كشف وزير الداخلية التونسي علي لعريض، إن “شخصين نفّذا عملية اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد”. وفي هذا السياق، ألغى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مشاركته في قمة منظمة التعاون الاسلامي في القاهرة، مقرراً العودة بشكل عاجل الى تونس بعد مقتل بلعيد، كما افاد مسؤول في الرئاسة لوكالة “فرانس برس”. واعتبر رئيس الحكومة التونسية الامين العام لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة حمادي الجبالي، ان اغتيال بلعيد يعد “عملاً ارهابياً واجرامياً يستهدف تونس كلها”. وعلى اثر الاغتيال، هاجم مؤيدون للمعارضة التونسية مقرات لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة وتظاهر المئات امام مقر وزارة الداخلية التونسية مطالبين ب”اسقاط الحكومة” التي تقودها حركة النهضة الاسلامية، كما تظاهر آلاف في سيدي بوزيدبتونس للتنديد بعملية الاغتيال. واطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين هاجموا مقر مديرية الامن في مدينة سيدي بوزيد. واقتحم متظاهرون غاضبون مقر حركة النهضة في مزونة من ولاية سيدي بوزيد، بينما احرق آخرون مقري الحركة في قفصة والكاف. وتظاهر نحو 300 شخص امام مقر وزارة الداخلية التونسية مطالبين ب”اسقاط الحكومة” التي تقودها “النهضة”. وذكرت إحدى الإذاعات المحلية أن عملية الإغتيال تمّت صباح اليوم الاربعاء وسط تونس العاصمة، بالقرب من منزل بلعيد الذي أصيب برصاصتين في الرأس والرقبة. وعبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قلقه من تنامي العنف في تونس، بعد مقتل بلعيد وقال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان، ان “هذه الجريمة تحرم تونس من واحد من أكثر الاصوات الشجاعة والحرة.” واتهم بلعيد في آخر مداخلة تلفزيونية له مساء أمس حزب النهضة بالتشريع للاغتيال السياسي بعد ارتفاع اعتداءات رابطات حماية الثورة التي تتهم بكونها الذراع العسكري للنهضة. وتُعتبر هذه أول عملية اغتيال تشهدها تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير العام 2011. يشار إلى أن بلعيد، هو محام وحقوقي تونسي ولد في 26 سبتمبر 1964 وعرف بنضاله السياسي خلال حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وانضم بعد قيام الثورة إلى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ويشغل أيضاً منصب الأمين العام للتيار الوطني الديمقراطي المعارض الذي أنشئ بعد الثورة.