أثار التصريح الأخير لمحمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الكثير من السخط في الأوساط الرياضية الجزائرية، بعد أن اتهم الفنيين الجزائريين بمحدودية مستواهم الفني، مؤكدا أن الشيخ كرمالي الوحيد الذي جلب كأس إفريقيا للجزائر وفيما عدا الرجل فإن البقية لا محل لهم من الإعراب، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التساؤل حول هذه الخرجة التي أراد منها محمد روراوة أن ينقص من شأن الخبرات الوطنية والمحلية ويعزز رجاحة السياسة التي يقوم بها من خلال الاعتماد على المدربين الأجانب وذلك في ظل الصمت الرهيب الذي يميز محيط الكرة الجزائرية قاطبة، حيث بات المدربون يخافون من ردة فعل الاتحادية ما يجعلهم في وضع المتفرج أمام خرجات الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الذي بات يحكم بأحكامه بعيدا عن العقلانية والرجاحة التي تميز المسؤولين على الهيئات الرياضية في أغلب الأحيان. ويبدو أن روراوة أراد من خرجته توجيه رسائل مشفرة لكل من انتقد الرجل الأول على العارضة الفنية الحالية للخضر بعد إقصاء المنتخب من الدور الأول في كأس أمم افريقيا بجنوب إفريقيا. من ناحية ثانية، خرج العديد من الفنيين الجزائريين عن صمتهم حيث أشاروا إلى أن المشكل ليس في المدربين لا سميا أن أحسن إنجازات الخضر كانت من طرف مدربين محليين. “حتى وزارة الشبيبة والرياضة متخوفة من الدخول في صراع مع روراوة” من ناحية ثانية، يحضر الجميع تصريح وزير الشبيبة والرياضة محمد تهمي الذي أكد أن العقاب والحساب يبقى بيد الاتحادية بعد خروج الخضر من الدور الأول من الكان وهو التصريح الذي أثار العديد من التساؤلات لا سيما أن تهمي سبق له أن صرح أن الخروج من الدور الأول بكل الإمكانيات التي تتمتع بها الاتحادية عيب وعار قبل أن يراجع تهمي حساباته ويؤكد أن كرة القدم مشكل خاص وداخلي بالاتحادية وكأن الوصاية لا تملك أي وصاية على هذه اللعبة رغم أن وزارة الشبيبة والرياضة هي وزارة كل الرياضات. “تأهلنا إلى كأس العالم وانتصرنا على ألمانيا كان بمدرب محلي يا روراوة” وكان لسان حال كل الجزائريين يقول بعد خرجة محمد روراوة، إن ترشح الخضر إلى كأس العالم في الثلاث مناسبات وحتى الفوز التاريخي على حساب ألمانياالغربية سنة 1982 كان بمدرب محلي والجميع يعلم ذلك بيد أن روراوة من خلال تصريحه يريد تحطيم الأسماء التي صنعت تاريخا للكرة الجزائرية وكتبوه بحروف من ذهب على غرار سعدان وخالف محي الدين إلى جانب شيخ المدربين كرمالي. “مستقبل المدرب المحلي مع روراوة مآله الزوال” يبدو أن مستقبل المدرب المحلي الجزائري مع الرجل الأول للفاف يتجه إلى الزوال بدليل أن الاتحادية لا تثق في المدربين الجزائريين وهو ما أكده صراحة روراوة الذي يمنح الصلاحيات للمدرب الأجنبي على غرار حاليلوزيتش في الأكابر وحتى نوبيلو عند الشباب في الوقت الذي يعاني فيه المدرب المحلي الأمرين. بلومي “لدينا مدربين أكفاء ومشكلتنا في الكان كانت اللاعبين” قال لخضر بلومي وعكس ما صرح به محمد روراوة، إن الجزائر تملك العديد من الفنيين الأكفاء بدليل الإنجازات التي حققتها الكرة الجزائرية والتي كانت بكفاءات محلية وأشار بلومي إلى أن خرجة روراوة الإعلامية لم تكن موفقة وكانت في لحظة غضب لا غير، مؤكدا أن مشكل الخضر في كأس إفريقيا للأمم كان اللاعبين الذين تنقصهم الخبرة في مثل هذه المناسبات القارية لا أكثر ولا أقل “بالنسبة لي لا أشاطر روراوة في خرجته خاصة أن الجزائر لها خزان من الطاقات المحلية بدليل ما صنعته الكرة مع المدربين المحليين وأقول إن مشكل المنتخب في كان 2013 كان اللاعبون الذين تنقصهم الخبرة” يقول المعني. “مع احتراماتي لكرمالي لكنه لم يقدم شيئا للكرة لأنه أقصي بعد التتويج بالكان في الدور الأول” وفي حديثه عن خرجة روراوة قال بلومي إنه ومع كل احتراماته لشيخ المدربين الجزائريين كرمالي لكن الأخير أقصي بعد سنتين من تتويجه بأمم إفريقيا 1990 وذلك في السنغال ومن الدور الأول رغم أن المنتخب لعب بنفس التشكيل الذي حاز على النجمة الوحيدة للمنتخب الوطني. لطفي ص لامين بوغرارة “الجميع يعرف أن الجزائر لديها مدربون كبار وكفانا من لغة الخشب” من جانبه قال لامين بوغرارة حارس مرمى المنتخب الجزائري سابقا إنه يجب على الجميع أن يقف وقفة واحدة ضد التصريحات التي تدنس مستويات الفني المحلي لأن الجزائر لديها الكثير من الطاقات والجميع يعلم ذلك خاصة أن جل الفنيين الجزائريين مطلوبون في مختلف الأندية العربية. محي الدين خالف “عيب ما يقال عن المدرب الجزائري ومن لا يحب الانتقاد عليه المغادرة” من جانبه أشار مدرب الخضر في سنوات الثمانينات إلى أن ما قيل لو تأكد عيب وعار ويعتبر رسالة ضمنية بأن الاتحادية لا تهتم بالمدرب المحلي ومستقبل المدرب الجزائري مع الفاف سيكون غامضا ولم يخف محي الدين خالف أن الاتحادية باتت لا تحب الانتقادات التي توجه لها ومن لا يحب الانتقاد ما عليه إلا المغادرة وترك المجال أمام أصحاب النظرة الواقعية. رفيق صايفي: “حاليلوزيتش عليه أن يبقى ولا يجب مراجعة كل شيء” أكد الدولي الجزائري السابق رفيق صايفي أن النقطة السلبية التي ميزتها مرتبطة بغياب النتائج والإقصاء المبكر من المنافسة، لكنه قال في المقابل إن المنتخب الوطني كسب مجموعة المستقبل أمامه ويملكون الجاهزية للتحسن وتقديم الأفضل خلال المواعيد التي تنتظرهم. وأشار مهاجم الخضر السابق في تصريح أمس للإذاعة الدولية الجزائرية، أنه لمس تحسنا في طريقة اللعب التي أضحى ينتهجها الخضر تحت إشراف المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، لكنه أعاب نقص الفعالية أمام المرمى بغياب صاحب اللمسة الأخيرة رغم أنه رفض تحميل الثنائي سليماني وسوداني المسؤولية، مرجعا الأمر إلى أنهما كانا هدافا المنتخب خلال التصفيات. وبرر مدلل مولودية الجزائر السابق غياب الفعالية الهجومية للعناصر الوطنية إلى افتقارها للتجربة في مثل هذه المواعيد القارية. وحول رأيه في مواصلة البوسني وحيد حاليلوزيتش لمهامه على رأس العارضة الفنية الوطنية، أوضح صايفي أنه مع استمراره رفقة الخضر، وفضّل الاستقرار على العارضة الفنية الوطنية في ظل اقتراب موعد استئناف تصفيات كأس العالم 2014 من أجل العمل معه على تحقيق الهدف الثاني ببلوغ مونديال البرازيل.