وصف وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس في خضمّ محاكمة المتّهمين بسرقة منزل إطار بوزارة الصناعة وترقية الاستثمارات الكائن ببئر خادم، أول أمس، ب ''الخطيرة'' نظرا لما أحاط القضية من وقائع بفعل ثلاث مراهقين وقاصر من جيران الضحية. وأضاف وكيل الجمهورية أن المتّهمين اعترفوا منذ الوهلة الأولى بالأفعال المسندة إليهم دون إكراه أو ضغوطات، مؤكدا أن الظرف مشدد بالنسبة لهؤلاء المتهمين الذين ارتكبوا وقائع هذه السرقة فطالت حتى الأغراض ''الشخصية جدّا'' للضحية وأفراد عائلته. وأن المسؤولية لا تستثني لا القاصر البالغ من العمر 17 سنة ولا المتّهمين المتابعين بإخفاء أشياء مسروقة بعد شراء أحدهم جزء من المصوغات المسروقة من مراهق ليس بتاجر في الذهب أو لديه محل رسمي خاص به بعدما تسلمه من قاصر، وهو حسب ممثل الحق العام ما يؤكد ثبوت تهمة تكوين جمعية أشرار من أجل السرقة بالكسر في حق جميع المتّهمين ثبوتا قطعيا لوجود اتفاق حتمي فيما بينهم، وهو ما ألحق بالضحية أضرارا جسيمة. ليلتمس في حقّ المتّهمين الرئيسيين وهم على التوالي (ب.ش.د) و(ز.ت) و(ب.م) عقوبة الخمس سنوات حبسا نافذا و100 ألف دج غرامة نافذة وعقوبة العامين حبسا نافذا و20 ألف دج غرامة نافذة ضدّ المتّهمين بإخفاء أشياء مسروقة ويتعلق الأمر بمجوهراتي بنواحي برج الكيفان وحلاق متربص وبائع متجول بساحة الشهداء بسوق ''جامع ليهود'' فيما سيحال القاصر للمحاكمة أمام قاضي الأحداث. من جانبه عاد الضحية وهو إطار بوزارة الصناعة وترقية الاستثمار إلى وقائع ''فاجعته'' ليؤكد بأنه لمح قبل شهر رمضان المنصرم أحد جيرانه المتّهمين يتجول قرب حديقة مسكنه الكائن بحي سيدي امبارك ببئر خادم من الناحية التي تمكن المتّهمون من اقتحام مسكنه، وعن الاستفسار منه عن دواعي تواجده هناك أخبرهُ بأنه بصدد البحث عن الكرة التي ضاعت منه حين كان يلعب رفقة أصدقائه كرة القدم، كما أن ابنته شاهدت آخر يترصدهم بنظرات غريبة صبيحة يوم الواقعة المصادفة للدخول الجامعي يوم 4 أكتوبر، حيث كانت رفقة والدها، إلا أن الأخير اعتبر الأمر عاديا ولم يخطر بباله أن يتربص به جيرانه، لتكتشف عند عودتها إلى المنزل بعد الزوال تعرض المنزل للسرقة، وبإخطار والديها قدم الضحية من عمله ليجد أداة الجريمة وهي عبارة عن سكين استخدمه المتّهمون لكسر نافذة غرفة الاستقبال بعدما حطّموا باب المدخل الرئيسي والسياج الحديدي، ليستولوا على كمية الذهب المعتبرة الخاصة بزوجته وبناته بما فيها ابنته المتوفاة مؤخرا والتي كان قد احتفظ بمجوهراتها للذكرى، فضلا عن جهازي إعلام آلي محمولين و3 هواتف نقالة و2 ''فلاش ديسك'' وكاميرا وآلة تصوير، حيث تمكن من استرجاع كافة المسروقات باستثناء المجوهرات التي تصرّف المتّهمون في بيعها كما أنهم لم يبدوا أي استعدادا لتعويضه، ليطالب الضحية هيئة المحكمة باسترجاعها أو ما يعادلها نقدا بما يفوق 200 مليون سنتيم، وأكد بأنه وأفراد عائلته لم يخطر ببال أحدهم مطلقا أن يكون الجناة من الجيران المقربين لهم الذين اعتادت زوجته جراحة الأسنان تقديم لهم الإسعافات الطبية في حال مرض أحد من أفراد عائلاتهم في أي وقت استنجدوا لتقاطعه القاضية وتؤكد له بأن ''ليس الجميع بمثل نبلك وحسن أخلاقك، سيدي''. وفيما اعترف اثنين من المتّهمين الرئيسيين بالوقائع المسندة إليهما أنكر شريكهما الثالث ضلوعه في عملية السرقة، كما فنّد المتّهمون بالإخفاء علمهم بأن ما عرض عليهم هي سلع مسروقة، لتبقى القضية للمداولة الثلاثاء المقبل.