مع التغييرات المناخية الحاصلة في السنوات الأخيرة التي ذهبت من النقيض إلى النقيض، ظهرت مايشبه النظرية المناخية في السياسة! الجزائريون مدعوون للذهاب اليوم إلى صندوق التقتراع لانتخاب رؤساء المجالس البلدية والولائية! وليس إلى صندوق الانتخاب! والفرق بينهما واضح، وهو أن الانتخاب يتم بين عدد من الوجوه في نفس القائمة دون ترتيب، والاقتراع يتم بقرع رأس القائمة الذي هو رأس المحنة والرأس الفائز على الأرجح بالنسبة للأحزاب التي توصف بالكبيرة! وعندما يجعل النظام مسلسل الاختيار سلسا وسهلا ومختصرا بتحديد البقرة الأكثر احتمالا للفوز، ويلقى هذا صدى في صفوف القطعان. ورغم الطابع الجهوي والعشائري لهذه الانتخابات، فإن العوامل المناخية قد تسهم في تلطيف الجو! الرئيس الأمريكي أوباما يشاع أن إعصار “صاندي” القاتل، ساعده في الفوز بعد أن استثمره لصالحه وسارع كرجل إطفاء وإنقاذ لمساعدة عموم المتضررين، والانتخابات المحلية التي تجري اليوم في الجزائر قد تساعد على تبرير نسبة الإقبال الضعيفة عليها، خاصة إن تزامنت مع سوء الأحوال الجوية، وهو الأكثر احتمالا! فالناخبون الذين عكرت صفوهم الأمطار والرياح، يمكن أن تكون سببا في عدم خروجهم للتوجه نحو الصندوق الانتخابي، مع أن تلك الأحوال الجوية حركت في نفوس الكثيرين من السكان نقمتهم على السلطات المحلية وهم يعيشون في الأوحال أو دون ماء وكهرباء أو مساكن، وهي أمور حياتية تصب كلها في خانة مهمات رأس “المير”، حتى وإن كانت بعضها لم تعد من اختصاصه أو تصنع قدره بين الناس! لذلك بات من الضروري استحداث نظرية جديدة قوامها الربط بين المناخ الطبيعي والمزاج البشري وصندوق الانتخاب، تماما كالربط بين اليوم الأسود واليوم الأبيض الذي كان الواحد يلتقي فيه بالسلطان، أي الحاكم وليس سلطان الطقس!