رسخ أسبوع من الحملة الانتخابية لتشريعيات 10 ماي بولاية الجلفة، قاعدة واحدة مفادها، أنه وعكس سنوات «خيّط» إداريا ثم «غيّط» أو «عيّط» شعبيا، لتبرير النتائج «المعدة سلفا»، فإن الحال هذه المرة، خرج من وصاية «المخفي للمجهول»، ليصبح لسان الحال «عرّ على ذراعك»، فلا شيء معد مسبقا فكما للوزير رحماني حظه في فوز، لن يكون إلا بكدّ و«عرق» يمين واضح، فإن الواقع نفسه مع رجل الأعمال وعضو اللجنة المركزية للأفلان الحدي اسماعين الذي افترش «إحسانه» الكبير قبل الانتخابات وبعدها ليحجز له موقعا ثابتا بأنه لن يخرج منها إلا «رابحا» ومرفوع الرأس.. وبين إجبارية «الفوز» التي يسعى إليها رحماني، الذي رمى كل تاريخه مغامرا بكل شيء بين أحضان أهله لكي يعود عبرهم أكثر قوة وتألقا، وبين إصرار «الربح» التي يخوضها فارس الأفلان الحاج اسماعين، طفت إلى سطح الجلفة مشتقات انتخابية يمكنها أن تحدث فجوة حقيقية في طبقة الأوزون الانتخابية المهددة بالاختراق والاختناق لتعداد المتنافسين، حيث رقم 45 قائمة ليس أمرا هينا في بلد «جات الانتخابات نوض اترشح».. قبل أن نلج إلى ما يجري في الجلفة من ابتذال سياسي اختلط حابله بنابله و«ذابله» الانتخابي، كان من الضروري دراسة الخريطة الجغرافية لولاية الجلفة وذلك للوصول إلى ما يمكن أن ترسو عليه حلبة المتصارعين، ومن الوعاء الانتخابي الشامل إلى الخريطة العروشية ووصولا إلى هوية رؤساء القوائم وانتماء كل منهم فإن الحلقة ستضيق لكي نعرف ماذا يجري وماذا يمكن أن يجري بالجلفة بتاريخ العاشر ماي.. قراءة في الجغرافية الانتخابية بالجلفة: حسب الإحصائيات الرسمية، فإن الكتلة الناخبة بولاية الجلفة تقدر ب476 ألف ناخب موزعين على 12 دائرة المشكلة للمنطقة، وفي قراءة بسيطة للأرقام فإنه بالإضافة إلى عاصمة الولاية التي يبلغ تعداد ناخبيها 120 ألف ناخب التي تعني «25.22 %» من الوعاء الانتخابي العام، فإن بلدية وسارة تحتل المرتبة الثانية بحصة 62 الف ناخب أي بنسبة 13.02 % لتليها بلدية مسعد الواقعة في جنوب الولاية الرتبة الثالثة بتعداد 35600 ناخب وهو ما يمثل نسبة 7.74 % من الوعاء الإجمالي، فبلدية حاسي بحبح ب34600 ناخب أي بنسبة 7.26 %، وهو ما يعني بعملية جمع بسيطة أن الدوائر الكبرى» الجلفة، وسارة، مسعد، حاسي بحبح»، تشكل كتلة انتخابية نسبتها المئوية 53.24 % من الوعاء الانتخابي الإجمالي، وهو ما يفهم منه أن «اللعب الكبير» في الانتخابات البرلمانية، تفصل في موضوعه هذه المنطقة، وذلك التقليل من شأن بقية الدوائر والتي تمثل التفاصيل الصغيرة التي من الممكن أن تخل بقواعد اللعبة في حالات «محدودة» سنتناولها لاحقا وترتيبها حسب نسبها المئوية كالتالي: «البيرين (3.58 %)، دار الشيوخ (3.05 %)، الإدريسية ( 3.00 %)، الشارف (2.82 %)، حد السحاري (2.69 ٪)، عين الإبل (2.36 %)، سيدي لعجال (1.87 %)، فيض البطمة (1.48 %)، يبقى أن البلديات المشكلة لبعض الدوائر في مناطق متفرقة تحوي نسبا معتبرة يمكنها أن تحدث فرقا «انتخابيا» يميل الكفة لهذا أو ذاك، وعلى سبيل الذكر فإن بلدية المجبارة التابعة لبلدية عين الإبل تقدر نسبتها ب2.24 % وبلدية قطار بمسعد 1.5 % ، ناهيك عن بلدية بنهار بالبيرين بنسبة 1.97 % وعين أفقة بحد السحاري 1.91 % وكذا حاسي فدول بنسبة 1.47 % وبلدية القديد بالشارف بنسبة 1.38 % .. من وسارة: رحماني الوزير وخريف الحر وكحيليش الجبهوي على عكس سابق «الانتخابات» والأوان، حيث تعود الشيخ جاب الله على فتح الجلفة من عين وسارة بوضع رأس القائمة منها، فإن حال الانتخابات في طبعتها الحالية، ألغى كل حظ للشيخ بعدما اختار لرأس قائمته مرشح «جنوبي»، ممثلا في النائب السابق عن حمس «دليوح مصطفى»، ليصبح وعاء عين وسارة خارج لعاب الإسلاميين، وخاصة أنه حتى على مستوى القائمة الخضراء تم تجاهل الوعاء الانتخابي الكبير لوسارة أثناء ترتيب المترشحين، لتوفر تلك الأخطاء لرحماني فرصته في العودة لخطبة ود مدينته، بالإضافة إلى ظهور رقم مهم ممثلا في القائمة الحرة التي يقود قافلتها «خريف خريف» رئيس بلدية عين وسارة، والذي أرادها ممرا له بعدما خلع عنه برنوس جبهة التحرير، ليكون ثالثهم في كعكة كبيرة انتخابيا «كحيليش مصطفى» المرتب رابعا في الأفلان، والذي أعلن مناصروه أنه سيكون رقما فاعلا في معادلة وسارة، والمهم أننا إذا نظرنا إلى ساحة المدينة بلغة الأرقام فإن تعداد ال60 ألف ناخب، بين أيدي ثلاثة رابعهم قدرتهم على تجنيد «ناس» وسارة للانتخابات، فالرهان الأول قبل أن يكون من ينال حصة الأسد ، هو من يستطيع إقناع وسارة «المثقفة» والمتميزة لاحتضان الموعد، من أجل إحداث الفارق المرتقب. في الجهة الأخرى لمن أقربهم توسدا لوسارة، فإن شريف رحماني رغم تعرضه لإطلاق ّ«نيران صديقة» لإخراجه خاوي اليدين من فراشه، إلا أن الثابت أنه يعتبر «رمزا» من رموز وسارة، وخاصة بعد ظهور حملة على الجدران ال «فايسبوكية» ، أرادت النيل منه، حينما تلقف العالم الافتراضي شعارات على شاكلة «يا رحماني روح لأولاد رحمان ينفعوك» وهي شعارات كان لها رد فعل عكسي، حيث نال من خلالها الوزير التعاطف بسبب ظهور «العصبية» ودعاة «النصرة» و«الحمية» لاستنفار تجلت ملامحه بهجرة وجوه وسارية كانت خارج اللعبة حجت لإقامة الوزير المترشح مبايعة إياه، في الجانب الآخر، فإن شخصية ذكية ولها خبرة في حل المعادلات السياسية المتشابكة، ممثلة في خريف، رئيس البلدية، لاتزال أسهمها تحدث ارتجاجا سياسيا بالمنطقة، فحضور المير الشعبي، لا يختلف عليه اثنان، وكذا قدرته على الحشد تجلت في قدرته على حماية قائمته من «القص» والإقصاء وما صاحب ذلك من تعاطف شعبي معه بعد أن تعرضت لزلزال كاد أن يعصف بها. أما عن «شاب» الأفلان المحامي مصطفى كحيليش، فرغم ترتيبه الرابع في القائمة الأفلانية، إلا أنه سيبقى رقما مهما في معادلة الحزب العتيد، خاصة في ظل حسابات حزب بلخادم على أن تقوم وسارة لوحدها بالاستحواذ على ثلاثة كراسي من ال14 المخصصة للولاية في سابقة حاشدة، وخاصة أن المنادين بهذا الطرح اعتبروا أن حصة ال60 ألف ناخب إذا ما تم تجنيدها يمكنها أن تحدث مفاجأة في القائمة الولائية، مع العلم أن نسبة المشاركة في المواعيد السابقة لم تتعد ال35 % وهو ما يجعل رهان مرشحي وسارة على مختلف مشاربهم الثلاثة، تنافس على الوصول بوسارة لأعلى نسبة مشاركة للتحكم في اللعبة الولائية.. حاسي بحبح ..السبع «سبع» وإن كلت مخالبه بالنسبة لحاسي بحبح فإن الاتجاه العام و«الهام» صب من يومه الأول في «سوسبانس» محوره الأساسي مرشح الأفلان عن المنطقة «السبع بولرباح» وهو مدير متوسطة، حاولت أطراف متعددة و«متعدية» أن تجعل منه «خطرا على النظام»، لإحالة شعبيته الكبيرة على التقاعد، وذلك بعدما تعودوا في أكثر من مرة على قطع الطريق أمامه بشتى الوسائل، لكن في حالة التشريعيات الحالية، فإن الحملة «الأمريكية» ضد مرشح الأفلان، زادته بريقا ليلقى تعاطفا، زاده حكم العدالة لصالحه «تأنقا» وتألقا، فرقم 5 في أفلان بلخادم، نجا من قص الأظافر والمخالب ورغم تحفظ الإدارة على اسمه تحت «مسممات» عدة، إلا أن رجوعه معززا مكرما من باب القضاء، أغلق اللعبة أمام المتاجرين بخطره على نظامهم العشائري، وليس على النظام العام، كما اصطادوا في أكثر من واقعة اقصاء، فالسبع بولرباح، أهم رقم في معادلة حاسي بحبح، رغم أن المنطقة عجت بالكائنات «الانتخابية» والفطريات السياسية التي لن تغير في واقع أن الرقم الأكبر في المعادلة البحبحية التي تحمل رقم 34613 ناخبا، أضحوا هدفا لأكثر من 7 مترشحين تحت عناوين «حزبية» جديدة منهم رئيس بلدية حاسي بحبح السبع أحمد، وياسين بن شريف وشفيق بن شريف، بالإضافة إلى اطار في الفلاحة يدعى دحمان بلغربي وكذا نعاس عمري وأحمد برابح، وغيرهم. مسعد.. صوتها تفرق بين العشائر الخريطة الانتخابية في مسعد العتيقة، معقدة بشكل يمكنه أن يخرج صوتها خالي الوفاض، فتعداد المترشحين وانتشارهم على مستوى الأحزاب الكبيرة والصغيرة، يمكنه أن يخرج مسعد من اللعبة بخفي حنين، فمسعد المحسوبة تاريخيا على «التيار» الإسلامي، استطاعت القوائم المتعددة أن تبعث مكنونها القبلي والعصبي، لتعود مسعد إلى قطيع هذا «خوك خوك، لا يغرك صاحبك».. والمهم أنه رغم هذا الواقع إلا أن مرشح «التغيير» حوة بلقاسم، وهو وجه إسلامي معروف بالمنطقة، يمكنه أن يحدث الصدمة، ولكن بدرجة وفي مساحة محددة، لأن في الجهة الأخرى للأفلان حيث رقم 2 الحاج قاسم الطاهر، يمثل عرش «أولاد عيسى» بشكل عام وأولاد «الأعور» بشكل خاص، وورقة الرجل الرابحة أنه لأول مرة في تاريخ المنطقة وتاريخ الانتخابات، يستحوذ جنوب الولاية على رتبة متقدمة في حزب بحجم الأفلان، حيث يعتبر رقم 2 في القائمة «سابقة» سياسية، كونه غالبا ما كانت المرتبة من نصيب عين وسارة بحكم وعائها الانتخابي الذي يتجاوز مسعد، وتبقى الإشكالية الحقيقية التي تواجه الأفلان و«التغيير» إنه من نفس الكتلة العروشية تقدم أكثر من مترشح فأولاد «الأعور» الذين ينتمون لأكبر تجمع عروشي بمسعد وهو عرش أولاد عيسى ترشح باسمه أكثر من رقم «قبلي»، لينقسم العرش على نفسه، وتتحول الانتخابات البرلمانية إلى انتخابات محلية بحته شعارها «هذا بن عمي وذاك خويا والآخر بن أختي»، مما يعني مثلا أن دليوح مرشح جاب الله، قد وجد له بن عمه ندا ممثلا» في «لقرب» صاحب القائمة الحرة كما أن «دركوش» الأرندي، وجد له في عرش أم الأخوة أكثر من منافس مثلا سلامي محمد، ّنويجم، لحول، وغيرهم. وبتعميم الطرح، فإن الانتخابات بمسعد سينتهي حالها إلى»صوت» تفرق بين العشائر فضاعت كتلته الكبيرة بين «الإخوة المترشحين» الذي يمكن أن نضم لهم مرشح محمد السعيد كشيدة براهيم المحسوب على أولاد طعبة ومنافسه في الجهة الأخرى رجل أعمال لخذاري.. البيرين..خارج الحسابات، عين الإبل «اتخص الإبل»..فيض البطمة «كلاها بوبي»: أما عن البيرين، فإن غيابها عن الأحزاب الكبيرة، أخرجها من لعبة الكبار إلى لعبة المقربين والأبناء، ومرشحها في حزب الشبيبة والديمقراطية بن عطالله عبد الحي يعتبر طريق إضطراريا، للرد على إقصاء البيرين من لعبة الكبار، كما أن المترشح «بخوش» البيريني في حركة الشبيبة والديمقراطية، أغلق الباب أمام أي مفاجآت خارج هذين الاثنين. بالنسبة لفيض البطمة فإن خروجها المبكر من الحساب الانتخابي، جسده التدافع على الترشح لأكثر من 4 أسماء من نفس العرش في أحزاب مختلفة، لينتهي بها إلى اللاحدث الذي سيقصي صوتها من أي عملية وعملة انتخابية والمتضرر الأكبر هو الأرندي في رقمه «الثالث»، دركوش، الذي فقد حظه في الاستحواذ على وعاء كان يمكنه أن يحدث تغيرا لو لم تترشح «أم الإخوة» من كل فج عميق، عكس بلدية عين الإبل، التي استغل «بلبيض الطاهر» فراغها، ليعتلي هودجها على أمل تكرار ملحمة النائب السابق المرحوم بلييض محمد.. الشارف والإدريسية.. رقمان في خبر «كان» في مساحة انتخابية تقدر نسبتها ب 2.82 % من الوعاء الانتخابي العام، حشد عليوات المسعود عدته للوصول إلى البرلمان عبر بوابة حزب المستقبل، لكنه صدم بأكثر من ابن «عم» منافس له في ذات المساحة، الضيقة، بدءا من بن علي الصادق، إلى قرماط عبدالعزيز، وذلك على رأسي حزبين أخرين، والحوصلة، أن الشارف قتلت يدها بيدها، فحتى حصة الإدريسية فإن الشيخ عطالله والرقم الرياضي الفاعل قدوري بالإضافة إلى نواري لخضر الوجه التربوي المتفشي على أكثر من موقع، ألغوا أي أمل في تمدد يمكنه أن يجعل من شرق الولاية «رقما» مؤثرا، فقط عشيرة تنهي عشيرة وأصوات شعبية مبددة هنا وهناك. حد السحاري، المقبرة «الخضرا» ترحب بكم القائمة «الخضرا» التي كان ينتظر منها أن تكون أهم طرف في اللعبة الانتخابية، سقطت سهوا و«لهوا» من العداد الانتخابي، فوسط مجتمع تتحكم فيه العشائرية وأمام زخم «مترشحون بلا عنوان» فإن وقوع الخيار على محفوظ حمد المنتمي لمساحة عروشية لا تتجاوز (2.69 % ) من مساحة الوعاء العام، رهن حظ القائمة، كما أن محمودي النائب السابق، لا يستطيع أن يمدد قدميه إلا على مستوى فراش «الزعفران» حيث مساحة «1.05 %» لتصبح القراءة الحقيقية لوضع القائمة الخضراء أنها قفزت على مكونات الجلفة العروشية فخنقت مساحات تحركها، وأقصى ما فعلته أنها عزلت نسبة 3.74 % من الوعاء الانتخابي لتنتهي فيه مع العلم أنه حتى في هذه المساحة الضيقة فإن ندين ينافسان القائمة الخضراء هما بوخلخال الحفناوي وبوخاري بحكم انتمائهما لها.. مروان س ^ في حلقة الغد: الأفلان: من بكري.. إذا خطاك اسماعين روح أكري! رحماني: فرنسا تريده قتيلا بيد أهله بالجلفة! الأحزاب الإسلامية: المندبة «كبيرة» والميت «جار»..؟ زوايا ومشائخ وجميعات «حك تربح» : «كراع» عند رحماني و«يد» عند إسماعين؟ قاعات بمهلليها للإيجار..الحجز متاح طيلة أيام الحملة؟؟