حسناء شعير قال المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، إن استثمار ومساهمة القطاع الخاص في قطاع الثقافة والمهرجانات والتظاهرات الثقافية من شأنه أن يساهم في تحقيق نهضة حقيقية وإيجاد حركية دائمة على طول السنة، موضحا أن الحقل الثقافي أصبح اليوم يتطلب الكثير من الإمكانيات والأموال من أجل الاستمرار في العطاء والإنتاج الفني الذي يعبر عن الهوية الوطنية والتاريخية للجزائريين، مستغربا كيف يتم تجاهل الثقافة والفنون وعدم الاستثمار فيهما من طرف شركات كبرى تفضل دعم الرياضة مثلا، بالملايير وتتحجج بضعف الميزانية إن تعلق الأمر بالثقافة. وقال بن تركي خلال نزوله ضيفا على أول منتدى لصحفيي ولاية تيبازة الذي عقد بالنادي الإعلامي للمركب الثقافي “عبد الوهاب سليم” بمنطقة “شنوة” نهاية الأسبوع، إن العديد من الأطراف تريد أن تشوه صورة الديوان لدى الرأي العام عن طريق إثارة البلبلة وإطلاق إشاعات إهدار المال العام في المهرجانات الوطنية والدولية التي تقيمها وزارة الثقافة. وأكد هنا أن ميزانية الديوان التي لا تتعدى 600 مليون دينار سنويا ولا تكفي حاليا لتغطية المصاريف والتكاليف الباهضة لجلب الفنانين الكبار والفرق المسرحية العالمية، موضحا أن الفنانين الغربيين والمشارقة الذين حلوا بالجزائر على غرار إليسا وكاظم الساهر وماجدة الرومي وتامر حسني؛ لم يأخذوا إلا حقهم من الأموال لأن هؤلاء ليسوا بحاجة إلى أموال الجزائر، بل بالعكس؛ فهم يطلبون سعرا أقل بكثير من الذي يطلبونه في دول أخرى نظرا لحبهم الكبير للجزائر واحترامهم لها. كما أن ضبط موعد مع فنان منهم يتطلب أكثر من 4 أشهر. كما ألقى لخضر بن تركي المسؤولية على وسائل الإعلام التي لا تبرز الحقائق للرأي العام وتساعد الديوان على تحقيق الأهداف المسطرة، موضحا أن هناك أطرافا تستغل الإعلام من أجل التشويه والعرقلة وإثارة الرأي العام . من ناحية أخرى، أكد بن تركي استعداد مؤسسته لتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015″، موضحا أنه سيشرع في ضبط برنامج خاص بالتظاهرة من أجل إبراز مدى التنوع الثقافي، متمنيا أن تكون السلطات المحلية والولائية بقسنطينة في الموعد وتتمكن من تهيئة كل المرافق، مشيرا إلى أن تظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” مكسب للمدينة بالنظر إلى تاريخها المتجذر وحضارتها العريقة. وكشف المتحدث عن انتقال وفد من وزارة الثقافة إلى قسنطينة مؤخرا للنظر في المعطيات المتوفرة هناك، والتي سيتم، على ضوئها، تحديد التصوّر العام لبرنامج التظاهرة وبما أن الديوان الوطني للثقافة والإعلام مؤسسة تابعة للوصاية، فأكيد أنها ستكلف بعدّة مشاريع مستقبلا، على حد تعبيره.