لا يبدو في الأفق السياسي على مسرح الساحة العربية والإقليمية، أي مؤشّر على السلم الذي يعيد للحياة بهجتها. الشتاء القادم بعد أسابيع قليلة سيكون قاسيا على الأرض وفي الجوار الصحراوي وبمنطقة الساحل تحديدا يدقّ الغرب طبول حرب ستكون عاصفة على المنطقة برمتها بناء على تجارب سابقة للقوى العظمى في أفغانستان والعراق والصومال.. وفي غزة .. البلدة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بمقاومتها تشن إسرائيل عدوانا غاشما يستهدف الأطفال والنساء والبنى التحتية أو ما تبقى منها. وفي منطقة الخليج العربي لايزال شبح الرؤوس النووية الإيرانية يثير الأرق في عواصم تلك الدول والدويلات التي استقالت من واجب نصرة القضية الفلسطينية وانغمست في محاربة إيران وسوريا وحزب الله برغم ما يمكن أن يقال عن هذا الثلاثي الذي يستنزف طاقته في معارك وهمية بدليل أنه لم يحرّر شبرا واحدا من الأراضي المحتلة. في سوريا لايزال الدم العربي يسيل أنهارا ووديانا بدعم إيراني واضح، وفي العراق لاتزال حكومة الحوزة الشيعية تنشر فتن الطائفية وتطارد المسلمين من عرب السنّة. شتاء هذا العام سيكون قاسيا بعواصف رمال الصحراء التي ستتحرك في مالي وكثافة الدخان المتصاعد من الأراضي الفلسطينية ومن.. جبن النظام العربي الذي لم يغيّر من نمط تعامله مع هذه القضية، مثلما سيكون مصحوبا برعود الملف النووي الإيراني وفيضانات الدم السوري المهدور في عاصمة الخلافة الأموية، أم هكذا ستكون عليه صورتنا بين عامين من آخر شهور 2012 إلى أوّل شهور السنة القادمة.