قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري مساء أمس، إنه يرفض ما جرى من محاولة اقتحام مقر مجلس الوزراء من قبل أنصار حزب “المستقبل”، ودعا في تصريحات تلفزيونية عبر الهاتف هؤلاء إلى الانسحاب، مضيفا “نطلب من كل المناصرين الانسحاب وفك الاعتصام ونريد أن يبقى لبنان سالما”. وبدوره، أكد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنه يرفض محاولة اقتحام مقر مجلس الوزراء من قبل أنصار حزب “المستقبل” وقال نرفض استخدام العنف وندعو هؤلاء للعودة إلى رشدهم. وقبل ذلك، شيع آلاف اللبنانيين ببيروتاليوم العميد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذي قضى في تفجير مفخخة قبل ثلاثة أيام وسط حالة من الغضب ودعوات لرحيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وبدأت مراسم التشييع بتأبين رسمي أقيم في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ببيروت حضره رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي وألقى فيه رئيس البلاد كلمة لتأبين الحسن الذي رفعه إلى رتبة لواء. وقال سليمان إن فرع المعلومات عوقب باغتيال رئيسه الذي نجح في كشف شبكات العملاء والتجسس والإرهاب ومنع الفتنة عبر كشف المتفجرات في إشارة إلى ضبط عبوات في سيارة الوزير الأسبق ميشال سماحة كانت معدة للتفجير، ودعا سليمان القضاء إلى الإسراع في إصدار قراره الاتهامي في حق سماحة. ومعلوم أن القضاء العسكري كان قد ادعى على سماحة ورئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك وضابط سوري آخر يدعى عدنان في قضية المتفجرات. وفي وقت لاحق، نقل جثمان الحسن ومرافقه أحمد صهيوني إلى ساحة الشهداء وسط بيروت حيث أقيمت صلاة الجنازة عليهما في مسجد محمد الأمين بحضور رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة والسفير السعودي علي العسيري وشخصيات سياسية ودينية يتقدمها مفتي الشمال هشام الشعار. ونقل جثمانا الحسن وصهيوني بعد الصلاة وكلمة للشعار أشادت برئيس الوزراء السابق سعد الحريري لمواراتهما بجوار رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. من ناحية أخرى، ألقى السنيورة كلمة اتهم فيها علي المملوك وميشال سماحة بالوقوف وراء اغتيال العميد الحسن. واتهم ميقاتي وحكومته بحماية “المجرمين الذين نفذوا الاغتيال”، مضيفا “لم يعد بإمكانك يا سيادة رئيس الحكومة أن تستمر بموقعك لتغطي الجريمة” مضيفا في حديثه الموجه لرئيس الوزراء “إن استمرارك في موقعك يعني أنك موافق على الذي جرى”. وذكر السنيورة بظروف تشكيل حكومة ميقاتي في جانفي 2011 قائلا إن “هذه الحكومة ولدت من رحم الانقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله”.