لقد قرأت عمودك بجريدة ''البلاد'' بعنوان ''بضاعة إسلامية بحتة''. وكم كنت محقا في ذلك، فأنت تعلم أنني تعرضت للاتهام بالعمالة لصالح النظام من طرف جاب الله وجماعته حينما كنّا تحت مظلة حركة الإصلاح الوطني وفصلت منها بسبب مقال كتبته بعنوان ''علل وأدوية''، حذّرت من خلاله من الانفجار القادم الذي سيحل بالحركة ما لم تتدارك الأمر قبل فوات الأوان، وهذا ما وقع فعلا ولم تكن شطحات سياسية كما يصفها بعض المغفلين. واليوم، وكما تتابع أخي وحيد، تتحدث قيادة حركة النهضة بلسان جاب الله مستخدمة الخطاب التخويني نفسه والعمالة لفصيل في التحالف الرئاسي وهو حزب الأرندي، وبأنني أتحرك بإيعاز منه حينما دعوت لحل حركة النهضة بعدما فقدت مبرر وجودها. فهل تقابل هذه الدعوة، مهما كانت مزلزلة وغريبة في نظر الإخوة بحركة النهضة، بكيل التهم التي لا علاقة لها بالاشتباك السياسي الدائر بيننا؟ وما علاقة ذلك باتهامي بأنني أروّج لاعتماد جمعيات دينية يهودية بالجزائر؟ ألا يدل ذلك على ما قلته على أن قيادات حركة النهضة قد أوصلت الحركة إلى الإفلاس السياسي إلى درجة الاستنجاد بجاب الله على أنه المنقذ الوحيد لها من الضلال والضامن الوحيد لها للفوز بمقاعد محترمة بالبرلمان؟ وكيف يتحول بقدرة قادر من كان بالأمس بالنسبة إليهم شيطانا رجيما إلى ملاك رحيم؟ هذا هو السؤال الصعب الذي لا تتسع له غرفة مجلس الشورى الوطني. وفي الأخير يعلم الأخ وحيد أنني خضت معارك سياسية وثقافية شرسة أثبتت التجارب أنني كنت على حق ولم أحتم بأحد سوى بقانعتي وقلمي وصراحتي المعهودة، وهكذا كنت حتى بعد خروجي من البرلمان وقبل التحاقي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف كمستشار إعلامي للوزير أبوعبد الله غلام الله. وإن غدا لناظره قريب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..