قالت وكالة "قدس برس"، نقلا عن مصدر سياسي جزائري، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيقوم بزيارة الجزائر منتصف العام القادم رفقة وفد سياسي واقتصادي هام، على رأسه كاتب الدولة للخارجية الجديد جون كيري وكاتب الدولة للدفاع ليون بانيتا. وحسب المصدر نفسه، فإن أوباما سيبحث مع الرئيس بوتفليقة، تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية. وإذا صحت هذه الأنباء فستعتبر زيارة أوباما للجزائر تاريخية بامتياز، حيث لم يسبق لرئيس أمريكي أن قام بزيارة الجزائر رغم العلاقات القديمة بين البلدين، ورغم المصالح الإستراتيجية التي تجمعهما خاصة في المجال الأمني حيث يعتبر التعاون بين الجزائر وواشنطن مثاليا حسب عدة مصادر، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر وظهور القاعدة، فمنذ ذلك التاريخ تجذر التنسيق الأمني على عدة مستويات، لسبق الجزائر في محاربة الجماعات الإرهابية وللخبرة التي اكتسبتها الأجهزة الأمنية في هذا المجال. كما تعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية الزبون الأول للجزائر، في استيراد النفط لقرب المسافة الجغرافية بين الجزائروالولاياتالمتحدة مقارنة بدول الخليج، ولاعتباره "مصدرا موثوقا" حيث رغم كل الاضطرابات التي عرفتها الجزائر في التسعينيات لم تتأثر الصناعة النفطية ولم يتوقف ولو ليوم واحد تصدير المحروقات إلى الخارج. يذكر أن الزيارات المتبادلة بين وزراء خارجية البلدين قد تكثفت في السنة الأخيرة، خصوصا بعد اندلاع الاضطرابات في شمال مالي، حيث أخذت الإدارة الأمريكية في الاعتبار مقاربة الجزائر للأزمة، بحكم أن سياسة أوباما الخارجية تعتمد على الحذر واستبعاد الخيار العسكري، وهو ما تميل إليه الدبلوماسية الجزائرية أيضا. كما تعول إدارة أوباما على الجزائر بشكل كبير للحفاظ على الاستقرار الأمني في منطقة المغرب العربي، خاصة بعد ظهور بؤر جديدة لتنظيم القاعدة في ليبيا وتونس، حيث لم تستقر بعد الأنظمة السياسية ولم تفعل الأجهزة الأمنية لمواجهة هذه التحديات، وهو ما ظهر في الاعتداء على البعثات الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي وتونس والتي أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا.