كشفت صحيفة ”ذي ديلي تلغراف” البريطانية، أمس، في تقرير ميداني من محافظة إدلب السورية، عن قيام المملكة العربية السعودية وقطر بإنشاء معسكرات تقوم بتدريب مقاتلي ”الجيش السوري الحر” الذي يخوض حربا منذ حوالي عامين ضد النظام السوري. وأوضح التقرير أن الجماعات الإسلامية، مثل أحرار الشام و”جبهة النصرة” المتطرفة، هي الأكثر استفادة من الدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه قطر والسعودية إلى المعارضة السورية من أجل إسقاط النظام السوري. ونقل التقرير المطول الذي أعده مراسل الصحيفة من قلب مدينة أدلب والمدن الحدودية لها، عن لؤي المقداد، وهو منسق في الجيش الحر مسؤول عن تسهيل وصول الكثير من التمويل الخارجي إلى سوريا، أن ”الجيش السوري الحر” موضحا كيفية نشأة ”الجيش الحر ” قائلا إنه ”لم يكن له وجود في بداية الأمر، وإنما كان مجرد فكرة، أما الآن فإننا نحاول أن نحوله إلى واقع ملموس”. وعلى خلاف معظم ”كتائب” الثوار السوريين، الذين لا يحملون أوجه شبه من حيث الانضباط الرسمي والأزياء غير المنسجمة بالنسبة إلى جيش نظامي، فإن الرجال الذين يعيشون في مراكز التدريب كانوا يرتدون أزياء متماثلة ويتصرفون بنظام عسكري. وحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية عن أحد قادة ”الجيش الحر” فإن هناك في إقليم إدلب 18 مركزا أخرى للتدريب، كما إن هناك بعضا منها في ضواحي دمشق حيث يعتبر انتشار منشآت التدريب على أنه جزء من جهود منظمة أوسع لتوحيد الجماعات المتفاوتة من الثوار المقاتلين التي تميل إلى العمل على انفراد.