و كالات - حضر مراسم تشييع جثمان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، اليوم السبت، عدد من قادة دول العالم، أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك إسبانيا، فيليب السادس، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، و رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح. وقدم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح التعازي إلى تونس في وفاة رئيس الجمهورية. وقال، خلال موكب التأبين، "إن رحيل السبسي مثل خسارة ليس لتونس فقط بل للجزائر والعرب والمسلمين ولكافة محبي السلام في العالم". كما ذكر أن الجزائر عرفت الفقيد في أيام المحنة وكان إلى جانبها ودعمها وناصر قضيتها، وكان دائما يعمل على تمتين العلاقات بين البلدين ورجل مدافع عن الحق والعدالة وعمل على بناء وطنه والدفاع عنه. وأضاف عبد القادر بن صالح: "يغادر الرئيس الباجي قائد السبسي تونس في وقت دقيق لكن ثقتنا بأن تونس التي أنجبت السبسي قادرة على مواصلة المسير وإكمال الطريق". من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في كلمته التي ألقاها في موكب التأبين، إنه تعلم الكثير من السبسي خاصة بعد تكرر لقاءاتهم في الفترة الأخيرة ما بين التحضير لاحتضان تونس القمة الفرانكفونية والمؤتمر من أجل ليبيا. وقال ماكرون "لقد تعلمت الكثير من هذا الصديق العزيز وأعتقد أن الكثير من الحاضرين قد تعلموا منه الكثير كذلك، لمست من خلال لقاءاتنا أنه كان حمالا لجملة من المتناقضات منها الحكمة واستعادة الموقف ليكون بذلك رئيسا عظيما". وشدد في السياق ذاته أن السبسي كان يحمل موهبة كبيرة في الاقناع، مشيرا الى أنه تحمل من أجل بلاده واستقرارها خوض العديد من المعارك خاصة في ما يتعلق بمسألة الحريات. من جهته، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن رئيس الجمهورية الراحل قد فقدته الأمة العربية والاسلامية وفلسطين والعالم أجمع. وشدد عباس، في كلمته التي ألقاها خلال موكب تأبين الرئيس الراحل بقصر قرطاج، على أن السبسي حافظ على الديمقراطية في تونس في أصعب الظروف، واصفا اياه بخليفة رائد الواقعية الحبيب بورقيبة، وفق قوله. وأكد أن الشعب التونسي سيحافظ على إرث الزعيمين، لافتا إلى أن تونس لها منزلة خاصة لدى الفلسطينيين. من جانبه، أكد جورج فيلا، رئيس مالطا، على متانة العلاقات بين مالطا وتونس، مشددا على أن السبسي لعب دورا مهما في الحياة السياسية لتونس وفي الانتقال الديمقراطي والإعداد والتحضير لانتخابات ديمقراطية نزيهة. وقال الرئيس المالطي "السبسي قدم لتونس كل ما في وسعة وواجب علينا أن نشكره وخسرت منطقة المتوسط بوفاته رجلا وسياسيا متميزا". في حين، قال ملك إسبانيا "أعبر عن التعازي الخاصة لعائلة الفقيد والشعب التونسي بكامله، فنحن نتشارك اللحظات الحزينة بعد أن فقدنا رجل قانون ورجل دولة، بذل حياته لخدمة دولته وبلده، فقد ترك أثرا عميقا في نفوس التونسيين، بالتزامه ووفائه للديمقراطية وتونس خلال أعوام كانت مليئة بالتحديات؛ وأعوام مليئة أيضًا بالأمل". وأضاف ملك إسبانيا: "نذرف دموع الحزن لوداعه ولكن إسبانيا سوف تبقى اليوم أكثر من أي وقت مضى بجانب تونس في هذه الأوقات الحزينة، لقد ترك مسارا مرسوما لنستمر بالعمل معًا في تونس، فهو بلد صديق لإسبانيا وسنجعل من هذه المنطقة المشتركة، منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام واستقرار.. وأرجو أن ترقد روحه بسلام". بدوره توجه رئيس وزراء حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، بالتعازي وأصدق المواساة باسمه واسم كافة الليبيين لتونس شعبا وحكومة. وقال السراج "الباجي قايد السبسي ترك بصماته في كل مكان وترك أثرا كبيرا في كل المناصب التي تقلدها في تونس".