دار الشيوخ تعيش هذه الأيام على وقع اكبر تحول سياسي منذ أكثر من عقد من الزمن هذا التحول الذي فرض لعبة سياسية قذرة كان نتيجة إفرازات الانتخابات البرلمانية والتي كان بطلها النائب في البرلمان عن جبهة التحرير الحدي إسماعيل الذي رسم خيوط أهم قائمة وهي قائمة دار الشيوخ لانه ابنها الذي اقسم اليمين بانه لن يدخلها طوال حياته فهل اختياره للأشخاص كان عقابا لأبنائها أم أراد أن يرجع القطار إلى السكة... الحدي إسماعيل فرض ولأول مرة شخص من داخل دار الشيوخ وهو ابن احد كبار البلاد وشيوخها كان في وقت مضى رغم نضاله القديم في الحزب يتذيل القائمة في المحليات السابقة لكن هذه المرة فرض بالقوة من طرف برلماني سابق من أبناء دار الشيوخ، دخوله للقائمة كان على حساب أمين قسمة الافالان الذي كان يقاوم من اجل الظفر برأس القائمة لكنه خرج خاليا الوفاض رغم أن القانون يخول له ترتيب قائمة الافلان في دار الشيوخ... كل هذا يسمى صراعا سياسيا عاديا يجري في كل معترك سياسي لكن الغريب هذه المرة دخول أسماء في بيت الافلان لا علاقة لها بالنضال ربما يراها البعض دخلت بقوة المال لا بقوة السياسة ويراها البعض الأخر أن من حق المترشح اختيار من شاء استنادا إلى تعليمة رئيس الحزب عبد العزيز بلخادم في إمكانية الاعتماد على مناضلين حديثي الدخول في الحزب. لكن رغم هذا الصراع فحزب جبهة التحرير الوطني في دار الشيوخ يبقى له ميزانه لان هذا الاسم مازال راسخا في جيل نوفمبر أو جيل ما بعد الاستقلال لان القاعدة تقول انه مهما تم اختيار أي شخص فان هذه الفئة ستختار جبهة التحرير بغض النظر عن أي كان، لكن المتتبعين لشان السياسة في دار الشيوخ يرون أن متصدر القائمة في دار الشيوخ لا يمتلك شعبية إلا انه يعتمد على الاسم التاريخي للحزب الذي يراهن به أمام خصومه... حزب التجمع الوطني الديمقراطي صنع المفاجئة هذه المرة حيث انه خرج عن النص المعهود في اختياراته فمنذ تأسيسه في دار الشيوخ كانت هناك عملية إستراتيجية في اختيار أسماء المترشحين وقد كان الحزب فسيفساء من كل اعراش دار الشيوخ تحترم فيه أولوية متصدر القائمة يكون من عرش أولاد بوعبدالله نظرا لان دار الشيوخ في أصلها لأولاد بوعبد الله وكذا لاعتبارات سياسية كون أن الذي تصدر يحصد الأصوات الكبيرة هو من العرش المذكور والدليل أن المير السابق بلخيري بايزيد استطاع مرتين ان ينال البلدية بفضل هذه القاعدة لكن هذه المرة تم التخلي عن أولوية البوعبدلي لاعتبارات يراها البعض عروشية محضة لهذا يرى عديد المتتبعين لشان هذا الحزب انه لن يستطيع مجابهة الأحزاب الأخرى نظرا لسقوطه في الانتخابات البرلمانية السابقة على مستوى دار الشيوخ حيث لم تتجاوز عدد اصواته 300 صوت، هذا ما ينعكس سلبا على النتائج القادمة لاسيما في اختيار الأسماء التي ستدخل المنافسة على خلفية النتائج الأخيرة... حزب حمس هو الأخر بقي في نمطه القديم لم يغير طريقة اختياراته التي تتم وفق مبدأ الشورى داخل الحزب في اختيار الشخص المناسب الذي يكون من أبناء الحركة فقط دون غيره، كما أن القاعدة الشعبية التي يعتمد عليها هي المناضلين القدامى للحركة والمتعاطفون معها إضافة إلى ذلك فان المستوى ألتصويتي للحزب ليس كبير فهو لم يتغير منذ عشرين سنة فدائما يحصلون على مقعدين أو مقعد في الانتخابات السابقة... أما عن الأحزاب الأخرى فقد كانت أوضاعها هادئة جدا اتسمت اغلبها بالصمت المطبق في اختيار الأشخاص وكذا السعي للظفر بامرأة وذلك باستعمال كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة مثل شراء الملفات مقابل مبلغ مالي ولعل اغرب ما في هذه القضية هي أن كثير من الأحزاب دخلت في عملية المساومات حيث أنه أصبح للمرأة قيمة بدار الشيوخ ففي الأيام الماضية أضحى ملف المرأة يستبدل بخمس ملفات للرجال وهذا على سبيل المثال لا الحصر... من جانب أخر وبالحديث عن الأحزاب الأخرى و رغم التسابق من اجل إتمام الملفات إلا أن المحصلة الأخيرة التي استطاعت أن تودع ملفاتها هي 13 حزب فقط طغى عنها عامل مهم قد يكون سببا في صراع مستقبلي وهي ظهور القوائم العروشية حيث أن دار الشيوخ انقسمت إلى أربعة اعراش تتقاتل فيما بينها وهي عرش أولاد بوعبد الله في عدة قوائم وعرش السحاري وعرش أولاد فرج وعرش أولاد بن علية هذا الصراع سيؤدي في النهاية إلى غرس روح الحقد بين أبناء العائلات ومنها سيؤدي إلى تدمير المجتمع داخل دار الشيوخ فعوض ان تكون السياسة شاملة أصبحت مفرقة بين أبناء البلد الواحد... إضافة إلى ما قيل فان شباب دار الشيوخ المثقفين والمتعلمين عوض أن يكون ضد منطق العروشية في اختيار القوائم إلا أنهم أول من صفق لها هم، فعوض أن يكونوا سدا منيعا ضد هذه العصبية المفرقة بين الإخوة نجد منهم الكثير التزم الصمت أمام هذه الظاهرة التي ستقسم دار الشيوخ والكل يصبح همه الوحيد المصلحة الشخصية عوض خدمة المجتمع الواحد الذي لا تفرقه لا عصبية ولا عروشية ولكن للأسف ستدخل المعركة الانتخابية في دار الشيوخ تحت شعار العروشية المقيتة ...