنا عن نقل السكان بل عن نقل الحدود لكي تعكس بشكل أفضل الحقائق الديمغرافية. كذلك قال ليبرمان إنه "لن يكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق سلام خلال عام وإنما بعد عقود" وهو موقف مخالف للموقف الذي يطرحه نتنياهو. وأصدر نتنياهو بيانين تنصل فيهما من أقوال ليبرمان وشدد على أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق إطار مع الفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم فيما انتقد وزير الدفاع ورئيس حزب العمل ايهود باراك أقوال ليبرمان في الأممالمتحدة وطالب الوزير من حزب العمل أفيشاي برافرمان نتنياهو بإقالة ليبرمان. كذلك انتقد أعضاء كنيست من حزب كديما المعارض أقوال ليبرمان وطالبوا نتنياهو بإقالته. ورد ليبرمان أمس الأربعاء على العاصفة السياسية التي أثارها خطابه بالقول إن باراك قال الأسبوع الماضي إنه يجب تقسيم القدس لكني لم أسمع احتجاجاً على ذلك رغم أن هذه الأمور تتعارض مع الخطوط العريضة للحكومة. وأضاف إنه في المقابل فإن موقفي واضحٌ وثابت ومعروف للجميع ولا يتعارض مع الخطوط العريضة للحكومة رغم أنه لا ينعكس من خلالها. وعقب ليبرمان على دعوة برافرمان بإقالته قائلا : على الوزير من حزب العمل أن يصلي كل يوم من أجل سلامة وزير الخارجية لأنه إذا لم يهاجمه فإنه لن يلاحظ أحدٌ وجودَه (أي وجود برافرمان). ومن جانبه، قال برافرمان للإذاعة نفسها: لن أنزل إلى مستوى وزير الخارجية، ليبرمان هو سياسي انتهازي ويشكل خطرا على وجود الدولة ويحولها إلى نكتة دولية. ونقلت صحيفة (هآرتس) عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي قولهم إن نتنياهو لا يعتقد أن موقف ليبرمان غير شرعي ولذلك فإنه لا يعتزم مطالبته بالانضباط بعد خطابه في الأممالمتحدة. وكان مكتب نتنياهو قد أعلن الثلاثاء أن ليبرمان لم ينسق مضمون خطابه مع رئيس الوزراء. لكن هآرتس نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية تحدثت مع ليبرمان الثلاثاء قولها إن صورة الوضع مختلفة قليلا، وأن ليبرمان أطلع نتنياهو على كافة اللقاءات التي سيعقدها خلال تواجده في نيويورك وأنه حصل على وعد من نتنياهو بأن لا يتم اتخاذ قرارات بشأن تمديد تجميد البناء الاستيطاني خلال فترة غيابه. وقال أحد المصادر إن الأمر يبدو غريبا أن يكون نتنياهو على علم بكل الجدول الزمني لليبرمان ولم يعلم بمضمون الخطاب فقط.