أعرب غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، عن اعتقاده بأن الاستقالة المحتملة للأخضر الإبراهيمي مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، ستؤثر سلبا على عملية تسوية الأزمة السورية، في وقت نفت فيه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقي أمينها العام نبيل العربي طلب استقالة الإبراهيمي من مهمته. قال غاتيلوف في تصريحات له إن استقالة الإبراهيمي المحتملة ستؤثر سلبيا على الجهود للبحث عن التسوية في سوريا، بعد أن كان الإبراهيمي يسعى لإقامة التعاون بين طرفي الصراع، لكن المعارضة لم تقدم على ذلك حتى الآن، وأضاف غاتيلوف بقوله إن بعض اللاعبين الخارجيين لا يهتمون بذلك على ما يبدو. وكان مصدر دبلوماسي ذكر أن الإبراهيمي سيقدم تقريرا لمجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه المكرس للوضع في سورية والمقرر يوم الخميس المقبل، وكشفت مصادر دبلوماسية عربية أن الإبراهيمي يتجه جدياً لتقديم استقالته من مهمته، في موعد أقصاه ال18 من الشهر الجاري. وقالت المصادر إن الإبراهيمي، ومنذ لحظة انتهاء أعمال قمة الدوحة الأخيرة وما اتخذته من مقررات في الشأن السوري، تشاور مع عدد من أصدقائه وفريق عمله قبل أن يتخذ قراره بتقديم استقالته، وأشارت المصادر الى أن الإبراهيمي يُعدّ كتاب استقالة خطية تتضمن لأبرز ما واجهته مهمته من مصاعب، سواء على الصعيد السوري أو على الصعيدين العربي والدولي، وصولاً إلى قول عبارة يحمل فيها جامعة الدول العربية مسؤولية المشاركة في تدمير سوريا، دولة ومجتمعاً وقوة للعرب جميعا. من جهتها، أكّدت باريس أمس الأول، أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدأ محادثات غير رسمية بشأن فرض عقوبات على جماعة جبهة النصرة السورية المعارضة بعد أن أعلنت ولاءها لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة هذا الأسبوع، في وقت أعلنت فيه الهيئة الأممية أن المناقشات ما زالت مستمرة مع دمشق حول شروط بدء التحقيقات في احتمال استعمال السلاح الكيميائي في سوريا. ويأتي ذلك في الوقت الذي أبدى فيه الجيش السوري الحر قلقه من احتمال شن القوات النظامية هجوما كيماويا لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها في ريف دمشق، حيث تجدد القتال أمس على عدة محاور بالتزامن مع اشتباكات على جبهات أخرى في درعا وإدلب ومناطق أخرى، وأوضح نشطاء أن المجلس العسكري الثوري في ريف دمشق تلقى معلومات بأن الجيش النظامي ربما يستخدم الأسلحة الكيماوية لاستعادة الغوطتين الشرقيةوالغربية اللتين يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء كبيرة منهما, وتدور فيهما منذ شهور معارك دامية. يذكر أن رئيس الحكومة السورية المؤقتة، غسان هيتو، أعلن عن عزمه الانتقال إلى المناطق المحررة في شمال سورية خلال شهر، داعيا الغرب إلى تسليح الجيش السوري الحر بمضادات دروع ومضادات طائرات مؤكدا رفضه التدخل العسكري في سوريا، وقال هيتو، في مقابلة مع صحيفة »التايمز« الإنجليزية، إنه لا يطالب بريطانيا وشركاءها في الناتو بالتدخل عسكرياً في سوريا، ولا يدعو إلى نشر جنود بريطانيين على أراضيها، مضيفا أن »حكومته« لا تطالب حتى بقيام طيارين بريطانيين بالتحليق فوق سوريا، لكنها تريد تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، بما في ذلك الصواريخ القادرة على إسقاط الطائرات المقاتلة التي تستمر في قصف المدنيين على حد قوله. ميدانيا، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن القوات النظامية شنت أمس هجمات على أحياء دمشق الجنوبية وبينها القدم والعسالي والسبينة في محاولة لاقتحامها، وأضاف أن اشتباكات جرت عند المتحلق الجنوبي قرب زملكا مشيرا إلى إرسال تعزيزات لمدينة داريا بالغوطة الغربية التي تحاول القوات النظامية منذ شهور استعادتها. وفي الوقت نفسه، تحدثت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بحرستا وقالت إن الجيش الحر تصدى للتعزيزات النظامية إلى داريا، وكان نشطاء سوريون قالوا أمس إن 119 شخصا قتلوا يوم الجمعة أثناء العمليات العسكرية للقوات الموالية للنظام بأنحاء مختلفة من سوريا