غضب واسع يسري في أوساط فلاحي سهل الحباير شمال عاصمة ولاية الشلف، الذين طالبوا السلطات الولائية بالوفاء بوعودها والتزامها بمعالجة قنوات مياه الصرف الصحي التي تمر على محاصيلهم الزراعية وغزتها مياهها في أعقاب تعرضها لخراب في الفيضانات التي شهدتها الولاية بصفة عامة في شتاء العام الماضي· وقد أسفرت تلك السيول عن خسائر بالجملة وأزاحت النقاب عن مشاريع مغشوشة بالجملة، منها مشروع تغطية وادي تسيغاوت· وحسب مصادر ''البلاد'' فإن القنوات محل استياء السواد الأعظم من فلاحي سهل منطقة الحباير، غير البعيدة عن عاصمة الولاية، باتت تشكل أهم عقبات هؤلاء الفلاحين الغاضبين من صمت السلطات حيال هذا الوضع· وكانت هذه الأخيرة قد أطلقت وعودا ميدانية أثناء زيارتها لمكان السيول الجارفة التي اجتاحت محاصيلهم الزراعية، حيث وعدت مصالح مديرية الري لحظة معاينتها خسائرهم الجسيمة بالتكفل الفعلي بكامل مطالبهم أمام ممثلي الفلاحين، بعدما تسببت تلك الفيضانات في أضرار كبيرة أتت على كامل محاصيل الفلاحين خاصة الأشجار المثمرة التي فقدها الفلاحون بالساحل ذاته· غير أن هذه الوعود حسب انشغالات محدثينا لم تر النور، ولم تكلف نفسها عناء حل المشكلة التي تهدد محاصيل الفلاحين المتخوفين من فيضانات محتملة قد تأتي على الموسم لزراعي بالكامل ما لم تهرع الجهات الوصية إلى معالجة مشكلة قنوات الصرف المخربة والتي تقذف بمائها المتعفن على محاصيل الفلاحين المستاءين· وقد نقلت مصادر ''البلاد'' أن أحد مسؤولي مديرية الري زار سهل الحباير ربيع السنة الماضية، وأطلق وعودا رسمية للفلاحين من أجل التكفل بصيانة القنوات المتدهورة أو إعادة إنجاز شبكة جديدة· إلا أن هذه الوعود ظلت حبرا على ورق لم تتعد كونها ''تصريحات استهلاكية'' فقط طبقا لبيان هؤلاء الفلاحين· وترك صمت الوصاية عشرات المزارعين والفلاحين في حالة من الفوضى والضبابية والاستياء الكامن في صدورهم، إذ دفعت الوضعية الحالية ضحايا الوعود غير المجدية إلى التفكير في دخول مسلسل الاحتجاجات أمام المباني الرسمية لإسماع اصواتهم لدى السلطات العليا للبلاد، طالما أن سلطات الشلف ظلت تتفرج على مشكلتهم· وفي سياق ذي صلة، قال أحد المزارعين ''لقد اأفقت مبالغ ضخمة من أجل زراعة الأشجار المثمرة والمساهمة في تطوير هذا النشاط الزراعي بالمنطقة المنكوبة، حسب وصف الفلاحين الذين تعجبوا من تماطل الجهات المعنية في تسوية مشكلة تقنية بسيطة، لكن عواقبها وخيمة على الزراعة بالمنطقة· ويطالب المزارعون بالإسراع في إصلاح الوضع لتمكين أصحاب الأراضي الزراعية من ترقية نشاطهم· وأكد آخرون ل''البلاد'' أنه من غير المنطقي ترك أهم الحقول الزراعية في ولاية الشلف عرضة للخراب وطعما للسيول الجارفة، في وقت تتطلب تسوية مشكلة قنوات الصرف التي غالبا ما تحيل سهل الحباير إلى نكبة حقيقية·