تم تكريم المؤرخ والكاتب الدكتور أبو القاسم سعد الله بعنابة خلال افتتاح أشغال ملتقى وطني حول “ثورة التحرير الوطنية في الإعلام 19541962″. ويعد صاحب كتاب “التاريخ الثقافي للجزائر” الذي تعذر عليه التنقل إلى عنابة بسبب ظروفه الصحية؛ من بين المؤلفين والمفكرين الذين ساهموا ببصمات خاصة في إثراء الساحة الثقافية في الجزائر. ووصف الدكتور عمار بوسعادة من جامعة الجزائر الذي مثل الدكتور سعد الله في هذه الالتفاتة التكريمية، مسيرة سعد الله ب”المتميزة والثرية بالكتابات التاريخية” من بينها “الوطنية في الجزائر من 1900 إلى 1930″. وتميزت أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى بعرض ومناقشة ما لا يقل عن 11 مداخلة أجمع من خلالها المتدخلون على تثمين الدور الذي لعبه الإعلام العربي في دعم القضية الوطنية وكفاح الشعب الجزائري من أجل التحرر من قيود الاستعمار. وقال الباحث عمار بوسعادة إن الصحافة المصرية والتونسية كانتا تدعمان بشكل قوى الشعب الجزائري في كفاحه المسلح الذي أعلن في الفاتح نوفمبر 1954 ليدوم إلى غاية الخامس جويلية 1962، مضيفا أن هذه المساندة كانت تبرز بشكل خاص في صحافة الرأي المكتوبة. ومن جهتها، كانت وسائل الإعلام المسموعة بعدة دول عربية وفي مقدمتها إذاعات بمصر وسوريا ولبنان والكويت وتونس وغيرها، حسب المتدخل، منابر حقيقية للتعريف بالقضية الوطنية ومواجهة الحملات الدعائية الزائفة التي كانت تنشطها قوى المستعمر، مذكرا بالدعم الذي قدمته هذه الإذاعات لنضال الشعب الجزائري وصموده في وجه المستعمر. من ناحية أخرى، ركز المشاركون خلال المناقشة على البعد المتميز لكفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية والاستقلال وآثاره الإيجابية على تفعيل حركات التحرر في البلدان المستعمرة آنذاك. وستتواصل أشغال هذا الملتقى الذي تنظمه مديرية الثقافة بعنابة بمناسبة “خمسينية” استرجاع الاستقلال وبمشاركة مؤرخين وباحثين جامعيين، بعرض ومناقشة ما لا يقل عن ست مداخلات تتناول الدور الذي لعبته وسائل الإعلام السمعي والبصري والأفلام الوثائقية إبان الثورة التحريرية.