خلافا للانتخابات المحلية السابقة، حينما كان "العرش" يقدم أحد أبنائه، ليصب في وعائها كل الأصوات الانتخابية، حتى يضمن نجاحه وتموقعه، فإن هذه البديهية، زالت واضمحلت مع محليات نوفمبر 2012، بتعدد المرشحين في كل حي وكل شارع، بل في كل بيت وداخل نفس الأسرة، حيث تحدثت مصادر "البلاد" المتابعة لمجريات تصاعد حمى الإنتخابات المحلية، بأن هناك العديد من التمردات حصلت في أكثر من بلدية على سلطة العرش، فمثلا كانت هناك فرقا عروشية في العديد من بلديات الولاية تحافظ على منصب رئيس البلدية، من خلال دعم أحد منتسبيها، ليسير وراءه كل أبناء الفرقة، وهو الأمر الذي جعله يبقي على منصب "المير"، لكن هذه القاعدة، يبدو أنها تزلزلت، على خلفية حرب الترشحات التي ضربت كل الفئات العمرية وعلى كل المستويات، فمثلا توجد فرقة عروشية بجنوب الولاية، يوجد بها أكثر من 22 مترشحا لمنصب "المير" وأخرى بشرق الولاية، تقدم منها 19 مترشحا، زيادة على وجود 25 مترشحا في عرش واحد في شمال الولاية، ظل لعقود من زمن يسيطر على زمام بلديته، ليجد في محليات 2012، أن أصواته تفرقت بين أفراده، وهو الأمر الذي ينذر بزوال سطوة العروش التي كانت تحدث الفرق في الانتخابات المحلية، ويتحدث مراقبون لمجريات "الهملة" الانتخابية بالجلفة، عن وجود 6 مرشحين داخل عائلة واحدة في بلدية جنوبية، وكذا وجود 3 مرشحين في أسرة واحدة و12 مرشحا من عائلة تحمل نفس اللقب العائلي، امتطوا قوائم مختلف الأحزاب المشاركة، والثابت في نهاية هذه الورقة، أن أصوات العرش الواحد، لم تعد تصب في وعاء واحد، بل تفرقت بين أفراده، وهو ما ينذر بمفاجآت عديدة، على شاكلة مفاجأة العهدة الماضية، حينما وجد أحد "المتسكعين" نفسه ناجحا، بمنطق "حمارنا ولا عود الناس"، لكن هذه القاعدة لم تعد قائمة بعد تعدد المرشحين بنفس المنطق السابق ذكره.