دخلت القوات الأمنية المشتركة في ولاية الشلف ممثلة في وحدات الجيش، مصالح الدرك والشرطة القضائية المتنقلة المختصة في مطاردة الإرهاب، مرحلة هامة من التعبئة واليقظة عبر مختلف النقاط الحساسة، حيث تمكنت جماعات إرهابية من التسلل عبرها إلى وسط المدينة والمراكز الحضرية الكبرى مثل عاصمة الولاية. إذ شوهدت عمليات تطويق أمني على مستوى الأجزاء الجنوبية والشمالية والشرقية من إقليم الولاية، تحسبا لأي طارئ أمني قد يخلط أوراق المخطط الأمني الصارم الذي تبنته الأجهزة الأمنية المكلفة بملف الإرهاب، وهو المخطط ذاته الذي أحبط أكبر عملية إرهابية قبل أسبوعين كانت تهدف إلى ترويع الآمنين في أحياء مدينة الشلف، حيث قضت قوات الأمن علىئ جماعة مسلحة مكونة من ثلاثة عناصر عند المدخل الشرقي لذات المدينة بالقرب من واد تلفه غابات كثيفة يمتد إلى غاية وادي الشلف. وحسب مصادر أمنية مسؤولة، فإن الجماعة الإرهابية كانت لم تكن تحضر فقط لارتكاب عملية إرهابية بالأسلحة وعن طريق المتفجرات بعد العثور بحوزتها على قنبلتين يدويتين بل أيضا لابتزاز مواطنين وتجريدهم من أموالهم لتوفير الغذاء لأصحابهم الذين يتحصنون في الغابات الواقعة على الحدود المشتركة بين ولايتي الشلف وعين الدفلى. مصادرنا قالت إن عملية التعبئة ترمي إلى تجنيب المنطقة شرور العناصر الإرهابية التي عجزت عن اختراق المدينة لارتكاب عملية إرهابية بغرض تحقيق صدى إعلامي. وتوجت هذه اليقظة الأمنية بتوقيف إرهابي بعد التبليغ عنه في جبال وادي الفضة. وبصرف النظر عن هاتين العملتين، فإن الحالة الأمنية يسودها الهدوء وسط هذه التعزيزات الأمنية الشديدة، كما لم يؤكد مصدرنا الأمني أي توغل أو محاولة ابتزاز في المنطقة أو في المناطق النائية قام بها أتباع عبد المالك درودكال المكنى بأبي مصعب عبد الودود أمير ما بات يسمى ب''القاعدة في بلاد المغرب العربي''. وتفيد مصادر تشتغل على الملف الأمني أن ثمة تعبئة غير معهودة لدى مختلف القوات الأمنية على طول الحدود المشتركة مع ولايات تيبازة، عين الدفلى، تيسمسيلت وغليزان. في ظل التنسيق المحكم لذات القوات الأمنية التي تتحمل شدة الحرارة في أيام رمضان وصعوبة التضاريس الجغرافية، إذ ظلت مرابضة هذا المحور الذي تسعى الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى البحث عن موضع قدم على مستواه لإعادة التحصن بعد فراغها من ارتكاب مجازر في المناطق المجاورة. وعلم أن الانتشار الأمني بهذه الجهة استعدادا لأية مواجهة محتملة، أرغم القوات الأمنية المشتركة على إخضاع المارة إلى تفتيش بشكل صارم لتضييق الخناق على أتباع درودكال وتفويت الفرصة عليهم في اختراق المدن والمناطق المجاورة.