^ الوزير الأول من تيڤنتورين: الاقتصاد الجزائري لايزال واقفا يقترب الوزير الأول عبد المالك سلال من إتمام نصف عام على رأس الحكومة، وقد تميزت هذه الفترة، رغم قصرها من الناحية الزمنية، بكثرة زيارات العمل إلى عدد من الولايات في الجهات الأربع للوطن، وهو تقليد جديد أرساه سلال في عمل الحكومة، حيث لم يكن مألوفا من قبل في أجندة رؤساء الحكومات السابقة. يرتقب أن يزور عبد المالك سلال ولاية وهران غدا، من أجل الوقوف على مدى تطور المشاريع الحكومية المقامة بهذه الولاية، وتعتبر هذه الزيارة الخامسة من نوعها في إطار سلسلة الزيارات التي يقوم بها سلال إلى الولايات، حيث سبق له زيارة ولايات ورڤلة، سعيدة، قسنطينة وعنابة. كما أن زيارة الوفد الوزاري الهام إلى ولاية إليزي بعد اعتداء تيغنتورين جاء بأمر منه شخصيا. واللافت أن الوزير الأول سلال منذ تقلده المنصب في 05 سبتمبر من العام الماضي، يحاول إعطاء ديناميكية جديدة في عمل الحكومة، من حيث السهر على إتمام المشاريع الجاري تنفيذها في إطار المخطط الخماسي الحالي، خاصة في قطاعات حساسة، كالسكن والتوظيف، منحتها الحكومة الجديدة الأولوية. وعكس سابقيه على رأس الوزارة الأولى على غرار أحمد أويحيى، أو عبد العزيز بلخادم اللذين كانا يفضلان العمل من مكتبهما بقصر الدكتور سعدان، أرسى سلال تقليدا جديدا في نشاطات هذا المنصب، حيث أصبح يقوم بنفسه بزيارة الولايات والوقوف على نسبة تقدم المشاريع بها، وهو إجراء كان يدخل في العادة ضمن نشاطات الوزراء. ورغم أن أداء سلال يتميز بنوع من الضعف فيما يتعلق تحديدا بمهارات التواصل مع الإعلام، التي ليس بارعا فيها مثل سلفه أحمد أويحيى، إلا أنه استطاع تعويض هذا التأخر، من خلال إستراتيجيته الجديدة القائمة على تكثيف العمل الميداني، ويشبه أداء الوزير الأول بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على تنصيبه، حسب مراقبين، نشاط الرئيس بوتفليقة أثناء عهدتيه الأولى والثانية، حيث كان يقوم بزيارات مكثفة إلى الولايات. وينتظر سلال في زيارته لولاية وهران أجندة عمل مكثفة، حيث سيقوم بتفقد أشغال ورشات الترامواي التي تعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز، كما سيعاين إنجاز الملعب الأولمبي في المدينة. وسيتوقف سلال عند البرنامج الخاص الذي سطرته الدولة لإحياء المدينة القديمة بسيدي الهواري الذي سيشهد إنجاز ميناء صغير للترفيه والنزهة، ومطاعم ومحلات تجارية وحدائق، بالإضافة إلى محولات وجسور قيد الإنجاز ستمكن من ربط الميناء بالمحور الرئيسي رقم 5، كما تجري التهيئة لإنجاز مركز ثقافي وترفيهي بحي الصباح الذي ستنطلق به الأشغال من جديد الشهر القادم، بعد توقف دام سبع سنوات. إلى جانب الاطلاع على وتيرة الأشغال بمختلف المشاريع، سيقوم سلال بزيارة إلى المستشفى الجامعي. وقبل شروعه في زيارة ولاية وهران، توقف الوزير الأول بالموقع الغازي لتيڤنتورين بعين أمناس للاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بأمر من الرئيس بوتفليقة الذي اختار هذا المكان الذي تعرض لاعتداء إرهابي في منتصف جانفي الماضي، كدلالة على إصرار الجزائر على "التصدي للإرهاب الدولي". وأفاد سلال في كلمة مقتضبة خلال إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة بأن تواجده في تيڤنتورين هو بمثابة تحية تقدير لكل الجزائريين في "تصديهم للإرهاب الدولي الذي أراد المساس بالاقتصاد الوطني". وأشاد الوزير الأول في هذا الإطار بدور الجيش الوطني الشعبي خلال الاعتداء الإرهابي على منشأة تيڤنتورين قائلا: "الحمد لله أن شعبنا موحد بفضل جيشه وحكومته ودولته القوية التي لا تتهاون ولا تتخذ أي قرار ضد شعبها"، مؤكدا أن إحياء هذه الذكرى بتيڤنتورين يعد "ردا على أعداء الجزائر وعلى الإرهاب الهمجي والمرتزقة الذين أرادوا أن يورطوا الجزائر في قضايا أخرى". واستغل سلال المناسبة لتحية عمال تيڤنتورين من جزائريين وأجانب، مشيرا إلى أن الموقع الغازي الذي عاد للخدمة مجددا يعد دليلا على أن "الاقتصاد الجزائري مازال واقفا"، مضيفا أن ذلك هو "أحسن رد" على الإرهابي الهمجي وعلى أعداء الجزائر.