عاد محمود درويش من منفاه وقبره إلى الجزائر بعد رحلة طويلة قضاها بين الحل والترحال.. عاد حاملا معه ''سرير الريبة'' لينام في الجزائر نومته الأبدية في متحف الفنون المعاصرة بالعاصمة الجزائر. البعض يقول إن درويش كان غريبا في كل أشيائه الكبيرة والصغيرة.. كما كان غريبا في أرضه التي غنى لها كل حياته إلى أن أخذت منه تلك الحياة. في حين يقول البعض الآخر إن درويش كان شاعرا سابقا لزمانه حين كتب عن الأرض في صورة شعرية تلبس أثواب الرمزية البالغة ''حتى يفهم واقع الاحتلال أكثر فأكثر''.. في حين يقول آخرون إن درويش كان يغني وحيدا لعرب لا يجيدون غير صناعة قنابل الشجب والتنديد وصواريخ الندب والوعيد كما قال كاتب إسرائيلي لا يحضر اسمه الآن. طبعا ليس درويش وحده من عاش غريبا في أرضه، كما أنه ليس الوحيد الذي عانى المنفى في أرض الشتات.. هناك كثيرون إن اختلفوا في أسمائهم، إلا أنهم يقتسمون جميعا رغيف حزن على وطن ينقسم ويصغر يوما بعد يوم.. صحيح أن درويش كان منفيا كما يقول عن نفسه في جداريته الشهيرة، لكن قد يجد من يفهمه في الجزائر هذه الأيام من خلال اللوحات الشعرية والموسيقية التي تعرض بمتحف الفنون المعاصرة..والسلام عليكم والسلام لنا جميعا بإذن الله..