تشهد المهرجانات الثقافية المنظمة في الجزائر حملات غير مسبوقة على الموقع الإجتماعي الفيسبوك، لمقاطعة التظاهرات وضيوفها الأجانب، الذين ينظرون إلى الجزائر على أنها البقرة الحلوب التي تذر عليهم أموالا طائلة.. بالرغم من الجهوذ المبذولة من طرف القائمين على رأس الثقافة الجزائرية لتنشيط المشهد الثقافي بتنظيم مهرجانات وسهرات تحيي ليالي العاصمة ومدنها، حيث تنوعت التظاهرات من ولاية إلى أخرى، وشهدت حضور أسماء لامعة، إلا أن ذلك لم يرق اهتمام أغلب الشباب الجزائري الذين طالبوا بشدة عبر الموقع الاجتماعي الفيسبوك مقاطعة التظاهرات وعدم تنظيم مهرجاني “جميلة” و”تيمقاد” الدوليين، واستضافة فنانين من مختلف أقطار العالم بأموال باهظة، كان الأجدر بها حسب شباب الفيسبوك استغلالها في أمور تعود بالمنفعة العامة على الجزائر، مشيرين إلى أن إقامة المهرجانات تأتي في وقت تعيش فيه المنطقة العربية على وقع تغييرات جذرية أدت إلى سقوط الآلاف من ضحايا الحرية، وفي وقت تعيش فيه فلسطين معركة من أجل إثبات وجودها... وقال هؤلاء الشباب “إن تحركنا نابع من غيرتنا على مقومات شعبنا الجزائري وإرادتنا الشديدة للحفاظ على خصوصيات الشعب الجزائري المحافظ، وتفعيل دور الشباب في بناء غد أفضل للجزائر ونشر التوعية، وليست لدينا أي خلفية أو أيّ توجه”. كما حمل “الفيسبوك” تنديدا بزيارة بعض الفنانات العربيات للجزائر واصفين إياهن ب”فنانات الفسق” من بينهم الفنانة اللبنانية إليسا، والمصرية شيرين عبد الوهاب التي رفضت الغناء في الجزائر بسبب أحداث مصر والجزائر التي شهدها البلدين خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، لتعود وتعلن عن رغبتها في زيارة هذا البلد، إلا أنها وجدت من يقف لها بالمرصاد، حيث تعالت الأصوات من مختلف الجهات مطالبين المسؤولين بعدم استضافتهن، إلى جانب فنانين آخرين حتى لا تتصاعد الاحتجاجات ويحدث ما لا يحمد عقباه، محملين المسؤولين ما قد ينجم عن ذلك من مخاطر، مشيرين أنه إن تطلب الأمر ينظمون حركات احتجاجية حضارية، مثل الدعوة إلى مظاهرة أو اعتصام أمام وزارة الثقافة، وتوقيع عرائض ترفع إلى السلطات. ويرى شباب الفيسبوك أنهم لا يرغبون من وراء ذلك إثارة الفوضى والبلبلة أو أنهم ضد المهرجانات الثقافية، بل ضد تبذير الأموال العامة في أمور تافهة، وعلى أسماء لا تهمها لا الجزائر ولا غيرها، وبأنهم مع إقامة مهرجانات بديلة تظهر حقيقة الثقافة الجزائرية، وتؤكد على أصالة هويتها وليس مهرجانات هابطة تتنافى مع خصوصية وعادات الأسرة والمجتمع الجزائري الأبي عامة، إذ أنّ الأسرة الجزائرية والمجتمع الجزائري المحافظ يرفضان أن تعلو أصوات الأغاني الهابطة في سماء الجزائر. وردا على حملات الفيسبوك قال سمير مفتاح المكلف بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للثقافة والإعلام إن الديوان لم يقدم أي دعوة للفنانة إليسا من أجل تنشيط حفل فني بالجزائر، لا في ليالي الكازيف ولا في مهرجان جميلة أو تيمقاد، ووصف محافظ مهرجان تيمقاد لخضر بن تركي الذين يقفون وراء الحملة بأنهم “لا يجدون شيئا يفعلونه”، مشيرا إلى أن تلبية رغبة هؤلاء يتطلب إغلاق التلفزيون والإذاعة والجرائد. وقال بن تركي خلال ندوة صحفية حول مهرجان تيمقاد إن كل الفنانين الذين تمت دعوتهم من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام يعتبرون الجزائر بلدهم الثاني ويعاملون شعبها معاملة مميزة. وعبر بن تركي عن امتعاضه من التهم الموجهة للقائمين على الشأن الثقافي والمؤسسات التي تتولى تنظيم الحفلات والمهرجانات، مشيرا إلى أنه يشعر بالإهانة والإحباط كلما اتهموا بتمويل حفلات من أموال الشعب، مؤكدا أن الفعل الثقافي واجهة الشعوب وبأن الجزائر بحاجة إلى حركة ثقافية عالية المستوى، خاصة في الظروف الراهنة”.