في حين تحتدم المعارك في اطراف دمشق ومحيطها، هدد مصدر عسكري سوري رسمي “المجموعات الارهابية" من الاقتراب من العاصمة، مؤكدا أن مصير أفرادها سيكون “الموت المحتم". ونقلت صحيفة “الوطن" السورية القريبة من السلطات عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن الجيش “لن يسمح لأي من الارهابيين بتدنيس أرض دمشق التي ستبقى آمنة". من جهته كشف القيادي في الجيش السوري الحر العميد المنشق إبراهيم الجباوي في تصريح لصحيغة “عكاظ" السعودية أن “الخوف الذي ينتاب النظام في دمشق طبيعي لأنهم يدركون تماما أن معركة دمشق اقتربت وهي ستكون نهايتهم المحتومة"، مؤكدا ان “هذه المعركة باتت قريبة جدا وهي خلال أيام والجيش الحر سيقتحم أوكارهم داخل العاصمة وحولها ليحرر دمشق من فلولهم". وأكد أن “هناك ما لا يقل عن 30 ألف مقاتل مع النظام داخل دمشق تقريبا عشرة آلاف من الحرس الجمهوري وقوات النخبة وما يقارب العشرة آلاف مقاتل أجنبي من حزب الله اللبناني وأتباع مقتدى الصدر وأيضا عشرة آلاف من الشبيحة، إلا أن ما يجب أن نلفت النظر إليه هو أن معنويات الفرق العسكرية التابعة للنظام منهارة وقد لاحظنا ذلك خلال محاصرتنا للفرق العسكرية في درعا حيث كان جنود النظام يستسلمون فور محاصرتهم". وأوضح الجباوي أنه “للجيش الحر خطة لتأمين حماية المدنيين في دمشق منعا لحدوث مجازر"، نافيا وجود مناطق علوية في دمشق وكان لإعلان الأمريكيين والأردنيين عن تسريع التدريبات والاستعدادات الميدانية الجارية في أحد المعسكرات الأردنية لتخريج 3000 مقاتل من “الجيش السوري الحر"، وقع خاص، لأنه تزامن مع كشف تركيبة أجزاء مهمة من المجموعات المقاتلة تحت مظلته. وكشفت صحيفة “واشنطن بوست" الأمريكية أن كلاً من الولاياتالمتحدة والأردن كثفا من تدريب المعارضة المسلحة السورية، بهدف إقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية مع الأردن، على أن يكون المدربون هم الذين سيديرون هذه المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأردنيين أنّ الهدف من إنشاء المنطقة العازلة سيكون استقبال آلاف العسكريين المنشقين عن النظام، وكذلك إيواء المدنيين المشردين الذين فقدوا منازلهم في مناطق القتال. وأكدت أوساط في وزارة الدفاع الأمريكية أن الاستشعار بخطورة الأوضاع في سوريا خلال الأيام المقبلة، فرض على الأمريكيين والأردنيين تسريع تلك الخطوات، في اعتبار أن الانهيار المحتمل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وإغراق البلاد في الفوضى، قد لا يتيح للأطراف الوقت الكافي للاستعداد لتلك المرحلة. لكن “واشنطن بوست" تقول إن المسؤولين في واشنطن وعمّان يحذرون من فشل تطبيق فكرة المنطقة العازلة، وذلك بسبب استمرار رفض القوى الدولية لفكرة توفير غطاء جوي، أو فرض حظر طيران على سوريا. في موازاة ذلك، نقلت الصحيفة، أيضاً، عن مصادر في المعارضة السورية أن المعركة الحاسمة من أجل دمشق قريبة جداً. وجاء ذلك في مقال كتبه دافيد أغناسيوس بعد زيارته لتركيا، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع قياديين في المعارضة.. وذكر الكاتب أن “الجيش الحر" وضع “نظام المعركة"، وصف فيها جماعات المعارضة المسلحة الرئيسية والأيديولوجية التي تتبعها ومصادر تمويلها. وأفاد أن قوى المعارضة السورية التي يواجهها الأسد تتقاسم سمة مشتركة واحدة: معظم مجموعات الثوار الرئيسة لها جذور إسلامية قوية وتتلقى الدعم من دول الجوار. وتابع أنّ المعارضة سلمت هذه الوثيقة الأسبوع الماضي لوزارة الخارجية الأمريكية. وتشير إلى أنّ أكبر جماعة معارضة في سوريا هي “جبهة تحرير سوريا الإسلامية" التي يبلغ عدد أفرادها نحو 37 ألف شخص وتتكون من أربع تشكيلات تنشط في مختلف أجزاء البلاد. وأشار إلى أن هذه الجماعة تعتمد على الدعم السعودي. وأضاف أنّ ثاني أكبر جماعة، وهي “الجبهة الإسلامية لتحرير سوريا"، تُعَدّ أكثر تشدداً من الجماعة الأولى ويقودها سلفيون. وتقول مصادر معارضة إن الجماعة تتألف من 11 كتيبة تنشط في أنحاء البلاد بتمويل من أغنياء في السعودية والكويت ودول الخليج. ووفق تقديرات هذه المصادر، يبلغ عدد أفراد هذه الجماعة نحو 13 ألف مقاتل سلفي. الجماعة الثالثة تطلق على نفسها تسمية “أنصار الإسلام"، وهي مموّلة من قطر وتضم نحو 15 ألف مقاتل. أما الجماعة الأكثر خطورة، فهي “جبهة النصرة"، وهي تضم نحو 6 آلاف مقاتل. وأشارت المصادر المعارضة إلى أنّ “الجيش الحر" بقيادة سليم إدريس، يضمّ أيضاً نحو 50 ألف شخص آخر يقاتلون خارج الجماعات المذكورة. من جهة أخرى تقول صحيفة “ذي تايمز" البريطانية في تقرير نشرته اليوم الجمعة ان الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذي كان حليفا للرئيس السوري بشار الاسد غير اتجاهه وبدأ تدريب ثوار الجيش السوري الحر في شرق دمشق، وان مصادر دبلوماسية ذكرت أن افرادا من كتائب عز الدين القسام يقومون بتدريب وحدات من الجيش الحر داخل المناطق التي يسيطر عليها الثوار في يلدا وجرمانا وبابيلا. وهذا نص تقرير مراسلها نيكولاس بلانفورد من بيروت: «يبدو أن هذا التطور يؤكد أن “حماس" التي تدير قطاع غزة، قررت الانفصال نهائيا عن مضيفها السوري السابق، وأن تدخل في إطار رعاية قطر، الدولة الخليجية الصغيرة وإن كانت ذات نفوذ والتي تعتبر سندا ماليا ولوجستيا قويا لبعض فصائل الثورة السورية. وقال دبلوماسي غربي يتمتع بعلاقات على مستوى عال داخل نظام الأسد والمعارضة السورية ويقوم بزيارات منتظمة الى دمشق، إن “كتائب القسام قامت بتدريب وحدات على مسافة قريبة جداً من دمشق. إنهم أخصائيون ويمارسون العمل بمهارة". وقالت مصادر أخرى إن المدربين من “حماس" يقدمون العون إلى الجيش السوري الحر لحفر خنادق تحت إحدى المناطق الدمشقية المتنازع عليها استعدادا لهجوم متوقع واسع على وسط المدينة. وقد حصلت “حماس" على خبرة كبيرة في حفر الخنادق في غزة، لتهريب السلع إليها من غزة وللتسلل الى اسرائيل أو القيام بهجمات ضد اهداف اسرائيلية. وقال مصدر فلسطيني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، إنه لم يعد سرا أن بضع مئات من ميلشيات “حماس" كانوا يقاتلون الى جانب الجيش الحر في مخيمي اليرموك والنيرب في دمشق وحلب العاصمة التجارية السورية. غير أن “حماس" نفت بشدة أي علاقة لها بذلك. وقال ممثل الحركة الناطق بلسانها في لبنان أسامة حمدان إن “الأمر لا يعدو كونه تزويرا. إذ ليس هناك افراد من كتائب عز الدين القسام أو أي من أفراد ميلشيات “حماس" داخل سوريا".